الدور التركي وضرورة المعاملة التفضيلية لتركيا
لقد أصبح جليا أن تركيا أصبحت تضطلع بدور إيجابي متعاظم في عدد من القضايا العربية والإسلامية والدولية. وأكثر ما تجلى ذلك في قضية فلسطين ومواجهة المظالم التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني. بل يمكن القول: إن أكبر الإنجازات التركية التاريخية في العقود الأخيرة، هو التحول العميق – الرسمي والشعبي – من القضية الفلسطينية، ومن العلاقة مع الكيان اليهودي الغاصب المعتدي.
ولقد أراد الإسرائليون – بمجزرتهم الأخيرة ضد سفن الغوث لقطاع غزة – توجيه ضربة قاسية للدور التركي، ولكن الضربة ارتدت في نحورهم بشكل لم يتصوروه ولم يحسبوا حسابه.
نعم، لقد دفع المتضامنون مع غزة ثمنا باهظا لم يتوقعوه ولم يتهيؤوا له، ولكنهم أيضا حصدوا نصرا لم يتطلعوا إليه ولم يحلموا به؛ فقد سقط الحصار سياسيا ومعنويا، وانتقل من حصار لغزة إلى حصار لإسرائيل، والبقية تأتي بإذن الله تعالى…
الآن ستتحرك الشبكات الصهيونية وكثير من الجهات الموالية لها، الظاهرة منها والخفية، لمعاقبة تركيا وردع توجهها، والعملِ على إضعافها وتفجير المشاكل في وجهها، على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية، وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والأمني.
لهذه الأسباب كلها، يجب علينا نحن العرب والمسلمين، التحرك في الاتجاه المضاد: دعم تركيا والعلاقةِ معها، ماديا ومعنويا، بجميع السبل الممكنة.
ومن ذلك على سبيل المثال: تقوية التعامل التجاري مع المنتجات التركية وإعطاؤها الأولوية والمعاملة التفضيلية في الاستيراد.
ويتفرع عنه أن يقوم المستوردون والتجار بجهد خاص لإبراز المنتجات التركية والتعريف بها لدى الجمهور العربي والمسلم.
وهذا يقودنا إلى مرحلة الاقتناء والاستهلاك، فمقابل ما يلزمنا من مقاطعة لمنتجات أعدائنا والمعتدين علينا، يلزمنا التعامل التفضيلي مع المنتجات والرموز التركية، ومع المؤسسات التركية المختلفة.
إن دعم تركيا والشعب التركي، هو اليوم دعم لفلسطين وللشعب والفلسطيني، وذلك أضعف الإيمان.
Aucun commentaire