Home»Correspondants»هيام

هيام

0
Shares
PinterestGoogle+

وكما جرت العادة ألجأ إليك يا ورقتي العذراء..أزحف إليك مصطحبة بمشاعر مختلفة..محملة بشتى الارتسامات..مشاعر متنوعة مزخرفة بجمود ولهيب وحرمان وحنين..مشاعر تحوم في فضاء باهت..تجول في خاطر ضيق بين حلم وواقع..إحساس ممزوج بالفرح والقلق..بالحزن والألم..

رجعت إليك لتنشف سطورك مطر عيني وأمواج جبيني..عدت لتلتهم خطوطك ما أنقشه عليها من توتر وتردد..علني أسترد شيئا من وعيي..

لا مصطلح لما يجول في خاطري..معاني مبعثرة وأفكار مترامية على شاطئ خال من أي قاموس يساعد على فك هذه الألغاز.. إحساس يتجول بداخلي كله نشوة وغبطة..شعور بارتواء ظمأ طالما رافقه..لكن هذا الإحساس مرتبط دائما بآخر معاكس للأول..شعور الخوف والارتباك من صدى الغد..الخوف من حلول معاناة يوم محتبئ بين أحضان الزمن الموالي..معاناة من فراق محتوم ومن محاكمة مشاعر بريئة لا زالت في طور الاندماج مع عالم جديد كله أحلام مزركشة..

أحاول وضح قدمي على أول درج يأخذني لبر الوفاء..أول خطوة تساعدني على استرجاع نفسي وملاقاة حنين طالما بحثت عنه..أحاول العثور على نفسي بين شظايا مستقبل يكاد يضيع مني..أتعلق بخيوط رهيفة لأمل أضعف من برد الوحدة..أمل الالتحاق بقافلة الحظ..

وحين أجد أملي الضائع..أجدني متصلبة أمامه..خائفة من التقرب إليه ومن محاذاته..مترددة من الانسجام مع أحداثة خوفا من ابتعاده عني..أجدني حائرة بين الاندماج مع أدوار حكاياه وبين تأمله من بعيد..أخطو خطوة وأتراجع اثنتين..أحاوره ثم أسحب كلماتي المبعثرة..أنظر إليه..أتأمله في صمت عاجز..أضاعف تأملي لأشيع جوع قلبي..لأبلل جفاف حضني..ولأدلل طفولة عقلي..ومن بعيد أتمنى أن تأخذني شجاعتي بين ذراعيه..أتمنى أن تذوب صلابة الضعف..قساوة الرعب..أودها أن تحطم جدار خلوتي وتكسر قيود سجني..

وددت روحا ثانية تندمج مع روحي لتزودها بقدرة المواجهة..تدعمها وتدفعها لمواجهة طريق الحياة..روحا تسلبني لأعيش في فضاء المحبين بين قلوب العذارى..أعيش حياة بلا حياء ولا خوف من نظرات قاتلي الأحرار..أعيشها دون الالتفات لمن حولي ودون اهتمامي بهم..أعيشها لنفسي فقط..

لكن يبقى هذا مجرد حلم وأمل أعيشه بين ثواني الساعة..أشيد قصصا من نسيج خيال ممزق..وأملأ به صهريجا مكسرا..أبني قصورا رملية على أمواج بحار متضاربة..وأصنع وقائع من سحب سماوية..أرتدي لباسا حريريا وأتدلل بين طياته..ألحان كروان تتدفق على مسامعي بلطف وحنان..تتسلل داخل أعماقي وتنعش خاطري.. وهكذا أعيش حلما كله عشق وغرام..ثم أصحو من غفوتي..أصحو على أنغام مصدأة لأناس أكل الدهر عليهم وشرب..أصوات يشمئز الفؤاد و ويهتز الخيال لسماعها..تصلب كل لين وتجمد كل سائل..أصحو بعين ترفض استقبال واقعها..تعجز على رؤية حقيقتها..وتدمع لمغادرة حلمها..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *