Home»International»من يهدد العالم دولة نووية سبق لها أن استعملت السلاح النووي أم من لا يملكه؟؟

من يهدد العالم دولة نووية سبق لها أن استعملت السلاح النووي أم من لا يملكه؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

من المضحك أن الولايات المتحدة تسوق لسياستها الخارجية بنفس الأسلوب الذي تسوق به السياسة الداخلية . فالسياسة الأمريكية الداخلية تستغفل الشعب الأمريكي المشغول بالاستهلاك ، وبتسديد الفواتير ، وبالخوف من زوال رفاهية موهومة ، لهذا يسهل تمرير خطاب التخويف من الأعداء عليه ، وتحديدا من أعداء يصورون كوحوش ضارية لا هم لهم إلا تفجير أنفسهم وسط الأمريكان ووسط بناياتهم ورفاهيتهم . والإنسان الأمريكي ضيق الآفاق لا يعنيه من أمر شعوب العالم شيء إلا أن يحصل على أعلى دخل ، وعلى أفخم مسكن ، و أ فضل مركب ، وأول مرتبة وأعلى ميدالية…. إلى غير ذلك من أعلى المراتب كما تروج السياسة الأمريكية الداخلية التي تأبى إلا أن يوجد أعداء من المتخلفين والمتعصبين والانتحاريين يحسدون الإنسان الأمريكي على مرتبته الأولى في كل شيء. والإنسان الأمريكي لا يجادل ولا يناقش ولا يعارض سياسة بلاده الخارجية التي تقوم على التجييش والغزو والاعتداء والقتل والتدمير بذريعة صيانة الأمن القومي الأمريكي . لقد باتت سياسة الولايات المتحدة المروجة داخليا تعتقد أن حدودها الجغرافية لا تقف عند حد بل هي حدود مع كل أقطار العالم في كل القارات لهذا فهي تتدخل في الأقطار النائية من أجل حماية أمنها القومي.

وما بقي على السياسة الأمريكية المسوقة داخليا إلا أن تعلن سيطرتها على الكرة الأرضية برمتها وإخضاع من عليها من خلق الله . ونحن نفهم ونتفهم أهداف السياسة الأمريكية الداخلية التي تتوخى تغييب الإنسان الأمريكي ، وشغله بأموره الاقتصادية ، وإقصائه من الاطلاع على السياسة الخارجية من خلال ربط هذه السياسة الخارجية بمصالحه الاقتصادية ، وتخويفه من مساس أعدائه باقتصاده ورفاهيته وأمنه القومي ، ولكنني لا نفهم أن تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تجريب تسويق سياستها الداخلية خارجيا كما هو الشأن بالنسبة للمؤتمر الذي عقده الرئيس الأمريكي بخصوص الأسلحة النووية على خلفية الخوف والتخويف من وقوع أسلحة نووية بيد الإرهاب المهدد للأمن القومي الأمريكي.

فالرئيس الأمريكي يريد أن يصير العالم كله على شاكلة الشعب الأمريكي الذي يسهل تمرير سياسة داخلية معينة عليه . إنه يريد إقناع العالم بأن التهديد النووي لا يوجد في الولايات المتحدة صاحبة أكبر ترسانة نووية ، والتي سبق لها أن استخدمت هذا السلاح المدمر ضد اليابان. فالدولة المالكة لأكبر ترسانة والتي سبق لها أن استخدمتها هي المؤهلة لتكون على رأس لائحة الدول المهددة للأمن العالمي خصوصا وأنها تجيش الجيوش إلى بلدان تبعد عنها آلاف الأميال طمعا في مواردها الطبيعية . وإذا كانت الولايات المتحدة تروج لفكرة الخوف من وقوع السلاح النووي بيد ما تسميه العصابات الإرهابية فقد نسيت أنها وضعت هذا السلاح بيد العصابات الإرهابية الصهيونية التي أصبحت تملك أكبر ترسانة نووية في منطقة الشرق الأوسط ، والتي تخلفت عن حضور هذا المؤتمر لأنها تعبر صراحة على أنها فوق القانون الدولي ، وفوق المراقبة ويمكنها أن تكرر ما قامت به الولايات المتحدة في اليابان ، خصوصا وقد استعملت أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وجنوب لبنان .

فمن يمثل التهديد الحقيقي بالسلاح النووي ؟ دولة كالولايات المتحدة تملك أسلحة الدمار الشامل وقد سبق أن جربتها ، وعصابات صهيونية رعناء لا يحكمها قانون أم جماعات معظمها تقاتل من أجل تحرير بلادها من الاحتلال الأمريكي والصهيوني ؟؟. فعلى الولايات المتحدة والعصابات الصهيونية التابعة لها أن تجرب الانسحاب من فلسطين والدول العربية والعراق وأفغانستان أولا ثم تعقد بعد ذلك مؤتمرا للتخويف من امتلاك غيرها أسلحة دمار شامل ، ويكون حينئذ منطقها مقبول ، وحجتها معقولة ، أما الترويج لسياستها الداخلية المنومة مغناطيسيا للشعب الأمريكي عما ترتكبه من فضائع خارجيا في البلاد التي تحتلها وتستنزف خيراتها ، فمسخرة خصوصا عندما يصدقها المتملقون والمهرولون وهم أدرى من غيرهم بأنها مجرد أكاذيب وذر للرماد في العيون من أجل منعها من إبصار الفضائح الأمريكية والغربية والصهيونية في البلاد الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والغربي والصهيوني . إن مؤتمر أوباما بخصوص الأسلحة النووية كصراخ جلاد وهو يوجع ظهر الضحية جلدا ، وهو مهزلة واستخفاف بالشعوب العربية والإسلامية المحتلة أرضها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *