Home»International»كيف ينظر الإسبان للمغاربة….و العكس؟

كيف ينظر الإسبان للمغاربة….و العكس؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تعرف العلاقات
المغربية الإسبانية نوعا من المد و الجزر
مرتبطة بالظرفية السياسية بجارتنا الشمالية،و
التي تكون رهينة بصعود اليمين بها، أو باليسار،كما
تغذي هذه العلاقات شروطا تاريخية،و جيوسياسية
متعددة أدت إلى خلق أجواء من اللاثقة بين
البلدين.كل هذا التوتر ، و غياب حوار حقيقي
بين البلدين،أدى إلى أن المواطن  الأسباني
يحمل كليشيهات غير حقيقية عن المغربي،مدعوما
بوسائل الإعلام التي تخدم هذه الصورة.

  1. النظرة التاريخية :ينعت الإسبان كل العرب
    الذين تواجدوا بالأندلس ب »Moros « ،و هو اسم قدحي يقصد به
    جميع المورسكيين الذين استوطنوا بلاد الأندلس،و
    تقصد بها الذاكرة الجماعية للشعب الإسباني،كل
    الأشخاص الغير المتحضرين
    القادمين من بلاد العرب النائية،الذين
    استعمروهم و قهروهم،كما أن الإسبان يتذكرون
    المائة ألف مغربي الذين جندهم فرانكو إبان
    الحرب الأهلية الإسبانية من الريف المغربي،
    وقادهم المارشال الريفي أمزيان
    ،و كانت لهم الكلمة الفيصل في حسم السلطة
    من طرف الفاشستية  الفرنكاوية ،و قد
    ذكرت بعض كتب التاريخ الإسباني،أن المغاربة،
    في عهد فرانكو، كانوا عندما يدخلون قرية
    إسبانية،يرددون كلمات  » صلى و السلام
    على رسول الله……. »،و بعد ذلك يقبلون
    على هتك عرض النساء،و تشريدهن،و السلب
    و النهب مما خلق أثرا سيئا لدى المواطن
    الإسباني. هذه النظرة السلبية تقابلها
    نظرة ، أخرى أكثر قتامة من جانب المغاربة
    اتجاه الإسبان،فهم مازالوا لم ينسوا طردهم
    المذل سنة 1492 من الأندلس بعد سقوط غرناطة
    ، ومحاكم التفتيش التي أقيمت ضدهم من طرف
    إيزابيلا ،ملكة قشتالة التي تحالفت مع
    الكنيسة، و القتل الذي تعرضوا له،و إلزام
    ما تبقى منهم بتغيير دينه،و مصادرة أملاكهم.و 
    للتذكير فإن أكثر من خمسة ملايين مغربي
    من أصل أندلسي يعيشون حاليا بالمغرب
    ، وقد استوطنوا المدن الشمالية من المغرب،كتطوان،العرائش،طنجة،
    و الرباط.كما أن المغاربة
    لا تخونهم الذاكرة مما تعرضوا له من غازات
    كيماوية في الريف المغربي سنة 1923 إبان الثورة
    البطولية و الملحمة التاريخية التي قادها
    محمد بن عبد الكريم الخطابي، و الآثار التي
    خلفتها من أمراض سرطانية،أضحت الدراسات
    الحديثة تدل على أن الشمال المغربي يعرف
    أعلى نسبة من هاته الأمراض.
    وقد احتلت عدة مناطق من المغرب، كالشمال
    المغربي و الصحراء المغربية.
  2. الواقع الجيوسياسي:يقع المغرب على بعد 15 كيلومترا
    من إسبانيا التي تشكل البوابة الأوروبية،و
    حارسها ،  و تتخوف إسبانيا
    ،خاصة في العقدين الأخيرين من الهجرة السرية،
    و المخدرات، و الإرهاب. أضف إلى ذلك أن إسبانيا
    تحتل مدينتين مغربيتين و هما سبتة و مليلية.
    و يقع البلدان على مشارف
    مضيق بحري حيوي  تعبر منه أكثر من 40./.
    من التجارة العالمية.
  3. العلاقات المغربية
    الإسبانية :تعرف
    العلاقاتالحالية نوعامن الإنتعاش،
    نظرا لتواجد
    الإشتراكيين على رأس الحكومة الإسبانية،و
    يتجلى ذلك في:
  1. التفاهم في عدة
    ملفات من قبيل دعم المغرب في علاقاته مع
    الإتحاد الأوروبي،و وضعيته المتقدمة الحالية.
  1. ترك ملف الصحراء
    المغربية أمام أنظار مجلس الأمن، وبعيدا
    عن العلاقات الثنائية،و انه ليس بالمعامل
    الأساسي في تحديد حرارة  العلاقات.
  2. التعاطي بشكل
    لائق مع ملف الإنفصالية أميناتو حيدر.

لكن
في فترة اليمين ظهر نوع من الفتور و التصعيد
تجلى في:

  1. الصراع حول ملف
    الصيد البحري، عندما رفض المغرب تجديد
    الإتفاقية مع الإتحاد الأوربي، مطالبا
    بتجديد الشروط حفاظا على ثرواته السمكية،
  2. الصراع حول جزيرة
    ليلى المغربية، وتداعياتها، كادت أن تؤدي
    إلى حرب بين البلدين،لولا تدخل الولايات
    المتحدة على الخط،و تهدئة الأوضاع.
  3. دفع العاهل
    الإسباني للقيام بزيارة غير مرحب بها من
    طرف المغرب لمدينة سبتة المغربية المحتلة.
  4. التقارب مع الجزائر، 
    في ملف الصحراء المغربية للضغط على المغرب،لموازاة
    التقارب الفرنسي المغربي.
  5. حشد الإعلام الإسباني
    لمهاجمة المغرب، و هذا ما تقوم به جريدة La Razon المقربة من المؤسسة العسكرية الإسبانية،
    و للتذكير فالديمقراطية الإسبانية مازالت
    هشة،و العسكر يشكلون لوبيا قويا.
  6. دعم البوليساريو،
    و التنظيمات الموالية له بإسبانيا.
  7. تباعد الرؤى في
    ملفات عديدة كالهجرة السرية،و تهريب المخدرات،و
    تسوية وضعية المغاربة المقيمين بإسبانيا،حيث
    تغلب الحكومة اليمينية المقاربة الأمنية
    على نظيرتها التنموية.

إن إسبانيا
تعتبر المغرب بوابتها إلى إفريقيا،و أكثر
من 8000 مقاولة إسبانية تشتغل بالمغرب، ،و
تعيين رئيس جهاز الاستخبارات المدنية ،
غالبا ما يتم من شخصية عملت سفيرا بالمغرب،و
إسبانيا تولي اهتماما كبيرا لمنطقة البحر
الأبيض المتوسط و المغرب العربي على وجه
الخصوص بعد أن دخل المغرب الوضع المتقدم
مع الإتحاد الأوروبي
، و في سياق فشل مسلسل برشلونة،و الإتحاد
من أجل المتوسط،و يتجلى ذلك بعدا برز أن
فرنسا تدير الظهر لهذه المنطقة،و اتجاهها
إلى الخليج،حيث قامت بباء قاعدة عسكرية
بالإمارات العربية، و دعمت التعاون النووي
الفرنسي الكويتي.

إنه مطلوب
من المغرب أن يطور اقتصاده، فسبتة و مليلية
منطقتان محتلتان تضران باقتصاد البلد،و
هذا ما تقوم به الدولة المغربية من خلال
تطوير المناطق المحاذية لسبتة و مليلية،كميناء
طنجة المتوسط، وخلق مناطق حرة بكل من طنجة
و الناظور، تضغطان على إسبانيا في اتجاه
عدم جدوى احتلالها لهاتين المدينتين. لكن
هناك عدة مساحات فارغة لم يستعملها المغرب
بعد في  علاقته مع إسبانيا و تحسين صورته
و ذلك عبر:

  • استثمار الرأسمال
    البشري الهائل الموجود بإسبانيا الذي يتجاوز
    800 ألف مهاجر،الذي لم يستطع لحد الآن التسلل
    في أوساط الطبقة السياسية و المدنية المدعمة
    للبوليساريو، فما يلاحظ أن الفئات المهاجرة
    إلى إسبانيا في تسعينات القرن الماضي أغلبيتها
    من أميين، من مناطق قروية من الجهة الشرقية،
    و بني ملال و قصبة تادلة ،  بعد سنوات
    الجفاف، و بالتالي تأطيرها يعدو أمرا صعبا.رغم
    وجود فئات واعية و متنورة من الشمال المغربي
    التي هاجرت في الثمانينات، و هي خريجة الجامعة
    المغربية ، وفئة كبيرة  منها منخرطة
    داخل جمعية المهاجرين المغاربة القاطنين
    يإسبانيا(ATIME).
  • خلق أواصر التعاون
    بين المجتمع المدني الإسباني و نظيره المغربي.
  • تحرك المجتمع
    المدني  المغربي لدفع إسبانيا للإعتراف
    بالجرائم  التي ارتكبتها في حق المورسكيين
    بعد سقوط الأندلس، و الأسلحة الغازية التي
    قتلت بها المقاومة المسلحة بالريف.
  • انفتاح المغرب
    على الحقل الإعلامي الإسباني، و على التجارب
    الناجحة بالمغرب، لأن هذا الإعلام
    لا يلتقط إلا ما هو سيئ.
  • القيام بخطوات
    هجومية في تعامله مع إسبانيا، و خاصة في
    ملف الصحراء المغربية، مثال  تعيين صحراوي
    مغربي في سفارة المغرب بمدريد و هو « ولد
    سويلم » القيادي السابق و أحد مؤسسي جبهة
    الباوليساريو.

إن المغرب
و إسبانيا تحكمهما علاقات الجوار، لكن
هذا الجوار يستدعي الندية، و تطوير و تقدم
البلد، خير مثال على تحسين صورته، و ما
ذلك بعزيز على المغرب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *