بعدما استهجنت كل المؤسسات الحقوقية في العالم مهزلة محاكمة الرئيس صدام حسين المجيد ؛ وشاركتها في ذلك حتى أنظمة غربية عدوة لا زال المدعي العام العراقي يتوعد ويهدد رئيسه بوقاحة وقلة حياء تعلمهما من المحتل الأمريكي الذي تسلط على العراق الآمن وحوله إلى مجزرة حقيقية سالت دماؤها وديانا حتى احمر ماء دجلة والفرات.
لقد تناسى العالم الذي صار بلا ضمير أن صدام حسين هو رئيس جمهورية العراق الشرعي الذي أطاح به الاحتلال لخلاف سياسي معه كان من المفروض أن يحل في المؤسسات الدولية العالمية وبكل نزاهة وحياد ؛ وأن ما حدث له مناقض للشرعية والمشروعية ؛ وأنه عمل همجي ؛ من سنخ الأعمال الهمجية التي سجلها التاريخ على أمثال التتار والمغول.
لقد بلغ الحقد الأمريكي على صدام الرافض للركوع أن قدمه للسفهاء السفلة للانتقام منه وهم الذين يتبرأ منهم العراق و ما فعل المحتل ذلك إلا إمعانا في اهانته والسخرية بالسفهاء المسخرين أنفسهم. فأمريكا ومثيلاتها الغربيات التي كانت تتبجح بتوفير الملاذ الآمن لأصحاب الرأي والضمير عندما تهدد حياتهم في أوطانهم ؛ وقد زعمت أنها فعلت ذلك مع من جاءت بهم من الخونة على ظهر دباباتها تقدم على تعريض حياة الرئيس العراقي للخطر بوضعه رهن إشارة شرذمة العملاء الحاقدين.
ولعله لكل قائد في هذا العالم أعداء متربصين؛ فلو سلم زعماء العالم كل لمن يحقد عليه لكان لهم جميعا مصير صدام حسين أو أسوأ من مصيره؛ فمن من زعماء العالم يزعم أنه محبوب لا يمسه سوء في كل وطنه ؟ وحتى المدعي العام الذي وصف كيفية تنفيذ حكم الإعدام قبل انتهاء مهلة استئناف الحكم والقاضي الذي نطق بالحكم لو سلما لملايين العرب لشربوا دمهما.
يا لغباوة من يريد محاكمة صدام بذريعة الدجيل والأنفال والأكاذيب والدماء تسيل أمام عينيه مدرارا كل يوم على يد الاحتلال وأعوان الاحتلال الحاقدين. من سيحاكم قتلى ما بعد غزو العراق ؟ أليس من يقتلوا اليوم من العراقيين ؟ هل العراق يقتصر على مائة فرد من الدجيل ؟ هل تعدل دماء من ماتوا في الدجيل دماء كل العراقيين ؟ هل يجرؤ المدعي العام الذليل الحقير تحت حكم الاحتلال أن يقول لبوش أنت مجرم لا بد أن تحاكم في قضية اسمها الفلوجة والرمادي و تلعفرو بعقوبة و القائم و الموصل و تكريت وكل العراق؟ أو يقول له أنت مجرم مسئول عن فضائح أبي غريب ؟ أو أنت مجرم مسئول عن اغتصاب وقتل العراقيات الشريفات العفيفات ؟ أين كرامتك يا دمية القضاء؟ أين كرامتك يا دمية الادعاء العام ؟ لا شك أن الدياثة المتأصلة في مثل القاضي والمدعي العام اللذين يزهوان بمحاكمة سيدهما قد جعلت عرض العراقيات هينا حتى أن العراقية الحرة تصرخ مستنجدة بهما وبأمثالهما من المعممين بعمامات السوء وعباءات الحقد التاريخي الدفين وعرضها يهتك من طرف جنود الاحتلال وهما منشغلان بمهاترات القضاء المسرحي يستعرضان عضلاتهما على هيئة الدفاع وعلى أسد هو اليوم أشرف منه بالأمس؛ وغيرهم من الخونة منشغلون بالكراسي وبالمذابح.
ألا يجدر بهؤلاء حمل السلاح أولا لطرد المحتل المنتهك للأعراض ؟ هل صار عرض العراقيات الماجدات رخيصا إلى هذا الحد ؟ ألا يستحيي القاضي والمدعي العام ومن وراءهما في الكواليس من الانبطاح وتقبيل أحذية رعاة البقر الأنجاس ؟
ألا يتحرك عربي شهم من قادتنا لينقذ قائد العراق من يد السوقة والعوام والأوباش ؟ ألا يرعى قادتنا حرمة لزميلهم وأخيهم ؟ ألا تتحرك نخوة القبائل الأصيلة في العراق فتنقذ ابنها وسيدها من الأسر ؟
واأسفا على عرب بادوا ما كان أسيرهم يهان ؟ وما كان بالهم يهدأ حتى يحرر الأسير. واأسفاعلى دماء عربية اختلطت بالدم الموبوء .
يا أحرار العراق لا يبتن فيكم أمثال الحكيم وما هو بحكيم ؛ ولا أمثال الجعفري وما هو بجعفري ؛ ولا أمثال المالكي وهو بمالكي ؛ ولا أمثال العلاوي وما هو بعلاوي ؛ اختاروا لهم أسماء على غير مقاسهم وهم مجرد خونة من النوع الرديء قوم يرضون بالدياثة ؛ ويرضون بالذل من أخس محتل لا ماضي له ولا تاريخ ؛ ولا كرامة ؛ ولا مبدأ ؛ ولا ضمير .
يا شعب العراق العظيم كيف ترضى الذل والهوان وأنت ترفع شعار لا اله إلا الله محمد رسول الله ؟
كيف ترضى أن تحتل أرضك ويهان أعزة أهلها وتسفك دماء أهلها وتنتهك أعراض بناتها ؟؟ قم يا شعب العراق كما عهدنا فيك ؛ وكما شهد لك التاريخ قومة الأسد الجريح ؛ وما ذلك عليك بعزيز
والله أكبر والمجد والخلود للشهداء والنصر للعراق الأبي والحرية لشعب العراق الماجد ؛ والعزة لابن المجيد ؛ والموت للخونة الحاقدين ؛ والخزي للمحتل الأثيم .