* إلى من طعنني سهمه مع أني أشد الفرسان..وجرحتني رصاصة حبه رغم أني أمهر الصيادين..وغرقت في بحره رغم أني أشطر السباحين..*

خطوط أرسمها على ورق بيضاء تخترقها سطورا حنونة..كلمات أبعثها إلى من كان أعز إنسان..كلمات مثقلة بهيجان الخاطر المجروح أرسلها لإليك علها تكون خير رسول..لتوصل لك ما يخالجني من أحاسيس مبعثرة..من لهيب قاتل..من بركان ثائر..ومن ضعف جامد..لعلها توقظك من سباتك الظالم..من صمتك الخائن..ومن لطفك القاهر..

كلمات مرتعشة أرمي بها إلى ضميرك الضائع..إلى عقلك الشارد..علها ترد بك إلى الطريق السليم..علها تجعلك تتذكر أنك كنت جبارا ظالما خائنا..أجل..دمرتني ودمرتني ثقتي بك..

رسمت أحسن خطة..أتقنتها بمهارة..أهنئك..نجحت حيلتك وفزت على عدوك..ما إحساسك الآن..ارتحت..؟!… حقيقة فقد وصلت إلى مبتغاك بسهولة لأنك وجدت طعما في متناولك..بل الطعم هو من قدم إليك..

قلت : كل إنسان !..إلا هو..كلهم خائنون !..إلا هو..كلهم طماعون !..إلا هو..ثم قالت لي تجربتي : كلهم صادقون !..إلا هو..كلهم شفافون !..إلا هو..كلهم واقعيون !..إلا هو..

أصفق لك بحرارة الصدمة..أنحني أمامك وأعظم تمثيلك..أحسن ممثل أنت..!

درست خطتك بإتقان..فرقت الأدوار بإمعان..ثم مثلت بمهارة..

للأسف..كنت أول من جرع كأس خيانتك..سقطت في أحقر حفرة نصبت لي..

هزمتني حيلتك..أضعفتني نيتك..حطمت أجمل وأحلى وآخر حلم كان في مخيلتي..هبت رياحك المدمرة على أصدق إحساس كنت أملكه..ألذ حب كنت أكنه في صدري بين قضبان من سحر الحنان..وسط ضباب من لحن شجي..عاصفة هدت كل أمل متبقي من زلزال مرير..أمل كان يحاول الفرار من مأساة محتومة..أمل عاش على أمل لقاء الأمان في عالم لا أمن فيه..لكن..هيهات ثم هيهات..تعلقت بالأمل لنصعد معا لبر الأمن..لكني سقطت وإياه في بئر الآلام..فمن نجدني..قتلني..!!

كنت تربع على عرش عال من لؤلؤ متألق كامن في قلبي الساذج..كنت نجمة ساطعة بيضاء تسبح في فضائي المظلم..تتحرك بسكون وتريث..تتحقق من مسيرها قبل الولوج في طريق حالك..كنت ضياء يشع دينا وإيمانا..كنت قبلتي الأبدية..نور هدايتي..

مددت لي يدك لتسلبني إلى عالمك النظيف..مهدت لي طريق النعيم والتقوى..نزعتني من حفرة كادت جذورها تلتهم إيماني باللـه..ثم رميت بي في وكر الخديعة والنذالة..لتلتهبني نار وحشيتك..ويحرقني لهيب جشعك..

ابتسمت لألمي..وضحكت لعذابي..

لم..لم هذا التصرف..؟..أهو انتقام..؟؟!..

حطمت عزيمتي..دمرت كبريائي..كسرت عزة نفسي..بالأمس كنت أحوم بفضائي وأتجول..كنت رئيسة كوني..ملكة في حياتي..فأصبحت عبدة لا مكان لها..مملوكة لا ملكة..قلبت حياتي رأسا على عقب..لا من يأخذ بيدي..ولا من يهديني لصراطي..أهوم ضائعة بين أمس وغد..ما أنا بالطائرة ولا أنا بالزاحفة..ذهبيت خارج أرض الوطن..فقالوا سائحة..ورجعت لوطني فقالوا مهاجرة..ضاعت هويتي وضعت معها..والفضل يرجع إلى أطهر وأشرف إنسان عرفته في حياتي..أو بالأحرى من كان أطهر وأشرف الناس..

أجل..كان قناعك مقنعا..وضعته بمهارة كبيرة..وتحكمت في استعماله إلى أن سقط..

…..ومــا خــفـــي كـــان أعـــظــــــم…!!!…..