Home»Régional»حيرة

حيرة

0
Shares
PinterestGoogle+

لكل إنسان طبع وطريقة خاصة يسير بها..

لكل واحد منا رسم محدد يشكله لتتبع مسيرته..كل شخص يرى رونقا شيقا في خطواته..يحبذها ويجللها..يرى طريقه سليما من أي التواء..مع أن كل الطريق ومنذ بدايته ليس صائبا للهدف المراد الوصول إليه..مسار يبدأه بأكذوبة عذبة..مجرد أكذوبة باهتة لا بصمتة لها..يسايرها ويتماشى معها..ثم تراه يصدقها ويؤمن بها..ثم لا يستطيع الابتعاد عنها..يتشوق لتأدية دوره بها..دور البطولة..

إنسان ألف رواية خيالية فاندمج مع أحداثها إلى أن صدقها وأولها إلى واقع ملموس..واقع ربما أو من الأكيد أن جمهورها لن يأخذها بعين الاعتبار..فهو يراها تمثيلية تعبر عن خيال ما في زمن سابق أو ربما تعبر عن مراد وحلم وأمنية مستحيلة في زمن لاحق..

كم هو صعب أن نكذب على أنفسنا ونصدقها..كم هو صعب أن نحفر حفرة ونقع فيها بإرادتنا..نتدحرج بين حدباتها..ونرتمي بين أحضانها المتلاشية..نتلاوح من جهة لأخرى سكارى من شدة الغبطة..دون دراية لما ينتظرنا في قعر الحفرة..ودون أخذ أي اعتبار لما خفي..

وبينما نحن في خضم النشوة وقمتها..يبدأ دفئ العمق يتسلل إلى القلب..نتساءل عن منبعه مع أننا على يقين لجواب هذا التساؤل..بأن منبعه آت من بداية النهاية..وبعد الدفئ..تتبعه حرارة اللهيب..لهيب اليقظة..ثم بعدها تأتي نار الواقع..واقع صفتنا الحقيقية ومحلنا في هذا الموضوع..فبأي صفة نحن هنا..؟..بأي صفة نجول في مكان غير مكاننا..؟!..

وهنا تهب عاصفة الندم..تهطل أمواج العرق..عرق الخجل من أنفسنا..عرق الجبين من مأزق عويص قيدنا..زلزال الرعب من الخلاصة التي وصلنا إليها..الرعب من مواجهة الحقيقة..حقيقة نوايانا الدنيئة..الرعب والخوف من اليقظة من هذا السبات الناعم..

لا بد من مواجهة خط الوصول..مواجهة أنفسنا لمعرفة ما إذا كنا على صواب أم لا..

يجب أن نزن أنفسنا..أفكارنا..أحاسيسنا..إذا وجدنا شيئا من التردد والتخوف..فليكن في علمنا التام بأننا سلكنا الطريق الموازي للطريق الهادف..وهذا يعني أنه من المستحيل أن نلتقي وإياه في نقطة مشتركة….وعليه….يجب العودة إلى المكان الذي انطلقنا منه..أو التصلب في موقعنا ذاته على الأقل..

أما إذا كنا قادرين وكان باستطاعتنا النظر في أعماق عيون الآخرين..وسماع تعليقاتهم ونصائحهم بروح باسلة..فلنعلم أننا غير خائفين ولا مترددين مما نقوم به..ما دام ما نقوم به صافيا طاهرا..وتكون أعمالنا وتصرفاتنا وسط نور لامع..وهذا ما يجعل ثقتنا تزيد بأنفسنا..

فلم الاختباء من أشعة الشمس..الهروب من ألسنة الناس..التحامي بجدار الكذب..

لماذا يشتعل شوقنا للخطيئة..لماذا اللهفة على اكتساب ملك هو لغيرنا…؟؟؟!!!….

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *