Home»Enseignement»أين التلاميذ…..من البرنامج الاستعجالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أين التلاميذ…..من البرنامج الاستعجالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

صرح ويصرح كل المهتمين بالمنظومة التربوية , تردي مستوى التلاميذ وتراجع عتبة النجاح باستمرار, وتزايد ظاهرة الانقطاع عن الدراسة.مما دفع بالمهتمين الى دق ناقوس الخطر والحذر من عواقب قد لا تحمد عقباها ولا يعلم أي منا منتهاها. بحثوا عن العلل وارتأوا ضرورة الخروج بخطة عمل بحثا عن الأمل ,ترجموها في برنامج مستعجل لانقاد التعليم من كبواته وهفواته , بضخ مبالغ مالية ضخمة وتسخير طاقات بشرية متنوعة المشارب.
سبق لي أن تحدثت في مقال سابق عن موقع الأستاذ من البرنامج الاستعجالي ولو عن طريق أفكار مختصرة مختزلة لتمكين القراء من مطالعة المقال وإبداء رأيهم منه واغنائه باقتراحاتهم ,على أن أقدم مستقبلا كيف يمكن إقحام الأستاذ في البرنامج الاستعجالي وجعله عنصرا مساهما لا متفرجا,عنصرا منخرطا لا غائبا.
سأخصص هذا المقال للتلميذ كحلقة ثانية مفقودة في البرنامج الاستعجالي,رغم أن الكل يتحدث عنه كل بطريقته وكل حسب غايته ومنظوره,إلا أنه لا بد من طرح التساؤلات التالية:
– هل انطلق البرنامج الاستعجالي من تشخيص حقيقي لحاجيات التلميذ؟

– كيف تم إشراك التلميذ؟
– هل وصلت كل مجالات الإصلاح إلى علم التلميذ؟ وكيف تفاعل معها؟
– هل تلك الدراسات التي قيل إنها ميدانية,فعلا ميدانية؟ومن قام بها؟ وكيف تم ذلك؟وكيف تم الاقتصار على أكاديميات بعينها؟والحالة تتكرر باستمرار.
ان الأسئلة كثيرة والإجابات غير وفيرة .تلميذ تغير نجمه من شمعة منيرة الى شوكة مثيرة .تلميذ الأمس تلميذ منضبط ,متخلق,يهتم بدروسه ويحترم مدرسيه ,يكاد لا يتغيب عن الدراسة الا لضرورة أو حالات تحسب على رؤؤس الأصابع,يستحيي ممن هو أكبر منه ,هندام أنيق ومنظر يليق,استحياء وحياء,ولباقة في اللقاء,نظرته بريئة والتفاتته جريئة,يستمع ويشارك ويبحث رغم قلة المدارك,يعتمد في معارفه على كتاب واحد ووحيد ولا يعرف معنى النقل والغش.بريء براءة الذئب من دم يعقوب,تحمر وجنتاه من شدة الحياء رغم أن الأساتذة كانوا أكثر تشددا ,إلا أنه كان لا يبالي بل يساير ويجاري. ما يقدم له أستاذه من نصائح يفوق أحيانا ما يقدمه له أبواه من شدة احترامه وكثرة التزامه بمدرسيه .
توالت السياسات التعليمية على البلاد ,وأدخلت العولمة على العباد من اختلاط بين الجنسين وتفشي المخدرات وتزايد أعباء الآباء والأمهات,ومن قنوات تبث كل مظاهر الفساد من مسلسلات وبرامج ماجنة فاضحة من صور لعاريات ورقصات لفاضحات وكل مظاهر التسيب التي أغرقت بها القنوات الفضائية من مخططين لهدم المجتمع الإسلامي المتميز الملتزم ,مجتمع يكرم المرأة ولا يهينها ويعطي للأب مكانة ومهابة ولا يذله,ومن….ومن…..
ليتحول التلميذ الى ناقم ولا يبالي ولا يحترم أحدا ويغالي, بدأ بأسرته ومدرسيه وكل من حوالبه,باحثا عن الملاهي والمقاهي,وراغبا في المتعة بكل أنواعها ومشاربها .يكره الدراسة ويكره المدرس ولا يحب الالتزام ولا النصح من أي كان.منفجر غاضب وغائب,تائه,ضائع مائع .وفروا له كل وسائل التسلية من انترنيت يشجعه على الرذائل ويبعده عن الفضائل ,ومن دور تعتبر أوكارا للدعارة والعهارة والشذوذ والمهلوسات والمومسات في غياب كل أنواع الحراسات , ومن أصدقاء سوء يسهلون عليهم تجريب كل شيء مقابل لاشيء ,لإغراقهم ثم الزج بهم الى الهاوية .
تلميذ يحاول الفرار من واقع الحال الى واقع بلا مآل,عزف عن الدراسة,وانتفض على الحراسة. المعضلة

– معضلة العزوف وعدم الانخراط وضعف المستوى والانقطاع المبكر عن الدراسة

– قد تكون فردية نظرا لطبيعة بعض الأبناء وعلاقتهم بالعوامل التي ذكرتها.وقد تكون عامة مرتبطة بالفقر والظروف الاقتصادية والصحية, وضعف دخل الآباء وأميتهم وكثرة أبنائهم , وبعد المدرسة ,ورد الفعل السلبي للآباء تجاه المدرسة ,وظاهرة البطالة لحاملي الشواهد ,والهجرة نحو الخارج ….

وقد يعود لسوء العلاقة بين التلميذ والمدرس وكثافة المقررات وأنظمة الامتحانات ونوعية العمل التربوي وطبيعته ,وكثرة الأقسام المتعددة المستويات وقلة وسائل النقل وعدم التلاؤم بين المنهاج الدراسي ومستوى التلاميذ وبعد السكن عن أماكن الدراسة,زيادة على كتب مدرسية لم تراع الجهوية والفوارق الفردية ولا مستوى التلاميذ ولا الفوارق بين الحواضر والبوادي ,مما جعلها كتبا غير متجانسة مع الطرق البيداغوجية,صعوبة التحصيل وما ينتج عنه من فشل دراسي.
وقد يعود لقلة المراقبة من طرف الآباء وعزل الدواوير بسبب ضعف البنية التحتية والمواصلات.
وقد يعود لضعف الثقة بالذات من شعور بعدم القدرة على مواكبة الدراسة وإحساس مفرط بأنه غير مرغوب فيه وبأن المدرسة لا تلبي مراميه.
وقد يعود الى عدم استفادته من التعليم الأولي وصعوبة في الفهم والمسايرة,والشعور بالملل داخل الفصل وضعف المعدل خاصة في الرياضيات والفرنسية,وقلة انخراط التلميذ في مختلف الأنشطة الموازية والمندمجة وعدم انجازه للتمارين..
وقد يعود الى سيادة المناهج التقليدية باعتبار التلميذ وعاء لاستقبال المعارف بمقررات مكدسة وغياب تام لعنصر التشويق,وفصل بين ما يتلقاه وما يعيشه يوميا..
وقد يعود الى عدم مواكبة التلميذ للمتفوقين وشعوره بالدونية والإحساس بالضعف ….

العوامل كثيرة والحلول غير يسيرة.لن أخوض فيها جملة وتفصيلا,والا لما انتهيت منها أبدا .وفي غياب دراسة حقيقية وتشخيص دقيق ومواكبة لحقيقة الأوضاع والبحث عن أسباب الأوجاع ,لن نصل الى وصفة كاملة متكاملة , قادرة على تخفيف الألم والبحث عن العلل.تلميذ يفضل الهروب ,فكيف لنا أن نسائله عن الإصلاح وطرق النجاح وهو فاقد الأمل في الفلاح.وعلى سبيل المثال سألت تلاميذ بإحدى قاعات نشاط حضرته ,عن معرفتهم بمصطلح البرنامج الاستعجالي فلم يجب أحد رغم أن القاعة كانت غاصة بهم.أليست هذه كارثة؟ المسألة ليست في المعرفة من عدمها,بل في سياسة تعليمية لا ندري مراميها ما دام أصحاب الشأن غائبين عن واضعيها.

ان المستوى يزداد ترديا والتحصيل تراجعا والتسيب تميعا .تلاميذ لا يأبهون بوصفة لم يشاركوا ولم يشركوا فيها بل ولم ولن يقتنعوا بمضامينها,ما دامت لا تروي عطشهم ولا تسد رمقهم ولا تشفي غليلهم وغليانهم.
الطريق طويل ومسدود ,فأين هي الحدود؟ والهدف المنشود؟؟؟؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. Nhari Mbarek
    26/04/2010 at 18:38

    السلام عليكم؛
    أحييكم الأخ محمد وأشكركم جزيل الشكر على تفضلكم بإثارة هذه الإشكالية الشائكة التي تضع الأصبع على مكمن داء المنظومة التربوية، خصوصا خلال هذه السنة ؛
    ولو أن المعضلة أخذت أبعادا منذ بعض السنوات؛
    هل شعار -التلميذ في قلب العملية التربوية- هو فقط كلام للاستهلاك ؟
    أو لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب؛
    أو نقصان الوسائل والأدوات والطرائق القمينة ؛
    فالتلميذ أمضى هذه السنة في شبه عطالة تعليمية، من كثرة اللقاءات التكوينية والندوات، والتظاهرات الثقافية التي لن تنقذه من براثن انحطاط المستوى الدراسي والتقهقر المستمر، ولن تزده إلا نقصا في التحصيل، كونه بكل بساطة لم يستفد منها، ولم يكن على هلى علم بها وبمحتوياتها، ولم يستغلها المدرس في تلقينه الدروس وفي المقررات والبرامج؛
    والمواضيع الاختبارية لم تأخذ بعين الاعتبار هذه الطوارئ والتأخرات، فيتم اقتراحها على امتداد البرنامج وفي آخر فقرة، والجميع يعلم هذه الطوارء والتأخرات؛
    مما يؤدي طبعا إلى حصول التلاميذ على نتائج هزيلة، التي يردها القائمون على عملية التقويم إلى ضعف التلاميذ وعدم اهتمامهم..؛
    فأغلب المدرسين يعيشون حاليا تأخرا مهولا في إنجاز الدروس، من كثرة التكوينات والتدريبات، خلال أيام الدراسة، عوض استغلال العطل البينية لهذا الغرض؛
    حقيقة إن البرنامج الاستعجالي غني ودسم وطموح، لكن الأهم في العملية التربوية هو المقررات والبرامج والطرائق البيداغوجية. هذه العناصر التي لم تعد تواكب التطور الثقافي والاجتماغي الحاصلين، مواكبة للتغيرات العالمية، التي لسنا في منأى عنها؛
    فمحتويات البرامج أضحت تبدو فوق القدرة الاستيعابة للتلميذ جراء تراكم الهفوات التحصيلية، وجراء التغييرات الحاصلة على مستوى محيط التلميذ القريب منه؛ هذا المحيط الذي يجب اعتباره في البرنامج والمنهج والتعامل معه بإيجابية؛ فما أثر الأنترنيت على التلاميذ حاليا؟ وما أثر البرامج التلفزية المتنوعة على التلميذ؟ وما أثر التظاهرات المتعددة المنظمة طيلة السنة على التلميذ؟ كل هذه العناصر وغيرها كثير يجب أخذها بعين الاعتبار في العملية التعليمية برمتها؛
    والسلام
    نهاري امبارك

  2. غيور
    26/04/2010 at 18:38

    ما هو راي السيد المفتش في المقال الدي قال فيه صاحبه منح التلاميد في ايادي العفاريت

  3. محمد المقدم
    29/04/2010 at 13:45

    شكرا للأستاذ النهاري على أثرائه للموضوع بتقديم جرعة إضافية ووصفة يمكنها أن تلقي بظلالها على آفة التعليم وما يتخبط فيه تلامذتنا من مغريات ومجريات وملهيات تقطع طريقهم وتظل طموحهم نحو اليأس والقنوط والبحث عن المغلوط.
    أما الأستاذ الذي لمح لاسمه بالغيور, ويا ليته يكون غيورا فعلا عندما طلب مني قراءة مقال تحت عنوان » منح الداخليات في أيادي العفاريت » فليعلم أننا لا نقصر في تتبع الداخليات بالتوجه نحو عملية استثمار كيفية تعامل إدارة المؤسسة مع منح الداخليين. وليعلم أن المسئولين عن تسيير الداخلية بدءا برئيس المؤسسة مجبر على تتبع سيرها ومراقبة تموينها وتمويلها باعتباره المسئول الأول عن كل ما يجري بالمؤسسة ماديا وماليا وتربويا,وعليه حضور الوجبات أحيانا والتوقيع على سجل الاستهلاك اليومي الذي يتضمن الوجبات اليومية كما وكيفا,إضافة الى الحرس العام للداخلية الذي يشرف على الوجبات المقدمة للتلاميذ الداخليين ويعد تقريبا يوميا يسجل فيه كل الملاحظات ,كما يوقع على سجل الاستهلاك اليومي ,بطبيعة الحال, اضافة الى مقتصد المؤسسة الذي يتكلف بتموين الداخلية انطلاقا من البرنامج الأسبوعي للتغذية والذي يوقعه مدير المؤسسة وطبيب الصحة المتعاقد مع إدارة المؤسسة والذي من المفروض أن يطلع على الوجبات ومدى تكاملها من الناحية الكمية والكيفية.ان كتابة مقال عام ودون تحديد يعتبر من قبيل الكتابات العامة غير الدقيقة كون الكاتب ان كان من مجلس التدبير فان القانون يخوله تتبع أحوال الدخليين حتى وقت الوجبات والمساهمة في تحسينها بآرائه وبل حتى وان كان من جمعية الآباء فان عضويته في مجلس التدبير تخوله ذلك أو من يمثله في الجمعية.
    علينا ان نساهم جميعا في تحسين ظروف التلاميذ الداخليين كل من موقعه وموقفه , ونحن رهن إشارتكم للمساهمة في أية عملية ترونها ضرورية.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *