برنامج ـ كي لا ننساهم ـ الإذاعي يحتفي بالفنان محمد باعوت
على هامش مهرجان الرشيدية الثقافي والسياحي برنامج ـ كي لا ننساهم ـ الإذاعي يحتفي بالفنان محمد باعوت
تزخر المنطقة الجنوبية الشرقية للمملكة بمؤهلات بشرية وطبيعية جد معتبرة تخول لها أن تتبوأ مكانة مهمة للجذب السياحي، خاصة السياحة الواحاتية والبيئية، وهذا كان دائما وأبدا رهان مهرجان الرشيدية الثقافي والسياحي لهذه السنة، بحيث وفرت له جميع الإمكانات اللجوستية والتنظيمية بأن يرقى إلى المستوى تطلعات المنظمين والساكنة المحلية والضيوف في الانخراط الفعلي في مثل هذه الأنشطة الثقافية والسياحية على وجه الخصوص، وخلق جو من الرواج الاقتصادي والفني في طبعة خامسة ناجحة بشهادة الجميع.
وتزامنا مع أيام المهرجان استغل مجموعة من الصحافيين والإعلاميين المغاربة تواجدهم بمنطقة الرشيدية وحاضرتها تافيلالت حاضرة العلم والثقافة والفنون، لأجل إماطة رمال النسيان على عدد من الرموز والأهرامات الشامخة التي صنعت عبر تاريخ المنطقة شهادات ميلاد عدد من الشخصيات البارزة والمتفردة في تخصصاتها.
الإعلامية سميرة الأشهب معدة ومقدمة برنامجها الإذاعي النصف الشهري بإذاعة الرباط « كي لا ننساهم »، خصصت حلقة يوم الأحد 27 يونيو المنصرم من الرشيدية لأحد العلامات البارزة في فن « البلدي »، وهو نمط غنائي يندرج في إطار ما يعرف « بالعيوط »، اشتهر به الفنان محمد باعوت بالمغرب وبالتحديد بمنطقة الرشيدية، والفنان محمد علا بالجزائر وبالتحديد بمنطقة بشار، مع العلم أن والدته تنحدر من أصول مغربية من الرشيدية.
الحلقة استضافت لها الإعلامية سميرة الأشهب ثلة من الباحثين والمهتمين بمجال التراث الشعبي بناحيتي الرشيدية وتافيلالت، على رأسهم الأستاذ الباحث سعيد كريمي، وأصدقاء الفنان محمد بوخريص ومصطفى باعقا، وعدد من الضيوف في غياب أبنائه الذين وجهت لهم الدعوة ولم يحضروا لبلاطو البرنامج. حيث كانت شهادتهم في حق الراحل محمد باعوت الفنان والإنسان مفيدة للغاية أنعشت ذاكرة فنان تخطاه الزمن في إطار من الإقصاء والتهميش، وهو الرجل الذي أحبه الراحل الملك الحسن الثاني وكرمه بعطفه وحنانه في مقابلات عدة قيد حياته.
محمد باعوت فنان بالسليقة يكتب ويلحن جل أغانيه التي أداها بمعية فرقته على ركح عدد من المسارح المغربية منها أغانيه المشهورة : « مولات الخلالة »، « الساخي بيا »، « حجبوك عني »، يالبيضا دركوك عليا »، هذه الأغاني وغيرها جعلت الحسين السلاوي آنذاك أن يضمه إلى فرقته، محمد باعوت كان إنسانا بسيطا لكن عزة نفسه كانت طاغية في تعامله مع الآخرين، لم يلهث أبدا على المال، كون نفسه بنفسه وأمن بفكر التثاقف، حتى لقب بمايسترو فن « البلدي » بامتياز، وأحد رواده ورموزه الأوائل، غنى للوطن وللحب وللطبيعة… وكان دائما أنيقا في لباسه وحديثة للآخرين، عبر بصدق عن لسان حال منطقة شامخة برجالها ومؤهلاتها الطبيعية والبشرية امتدادا من شرق المغرب إلى تخوم الصحراء الجزائرية، أحبه جمهور الداخل والخارج، وكان دائما يردد مجمل أغانيه التي أحبها الصغير قبل الكبير على المسارح المغربية، شارك رحمه الله عدة مرات في الملتقى الوطن لفن الملحون،و تدهورت حالته الصحية في يوم من أيام الملتقى وهو على ركح مسرح لحبول بمكناس، وحمل على وجه السرعة إلى المستشفى بالمدينة، وبعدها بأيام لقي ربه تاركا وراءه ستة أبناء في حالة نقول عنها صعبة.
الفنان الراحل محمد باعوت فنان شامخ، أبدع طيلة نصف قرن من الزمن، وتألق في عدة محافل وطنية ودولية، يتذكره أصدقاؤه ومن جايله بحرقة، بحيث عاش فقيرا ومات أفقر، وتمنى الجميع بأن يتم تجميع أعماله الفنية ويطلق اسمه على إحدى المراكز الثقافية أو الشوارع الكبرى بالمغرب، ويكرم من خلال مجمل أعماله، ويعود ريع مداخيل حفل تكريمه لأبنائه.
Aucun commentaire