Home»National»قضية الصحراء المغربية والواجب الإسلامي

قضية الصحراء المغربية والواجب الإسلامي

0
Shares
PinterestGoogle+

 
 

إن
الصحراء الممتدة جنوب المملكة المغربية، والمعروفة باسم الساقيةالحمراء
ووادي الذهب ـ أو »الصحراء الغربية » حسب تسمية الدوائرالاستعمارية ـ لم يُعرف
عنها عبر التاريخ سوى أنها جزء من كيان الدولةالمغربية

الذي
نؤكده، هو أن هذه القضية هي فعلا قضية الدولة والحكومة، بل هي من أهمقضاياها
ومن أوجب واجباتها، ولكنها قبل ذلك وفوق ذلك، قضية شعب ووطن، بلهي
قضية من قضايا شعوب المنطقة… وكل موقف سلبي في هذه القضية هو موقف ضدالشعب
المغربي وتاريخه ووحدته ومصالحه العليا، بل هو ضد شعوب المنطقةومصالحها

أدعو
ـ بصفة خاصة ـ إخواننا وأبناءنا سكان الصحراء الجنوبية ، إلىالانخراط
الفعال في تنفيذ الحل العادل والممكن والمريح، وهو المبادرةالملكية
الرامية إلى إقامة حكم ذاتـي لسكان الأقاليم الصحراوية، يضمن لهمتدبير
شؤونهم الإقليمية والمحلية، في ظل الأخوة والكرامة والدولة الواحدة

منذ
أكثر من ثلاثة عقود تمكن المغرب من تصفية جزء كبير من مخلفاتالاستعمار
على أرضه، وذلك بتحرير صحرائه الجنوبية بإقليميها  »الساقيةالحمراء،
ووادي الذهب »، منذ ذلك الحين وهو يواجه مناورات ومؤامرات لإجهاضهذا
الإنجاز الوطني التاريخي.

ورأس
الحربة في هذه المؤامرة هم حكام القطر الجزائري الشقيق، وهو الجارالذي
شاركه المغرب وتقاسم معه السراء والضراء، والتمازج على مختلف الأصعدةطيلة
قرون. وتتعزز المؤامرة بجهات غربية ترى في استمرار المشكلة أداةلخدمة
سياسات التدخل في المنطقة واستنزاف قدراتها وابتزاز دولها لصالحمشاريع
التطبيع والتنصير والتغريب والتفتيت، والتي أسفرت عن وجهها الجليفي
الآونة الأخيرة بوضوح مستفز.

ولَـمَّا
كانت الجهات المعاكسة للمغرب ولإنجازه الوحدوي، الداعمةُ لخيارالتجزئة
والانفصال، ما فتئت تختلق الأسباب لتمديد عمر المشكلة وإفشال أيحل
أو تجاوزٍ لها، فإن هذا يضاعف من واجب المغاربة قاطبة، وسائرِ الداعمينللوحدة
والاستقرار والتنمية لبلدان المنطقة، في أن ينخرطوا في المواجهةالمباشرة
والمتواصلة، لهذا العبث بمصائر الشعوب والمصالح العليا للمنطقةوشعوبها.

ونظرا
لما نلمسه من غبش وتأرجح ما زالا يخيمان على طبيعة هذه القضيةوأبعادها،
وواجبِ العرب والمسلمين وكافة المواطنين تجاهها، كان لا بد منالتوضيح
والتأكيد لجملة من الحقائق والمواقف.

..1 القضية
قضية أمة وشعب

يرى
العديد من الناس أن قضية الصحراء إنما هي قضية من قضايا الدولةالمغربية
والحكومة المغربية، وأن القضية متروكة لها ولتدبيرها، مثل سائرالقضايا
والمشاكل التي تضطلع الدولة والحكومة بحلها وتتحمل كاملمتطلباتها. وبعض الناس
يرون أنهم ما داموا معارضين للنظام المغربي أوسياساته، فمن الطبيعي أن
يتخذوا موقفا مناوئا أو متشفيا لا مباليا في هذهالقضية أيضا.

والذي
نؤكده، هو أن هذه القضية هي فعلا قضية الدولة والحكومة، بل هي منأهم
قضاياها ومن أوجب واجباتها، ولكنها قبل ذلك وفوق ذلك، قضية شعب ووطن،بل
هي قضية من قضايا شعوب المنطقة، نظرا لما لها من انعكاسات بليغة علىوحدتها
وأخوتها واستقرارها ومصالحها. ومن هنا لا يبقى مجال لموقفاللامبالاة
أو الحياد، أو تفويض الاختصاص، أو التفرج والانتظار، فضلا عناتخاذ
موقف المعاكسة للإنجاز الوحدوي المغربي. وكل موقف سلبي في هذهالقضية
هو موقف ضد الشعب المغربي وتاريخه ووحدته ومصالحه العليا، بل هو ضدشعوب
المنطقة ومصالحها.

..2 مغربية
الصحراء: حقيقةٌ لا يَعرف التاريخ غيرها

إن
الصحراء الممتدة جنوب المملكة المغربية، والمعروفة باسم الساقيةالحمراء
ووادي الذهب – أو »الصحراء الغربية » حسب تسمية الدوائرالاستعمارية – لم يُعرف
عنها عبر التاريخ سوى أنها جزء من كيان الدولةالمغربية. وهي حقيقة لم
تنقطع حتى تحتاج إلى إعادة إثبات. واحتلال هذهالمنطقة من طرف إسبانيا
لفترة من الزمن، هو كاحتلالها لشمال المغربومناطقَ أخرى من جنوبه،
لا يغير من الواقع التاريخي والسكاني شيئا. ولميعرف التاريخ أبدا على
أرض هذه الصحراء، دولةً ولا شبهَ دولة.. فالصحراءموضوعُ المنازعة لم تكن
دولة احتلتها إسبانيا، ولا دولةً ضمها المغربإليه، بل هي امتداد عضوي
للمغرب وأرضه وسكانه وسيادته. وإن علاقات البيعةوالولاء الثابتة بين ملوك
المغرب وسكان هذه المنطقة، لَهِيَ من أبرزالأدلة التاريخية على
طبيعة الوضع القانوني والسياسي لها عبر التاريخ،باعتبارها إقليما مغربيا
بجميع المعايير، إضافة إلى الاشتراك والتطابق فيكل شيء بين سكان الصحراء
وغيرهم من سكان المغرب: فالقبائل مشتركة،والعوائل مشتركة،
والأراضي مشتركة، واللغة واللهجات مشتركة، والدين واحد،والمذهب واحد. فمِن أين
جاءت فكرة الدولة والانفصال إلا من سياسة التمزيقوالتقطيع، التي تغذيها
الحزازات والأطماع السياسية لهذا الطرف أو ذاك؟!

..3 استرجاع
الصحراء إنجاز إسلامي شرعي

إن
مقتضى ديننا هو التمسك بالوحدة الإسلامية وبكل مبادرة وبكل خطوة تحققهاأو
تستعيدها أو تدعمها أو تمهد سبيلها، باعتبارها هي الأصل بين الشعوبالإسلامية،
وكذلك الوقوفُ ضد كل مبادرة أو خطوة انفصالية تضاف في جسمالأمة
الإسلامية. ولذلك فإن نجاح المغرب في استعادة جزء من جسمه وكيانه،مباشرة
من يد الاحتلال الإسباني، هو قيام بواجب شرعي صحيح لا غبار عليه. فالمغرب لم يتسلم من
إسبانيا دولة قائمة في الواقع، ولا دولة عرفهاالتاريخ في يوم من
الأيام، بل حرر من قبضتها منطقة من أرضه كانت محتلةومغتصبة. فالواجب على كل
مسلم تأييد هذا الإنجاز الإسلامي التحريريالوحدوي، ودعمه والدفاع
عنه بكل السبل الممكنة.

وإن
مما يوجب ويعزز من هذا التوجه الداعم لخيار مواجهة سياسات الانفصال،ما
نراه من اندفاع جزء أساسي من قوى التيار الإنجيلي التنصيري المتطرف فيكل
من إسبانيا وأمريكا، نحو استغلال القضية لضمان موقع لمشاريع التنصير فيالمنطقة
وتعميق تجزئة دولها، مثل ما حصل في تجارب عدة في العالم الإسلامي،مثل
تيمور الشرقية مع الكنسية الأسترالية، وجنوب السودان مع مجلس الكنائسالعالمي،
مما يجعل نصرة خيار الوحدة ومناهضة التجزئة في قضية الصحراءالمغربية،
محطة لمواجهة سياسات الاستهداف التنصيري للعالم الإسلامي.

كما
يمثل الابتزاز الصهيوني المستمر للمغرب من أجل مقايضته بدعم غربيموهوم،
بالانخراط في سياسات التطبيع والسماح لمؤسسات الاختراق الصهيونيبأن
تفعل فعلها في المنطقة، أحد الأسباب المؤكدة لخيار الوحدة وإسناده بمايقي
دول المنطقة وشعوبها من مخططات الابتزاز الخارجي.

ومما
يدعو إلى الاستغراب والارتياب، أن نجد معظم دول العالم تقف موقفالإدانة
والرفض للحركات والمحاولات الانفصالية، رغم كونها تمثل أقلياتعرقية
أو دينية أو مذهبية مخالفة، ورغم كونها تعبر عن معاناة ومشاكلحقيقية
لتلك الأقليات مع الأغلبية السكانية السائدة، ثم نجد بالقابل بعضهذه
الدول تدعم الصراع والانفصال والتجزئة في حالة صحرائنا المغربية، معأنه
لا يوجد فيها أدنى تميز أو اختلاف أو خصومة بين السكان هنا وهناك! {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي
الْأَبْصَارِ} (سورة الحشر : 2)

..4 فكرة
الانفصال ضرر على جميع الأطراف

في
كثير من الصراعات والنزاعات يكون هناك متضرر ومستفيد، ورابح وخاسر منأطراف
هذا النزاع. ولكن هناك صراعات يكون الجميع فيها خاسرين ومتضررين. والصراع المفتعل جنوب
المغرب، والرامي إلى فصل صحرائه عنه وجعلِها كيانامستقلا، هو من هذا النوع
الأخير. فها هي عدة عقود قد مضت على هذا النزاعوما يكتنفه من صراعات
وتكاليف باهظة على جميع أطرافه، ويمكن تمديدهوإذكاؤه لعقود أخرى وعقود
إضافية، دون أن يحصد منه أحد شيئا سوى الخسائروالأضرار على جميع
الأصعدة.

فماذا
استفاد الانفصاليون سوى تشتيت سكان المنطقة وقبائلها، وزرع الفتنة والفرقة بينهم،
وتعطيل فرص الاستقرار والتنمية.

وماذا
ربح النظام الجزائري من احتضانه الكامل للمشروع الانفصالي وتبنيهالمتواصل
لسياسة معاكسة المغرب، سوى خلق أجواء التوتر والتنافس الهدام،وتعطيلِ
مشروع اتحاد المغرب العربي وغيره من مشاريع التعاون والتكامل بيندول
المنطقة، مع استنزاف الخزينة الجزائرية وتحميلها نفقات فادحة، ما أحوجالشعب
الجزائري إليها.

وماذا
جنت أو ستجني دول قريبة وأخرى بعيدة، تدعم مشروع الانفصال والتوتر،سوى
إضعاف المغرب وصرف اهتماماته وطاقاته عن وجهتها الصحيحة، بينمااستقرار
المغرب والمنطقةِ عموما، يتيحان استفادة الجميع وحلهم لمشاكلمشتركة
عديدة، من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني.

وهكذا
يظهر أننا جميعا ـ ورغم أنوفنا ـ خاسرون متضررون في هذا الصراعالعبثي
الذي يظل قابلا للتمديد والتطويل بهذا الشكل أو غيره من الأشكال،إلى
أجل غير مسمى.

وإن
كان هناك من  »مستفيد أو رابح » من هذا النزاع وتداعياته، فلن يكونسوى
من يريدون لأمتنا وشعوبنا دوام التمزيق والإنهاك والضعف والتخلف بسببالعداوة
أو الانتهازية.

..5دعوة
ونداء

لأجل
هذا فإن المغاربة في الداخل والخارج، وأشقاء المغرب والمغاربة، منعرب
ومسلمين وحركات قومية وإسلامية، مدعوون إلى تقوية الانخراط في تعبئةشاملة
لتعزيز الوحدة والأخوة، والتصدي لفكرة الانفصال والانشقاق، سواء علىالصعيد
الداخلي أو على الصعيد الخارجي، بما في ذلك محاورة المعارضينللموقف
المغربي والحق المغربي، والمتشككين في طبيعة القضية وأبعادهاالإسلامية
والقومية.

وأدعو
ـ بصفة خاصة ـ إخواننا وأبناءنا سكان الصحراء الجنوبية ، إلىالانخراط
الفعال في تنفيذ الحل العادل والممكن والمريح، وهو المبادرةالملكية
الرامية إلى إقامة حكم ذاتـي لسكان الأقاليم الصحراوية، يضمن لهمتدبير
شؤونهم الإقليمية والمحلية، في ظل الأخوة والكرامة والدولة الواحدة.

والله
من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *