Home»National»المحك الحقيقي للمخطط الاستعجالي هو الواقع المعيش وليست تقارير المسؤولين

المحك الحقيقي للمخطط الاستعجالي هو الواقع المعيش وليست تقارير المسؤولين

0
Shares
PinterestGoogle+

من الحكم التي ورثناها في ثقافتنا العربية عن شعرائنا الحكماء ، وإن من الشعر لحكمة قول الشاعر العربي المشهور :  » السيف أصدق أنباء من الكتب// في حده الحد بين الجد واللعب  » لقد قيل هذا البيت في مناسبة حصار مدينة عمورية حيث راهن المنجمون على أن فتحها لا يكون إلا في زمن نضج التين والعنب ، وكذبتهم السيوف فكان الفتح قبل الزمن الذي رجم به المنجمون . وحال مسؤولي وزارة التربية الوطنية اليوم لا يختلف عن حال المنجمين زمن الخليفة المعتصم بالله رحمة الله عليه ، ذلك أن هؤلاء المسؤولين يريدون إنجاح المخطط الاستعجالي بأي ثمن كان ، ولكن ليس على أرض الواقع بل عبر التقارير المرفوعة إلى المركز من الجهات ، والتي ستقدم عما قريب عبر الحواسيب المحمولة إذ سيجلس المسؤولون خلفها ، وقد أعدوا موادهم إعدادا مقصودا مع سبق إصرار لجعل مسؤولي المركز يشعرون بالاطمئنان على مخطط بعيد عن شعورالاطمئنان . ستتحرك فأرات الحواسيب المحمولة برشاقة ، ويتبارى المسؤولون الجهويون في عرض بضاعتهم المغشوشة مع الحرص على الإخراج الجيد والبهرجة ، ووفق أحدث التقنيات ، وستكون الشاشة مضمار التنافس الحاد بينهم لنيل رضى الوزيرة والوزير ، وكأنهم سحرة فرعون حين ألقوا حبالهم وعصيهم ، وجاءوا بسحر عظيم سحر أعين الناس ، وسيزعم كل واحد منهم أن نجاح المخطط الاستعجالي إنما كان في عقر داره وبين أحضانه ، وأنه أرضعه ألبانه ليحوز فترة انتداب جديدة على مسؤولية تتبرأ منه ، وفوق مستواه وقدره وطاقته .

لن يجرؤ أحد على الحديث عن فشل المخطط ، وكل ما سيجرؤ عليه هؤلاء القول بأن نسبة الانخراط فيه لا زالت ضعيفة ، ولهذا انطلقت قبل أيام حملات الإشهار من أجل تبرير أكذوبة عدم انخراط الفاعلين ، وهي ذريعة أشيعت لاستباق الإعلان عن فشل المخطط ليحمل من أكل مال المخطط العام الحرام مسؤولية فشله لمن لم ير هذا المال وإنما سمع به . ولو صدقت نية مسؤولي المركز في تقييم أو تثمين المخطط الاستعجالي لما طالبوا المنجمين الجهويين بالتقارير ، وإنما نزلوا إلى الواقع ، وزاروا المؤسسات التربوية ليقفوا بأنفسهم على الحقيقة المرة التي تخفيها تقارير المنجمين . لقد أساءت الوزارة التدبير والتقدير في إنجاز مخطط إصلاح استعجالي ،آخر ما قررت الامتحان التجريبي في بداية شهر مايو ، وها قد مر الامتحان في ظروف عابثة ، وها قد بدأ الانقطاع عن الدراسة قبل إنهاء المقررات ، وها هم المتعلمون سيواجهون الامتحانات الحقيقية بزاد ضعيف ، وهم يعولون على قصاصات الغش التي بدأت تستنسخ من الآن .

هذا هو الواقع المعيش المكذب لتقارير المنجمين الجهويين الذين لا يعنيهم إلا أن تحتفظ بهم الوزراة ليكونوا أوزارا على المنظومة التربوية ، وقد أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون . إن التحدي مرفوع أمام مسؤولي المركز لإيفاد من شاءوا ومتى شاءوا إلى كل الجهات ومن بينها جهتنا الشرقية لمعرفة الحقيقة المحزنة للمخطط الاستعجالي ، ومن خامره الشك فليأت بتقارير المنجمين الجهويين وليحاول أن يجد لها أثرا في واقع لا يمكن تكذيبه ،ولا توجد شهادة أصح وأوثق من شهادته طالما صحت مقولة الشاعر الحكيم :  » السيف أصدق أنباء من الكتب // في حده الحد بين الجد واللعب  » وإلى أن يقيض الله تعالى من يشفق على المنظومة ويخلصها من المفسدين بسوء التدبير سنواصل بعون الله فضح المنكر عملا بفريضة النهي عنه التي هي واجب شرعي قبل أن تكون واجبا وطنيا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *