مدينة زيري بن عطية تودع رمزا من رموزها التربوية الأستاذ المرحوم عبد الرحمان الدفوفي
أرجو من الجهات التي نظمت الندوة الوطنية في موضوع المجتمع والعلماء ونسبت الدورة للمرحوم للعلامة بنسعيد المهداوي الوشاني تغمده الله بواسع رحمته أن تنظم أيضا ندوة وطنية أخرى في موضوع المربون والمجتمع وتجعل شعارها دورة للمرحوم المربي الأستاذ عبد الرحمان الدرفوفي تغمده الله بواسع رحمته. ويعتبر الأستاذ عبد الرحمان الدرفوفي أحد أبرز المربين في الجهة الشرقية وقف عمره لخدمة التربية والتعليم ، وجمع بين الاشتغال في الحقل التربوي والحقل الديني حيث مارس مهام التدريس ، ومهام الإدارة التربوية إذ كان ناظرا للدروس ، ومديرا ، ومهام المراقبة التربوية إذ كان مفتشا تربويا ، ومهام الإرشاد والوعظ الدينيين إذ كان رئيسا لفرع رابطة علماء المغرب بمدينة وجدة ، وعضوا بالمجلس العلمي المحلي بها . ولم يغب عن كل الأنشطة الفكرية والثقافية والاجتماعية التي عرفتها مدينة وجدة ، والجهة الشرقية ، وباقي جهات الوطن.
لقد كان رحمه الله إنسانا نشيطا في الحقلين التربوي والديني حيث كان على سبيل المثال لا الحصر إذا سافر إلى جنوب المنطقة الشرقية وتحديدا إلى مدينة فجيج للعمل ، يقضي سحابة يومه في المراقبة التربوية في المؤسسات التربوية وقد ملأ جيوبه بقطع الحلوى يوزعها على المتعلمين المتميزين ، وإذا حان وقت المغرب جلس للوعظ والإرشاد بين العشائين في مساجد قصور المدينة . وكان دائم المطالعة لا تفوته جريدة ولا مجلة ، ولا دورية ، ولا كتاب إلا اطلع عليه ، كما كان صاحب ورد قرآني يومي ، ولما أقعده المرض انقطع لورده القرآني اليومي. ويعتبر بيت الأستاذ المرحوم بيت تربية وعلم إذ حبب لابنه الأستاذ أحمد فريد وبناته الأستاذات رسالة التربية والتعليم النبيلة ، وكلهم يشتغل بهذه الرسالة السامية ، وقد ترك المرحوم بصماته عليهم جميعا ،إذ تلقوا على يديه جديته وتفانيه في العمل ودماثة خلقه. وكان رحمة الله عليه طلق المحيى بشوشا يوزع ابتساماته على الجميع ، كما كان محبا للعلماء ولأهل العلم ، ومتواضعا أمامهم ، والتواضع خصلة من خصاله الحميدة . ولا يوجد بمدينة وجدة من لا يذكر المرحوم بخير خصوصا رجال ونساء التربية ، وقد تتلمذ على يديه العديد منهم . ويجدر بأكاديمية الجهة الشرقية ونياباتها والمجلس العلمي المحلي أن يبادروا إلى تنظيم ندوة مشتركة تخصص لدور المربين في المجتمع ، ويكون اسم المرحوم هو شعار هذه الندوة التي يستدعى لها كل من يحتفظون بشهادات تتعلق بنشاطه سواء التربوي أو الديني .
إن مدينة وجدة والجهة الشرقية ، وهي تودع رمزا من رموز التربية والتعليم والإرشاد والوعظ فيها لتنعاه لباقي جهات الوطن ، وتعزي فيه أسرته الكريمة ، وأسرة التربية والتعليم ، و أسرة الوعظ والإرشاد ، وكل محبيه من مثقفي المدينة والجهة . وبهذه المناسبة لا يسعني أصالة عن نفسي كمفتش تربوي ونيابة عن كل الزملاء المفتشين إلا التوجه إلى العلي القدير سائلا الرحمة والمغفرة ، والجنة بجوار سيد المرسلين للمرحوم الأستاذ عبد الرحمان الدرفوفي ، والصبر والسلوان لأهله وذويه ومحبيه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
6 Comments
بسم الله الرحمان الرحيم-*كل نفس دائقة الموت*-صدق الله العظيم. بالفعل فقد ودعت المديمة الالفية احد رموزها الكبار الاستاد والمربي والواعد عضو المجلس العلمي و المرشد الديني الدي كان يوقفه الناس في السوق ويسالونه في امورهم الدينية وكان رحمه الله يجيبهم بما فتحه الله عليه واهم ميزة تسجل في ميزان حسناته التواضع التواضع في الملبس والسير والكلام… فرحم الله هدا المجاهد بالكلمة الطيبة واسكنه فسيح جناته والهم اسرته الكبيرة والصغيرة الصير والسلوان واللهم الحقنا بهم مسلمون وشكرا للاستاد م. شركي على النعي
تغمد الله استاذنا وفقيدنا الحاج عبدالرحمان الدرفوفي بواسع رحمته ، واسكنه فسيح جنانه ورزق ابناءه وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
لقد تعرفت على المرحوم في بداية السبعينات وأنا تلميذ بإعدادية باستور ،حيث حضر ذات صباح لإجراء مراقبة تربوية لأستاذنا النجاري التطواني أطال الله عمره ، وبعد انتهائه من كتابة التقرير ومناقشة الأستاذ ، قام من مكانه وأشار إلى كلمة كانت ضمن نص مكتوب على السبورة طالبا منا إعرابها ،وبما أن الكلمة كانت مفعولا لأجله فقد قدم لنا المرحوم درسا لم تستغرق مدته أكثر من عشر دقائق حول هذه الظاهرة النحوية ، ومنذئذ وقاعدة المفعول لأجله لا تفارق ذهني ، وصورة المرحوم لا تغيب عن ذاكرتي …فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ، وتحية تقدير لأستاذنا شركي الذي نحيي فيه غيرته على أعلام جهتنا الأحياء منهم والأموات
المنظمون لمثل هذه الندوات لا ينتظرون من احد رجاء ولا توجيها فهم يعرفون ما يعملون ومتى يعملون ,ثم لماذا لا تعمل شيئا انت ومن معك ؟ ام ان عملك هو الاسهال الكلامي ؟
السيد الحوسين قدوري اسمح لي ان اقول لك انك بعيد كل البعد عن اخلاق مهنة الصحافة لانك ترفض اغلب الردود على السيد محمد شركي
رحم الله الفقيد ، و ألهم ذويه الصبر و السلوان .و طبعا فان عمله سوف لن ينقطع لأن فضيلته له -على الأقل- أبناء بررة يدعون له ، كماأنه ترك علما ينتفع به . كيف لا و هو الذي كون أجيالا من طلبة العلم و مدرسين و باحثين في شتى أصناف المعرفة و العلوم .فمن منا نحن أبناء الجهة الشرقية لم ينهل من علمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو لم يسمع به ؟ فلقد كان و سيبقى – رحمه الله – هرما شامخافي أعيننا نحن أجيال العقدين الرابع و الخامس و ما تلاهما . كما أن التاريخ سيخلد اسم المرحوم بمداد من الفخر بين الذين وهبوا أنفسهم للرفع بالمنظومة التربويةالى الأمام أيام كانت الوسائل المتاحة قليلة ، و العزائم كبيرة بحجم سعة قلوب أهلها .
نجدد الرحمات لفقيد أسرة التربية و التكوين في مغربنا الحبيب ، ونطلب من العلي القدير أن يلهم أسرته الصغيرة الصبر و السلوان ، و انا لله و انا اليه راجعون .