أسطول الحرية .. وجاءوا على قميصه بدم كذب
بسم الله مجراها!، وبسم الله مرساها، قافلة حملت المنازل للمشردين، والغذاء للجائعين، والعلاج للمرضى، والبسمة للبائسين، تبحر على أمواج الإرادة التركية المنتخبة!، وتمخر عباب الصلف الصهيوني، وتجري بسم الله وعلى ظهرها ثلة من العزل المؤمنين بحق الإنسان في الحرية، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر!..
تهاطلت حثالة من القراصنة المدججين بالسلاح عليهم، ليمارسوا الفن الذي يجيدون، فن القتل والإرهاب والجريمة، لتختلج الدماء بالإرادة، وتقدم أنموذجاً حياً مشرقاً للمحبطين والجبناء!، أنموذجاً حياً مشرقاً لمن أحكموا الخناق على المستضعفين بالفولاذ، أنموذجاً حياً مشرقاً لمن تواطئوا مع الأجهزة الإرهابية الأمنية ونسقوا معها في إجهاض المقاومة!، أنموذجاً حياً مشرقاً لكل أولئك الذين يلتئمون على موائد المؤتمرات الخاوية، يتفقون على الخذلان، ويختلفون على النصرة!، وهنت قواهم على الأعداء، وتغول بطشهم بشعوبهم، فحق عليهم القول:
أسـد علـي وفـي الحـروب نعـامـة … خرقاء تنفر من صفير الصافر ..!
هلا برزت إلى الأعادي في الوغى … أم كان قلبك في جناحـي طائـر ..؟
هذه الدماء الزكية التي أريقت على ظهر الأسطول الحر لم تقدم النماذج المشرقة البطولية لنا نحن العرب والمسلمين وحسب، وإنما أيضاً أربكت الصهاينة وقضت مضجعهم وأسقطت عنهم ورقة التوت، وعرتهم أمام الجميع، وفضحتهم على رؤوس الأشهاد، كشفت الإرهاب الصهيوني، وخلعت قناع الضحية عن وجهه الإجرامي القبيح، فتوجه الصهاينة إلى الإعلام يلملمون الفضيحة، ويخصفون على سوءاتهم من ورق التضليل، ويتهمون الضحية بالإرهاب!، والعزل بالبطش الحاقد!، ويزعمون أنهم سطوا على سفن الأحرار، ومارسوا عليها القرصنة، وسفكوا دماء الأبرياء العزل دفاعاً عن النفس..!!..
فسولت لهم أنفسهم أمراً، فجاءوا على قميص الأسطول الحر بدم كذب، وإنما جاءوا بهذا الإفك المفترى لأنهم يدركون حجم الغباء السياسي الذي وقعوا فيه!، وباتوا يشاهدون بأم أعينهم نتائجه الأولية، غباء وتخبط وارتباك فجر النزاعات في مجلس وزرائهم، وبرلمانهم، وأوقد حمى النقد والجلد في إعلامهم، فلجأت حكومتهم إلى التضليل والكذب والتدليس، واتهمت العالم بالنفاق السياسي، وحولت المعركة إلى الإعلام، فكانت حملات إعلامية مضللة يدافع الكيان الصهيوني بها عن نفسه..!
إن معركتنا اليوم ليست مع أصوات العبودية والتبعية الشاذة التي تمجد إسرائيل في الوقت الذي يدينها العالم برمته!، ولا مع طوابير الانهزامية والانبطاح والخذلان الذين أعمت أبصارهم تجارب الماضي عن رسالة الأسطول المجيدة!، وإنما هي المعركة مع النفس، والتشبث بالحق، والمطالبة بالعدل، ومكافحة الكسل، والاستمرار في الحملة الإعلامية ضد الكيان الصهيوني، هي معركة لكشف الإفك المزعوم أمام الشعوب الغربية المضللة، هي معركة لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة، هي معركة لمحاكمة السفاحين المجرمين الذين ذبحوا المناضلين صبراً!، وقتلوهم بدم بارد!..
هي معركة لسحب مبادرة السلام واستبدالها بمبادرة لدعم المقاومة ونصرة المظلوم، هي معركة للضغط على الأنظمة العربية البائسة لتحذو حذو تركيا أو تتشبه بها، أو تقترب منها، معركة للضغط على الأنظمة العربية لتتماهى مع مطالب شعوبها، وتفتح معبر رفح فتحاً نهائياً مؤبداً، وترسل المزيد من السفن بحراً!، وتعيد بناء غزة بالكامل، وتسمح لشعوبها بالتعبير عن الغضب والاحتجاج على المجازر الصهيونية..!
Aucun commentaire