Home»National»رجل تعليم …..يحكي ….

رجل تعليم …..يحكي ….

0
Shares
PinterestGoogle+

درست لسنوات وسنوات, بين التعليم الابتدائي والثانوي والجامعات. عشت أياما وشهورا وسنوات بين الأمل والخيبة ,والرجاء والإحباط,والتفاؤل والتشاؤم,وبين الوقفات والأزمات,والهراوات واللكمات,وبين…وبين…ظهر النور وغاب المحظور, عندما برق الأمل واستدعيت لاحتيار مباراة التوظيف. اعتقدت حينها أنني أصبحت إنسانا معترف به, يحمل رقم تأجير ومنصبا ماليا ودورا تربويا واجتماعيا.حملت محفظتي وانتقلت الى نيابة الحسيمة لتسلم تعييني مصمما العزم على أداء المهمة ولو كانت في أعلى القمة. قلت مع نفسي كفاني ما عانيت ,وقلت مع نفسي المغرب واحد ولا بد من تضحية في سبيل الواجب.تسلمت التعيين وتعلثمت عند قراءة التبيين ,إنها مجموعة مدرسية بكتامة.انتقلت الى المجموعة المدرسية لأتسلم تعيينا ثانيا بفرعية تدعى  » كريحة » ,تحتاج لمسيرة ساعتين لتصلها بعد أن تكون قد قضيت مسافة زهاء ثلاث ساعات من الحسيمة الى « اساتن ».لا يمكنك الانتقال الى الفرعية إلا صباحا قبل العاشرة أو مساء ,كون الطريق المؤدية لا تستحمل الا سيارة واحدة .وصلت الفرعية,فوجدتها من أربعة أقسام ,قسمان مهتريان وقسمان يشتغلان,جل مقاعدها سرقت,وتسرق باستمرار.الماء منعدم,ولا أثر للحياة على بعد كيلومترات .عملت لمدة دون أن أرى أثرا لأية لجنة إقليمية أو جهوية ,ولا أعلم عما سموه أنفلونزا الخنازير ,بحيث لم نتخذ أية إجراءات ولم نسمع بأية إصابات.
القصة طويلة ومرارتها مريرة.

إنها معاناة رجل التعليم عندما يعين في أقصى الدنيا دون توفر أية مرافق,ودون توفر أية ظروف للحياة ,ودون احترام حتى من المجتمع الذي أصبح ينظر لرجل التعليم نظرة احتقار واستصغار.
فرعيات تبعثر هنا وهناك بعيدا عن السكنيات وبدون أية مؤهلات,تنطلق الفرعية بأربعين تلميذا وتنتهي بخمسة لحسابات وحسابات.
رجل التعليم يحضر الى المؤسسة بعد عناء آملا أن يجد الأمل والوفاء.فيصطدم بالحرمان ويرمى به بين أحضان الخلاء والبلاء.تمر عليه أيام دونه أن يرى إنسانا,ودون أن يذوق فاكهة أو حتى خضرا, الماء شبه معدوم,والكهرباء من المحروم,والطريق مغلوق على العموم عند تهاطل المطر وما يتبعها من حملات وفيضانات. بعضها لم يزرها أحد من سنين ,وبعضها انعزلت عن العالم دونه علم المسئولين,لا من يسأل عنهم ,ولا من يؤنس غربتهم,ولا من يقول فيهم كلمة حق تحفزهم.إنهم مساكين مغلوبين تائهين وبين الجبال ضائعين . حتى الوسط المحيط بهم كلهم فقراء بؤساء,الكثير منهم لا يعير المدرسة أية عناية,ويفضل إخراج أبنائه كلما احتاجهم لمساعدته في تحمل أعمال البادية وهولها. لم يسمع مدرسو الفرعيات بأية إصلاحات ولا تأهيلات . كلام في كلام,وانعدام الثقة على الدوام. ملوا من حياة لا ترحم ومجتمع لا يعلم ووزارة لا تهتم.
فإلى متى يظلون على حال ليس بحال ,ومجال ليس له أمل أومآل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. مواطن
    11/08/2010 at 00:54

    نحيي فيكم أستاذنا هذا الجانب المشرف من مسيرة حياتكم الموفقة في أحضان أسرة التعليم
    ونسأل الله لكم الثبات على الحق دائما وأبدا

  2. رجل تعليم
    11/08/2010 at 00:55

    تحية لصبرك ولوطنيتك ولغيرتك على هذا المحبط المهمش لأتمنى أن تواصل اهتمامك به وتربط علاقة مع رجال التعليم في مناطق أخرى للتعريف بمشاكل هذه المنطقة والتعاون من أجل رفع التهميش عنها / أو على الأقل فضح ما يمارس عليها من خروقات
    دمت وطنيا وصامدا

  3. xprof
    11/08/2010 at 00:55

    je te donne un petit conseil cher college la seul sollution de ton probleme est de chercher une mutation ;

  4. moulay youssef
    11/08/2010 at 00:55

    salam jazzaka allah khayrane anta ghayour wamitlouka kalil fassbir kama ssabara aoulo al3azme min kablika.

  5. imane-prof
    11/08/2010 at 00:56

    salamo alikom. merci pour prendre l’initiative d’écrire la vérité absolue a propos de notre vie -de survie- sans aucun élèment pouvant motiver notre esprit ou notre volonté de travail…

  6. hanae oujda
    11/08/2010 at 00:56

    ouyi c est vrai rijal ta3lim dyal lyoum kayat3aynou ri fjbal w kay3aniiiiiiiiiw bzaaaaaaaaaaaaaaf w dawla madayra walou mramda 3iniha awadi lah yarhamna wsafi

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *