Home»Régional»لا لتكوين مستمر يكون مطية لهدر المال العام وأكل السحت

لا لتكوين مستمر يكون مطية لهدر المال العام وأكل السحت

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن عملية إصلاح المنظومة التربوية تشمل أيضا إصلاح العنصر البشري من خلال استكمال تأهيل أطر المنظومة على اختلاف فئاتهم عن طريق ما يسمى بالتكوين المستمر الذي يعزز أرصدة التكوين الأساسي لكل فئة .وهذا مطلب الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي أعيد تنزيله أو تفعليه من خلال ما يسمى رباعية البرنامج الاستعجالي التي تروم تدارك تعثر وفشل عشرية الإصلاح. ومن ضمن الفئات التي يستهدفها التكوين المستمر فئة المفتشين على اختلاف تخصصاتهم . والمفروض في تكوين مستمر يخضع له المفتشون أن يكون عبارة عن قيمة مضافة إلى تكوينهم الأساسي ، إلا أن واقع الحال يحيل على فئات تمارس التفتيش دون أن تكون قد خضعت أصلا لتكوين أساسي في مركز تكوين المفتشين ، وهي فئات مدرسين ولوجوا التفتيش عن طريق إما ما يسمى التكليف بالتفتيش ، أو عن طريق ما يسمى مباراة التوظيف المباشر في التفتيش . والصنفان معا سواء المكلفون أو الناجحون مباشرة في مباراة ولوج سلك التفتيش إنما مارسوا مهامهم من فراغ ، وعن طريق محاكاة من سبقهم من صنفهم أو من خريجي مركز التكوين . وكانت ممارستهم الميدانية عبارة عن مغامرة على غرار مغامرة الحجامة في رؤوس اليتامى كما يقول المثل الشعبي .

و كان من المفروض بالنسبة لهاتين الفئتين ، ومنذ سنوات ظل خلالها مركز تكوين المفتشين موصدة الأبواب أن تخضعا معا لحلقات تكوين استدراكية تخص أولا التكوين الأساسي المفقودة عندهما قبل حلقات التكوين المستمر. وكان من المفروض بالنسبة لفئة خريجي المركز أن يكون تكوينهم المستمر انطلاقا من نتائج تكوينهم الأساسي ، وهو ما لم يحصل إذ باشر هؤلاء مهامهم اعتمادا على تكوينهم الأساسي في غياب تكوين مستمر لسنوات . والمفروض في تكوين مستمر يستهدف فئة المفتشين أن ينصب على عملية ممارسة التفتيش لتحديث وتطوير طرقها ووسائلها عوض التركيز على عملية نقل التكوين المستمر الخاص بفئة المدرسين ، فيكون المفتشون في ذلك بمثابة واسطة لنقل تكوين المدرسين ليس غير . والمشكل أن الفريق المركزي المكلف بالتكوين المستمر بالنسبة لمادة اللغة العربية في التعليم الثانوي بسلكيه على سبيل المثال لا الحصر أعد مصوغتين استهدف بهما فئة المفتشين، وهما مصوغتان لا تعدوان اجترار المستهلك من المعلومات المتعلقة بالديداكتيك ، والتقويم ، وهي معلومات لا تتجاوز التعريفات ومراكمتها ، كما أنها عبارة عن بضاعة انقضت مدة صلاحيتها منذ زمن بعيد وفسدت ، والمؤلفات فيها كثيرة مطروحة في السوق ، وقد اصفر ورق معظمها ، وهي تتراوح بين ما هو مقبول علميا ، وما هو مجرد تطفل وارتزاق للتغرير بمن يجتازون المباراة لولوج سلك التعليم . وأوكل الفريق المركزي كما فعل في دورات تكوينية سابقة المفتشين إلى أنفسهم لممارسة ما يمكن تسميته بالتكوين المستمر الذاتي ، وقد يتطفل منهم من لا يعرف قدر نفسه ولا يجلس دونه للقيام بعرض بضاعة الفريق المركزي الفاسدة طمعا في سحت التعويض الذي هو هدر للمال العام بذريعة التكوين المستمر. فالفريق المركزي أصاب نصيبه من السحت ، وأوكل إلى المسؤولين في الجهات عملية إصابة أنصبتهم من هذا السحت ، وواقع الحال أنه لا تكوين ولا هم يحزنون باعتراف الجميع ، ومع ذلك يأكل السحت أكلا .

لقد كشف أحد الزملاء من نيابة جرادة للسيدة كاتبة الدولة خلال زيارتها في مطلع هذا الموسم الدراسي أن المصوغات المقترحة من طرف بعض الفرق المركزية دون مطالب وحاجيات هيئة التدريس فبادرته بأنه من واجب هيئة التفتيش تدارك ما بهذه المصوغات من عيب ونقص معطية الإشارة الخضراء للتصرف في البضاعة الفاسدة من مصوغات التكوين المستمر. وإنه لمن المخجل حقا أن يتخذ التكوين المستمر فرصة لهدر المال العام ، ومن العار أن تنخرط هيئة التفتيش في مسرحية التكوين المستمر الهزلية ، وهي لا تؤمن بمصداقية هذا التكوين المستمر الذي هو مجرد مطية للوصول إلى المال العام . وأنا أقترح على الفريق المركزي أن يستمر في أكل السحت ويسافر عبر جهات الوطن لينقل للمدرسين بضاعته الفاسدة عوض أن يلجأ إلى فعل السنورات مع برازها ، ويكلف من هان عليه الهوان لينوب عنه في طمر برازه . فمتى يستيقظ الضمير الغاط في سباته العميق بالنسبة لفئة المفتشين الذين وجدوا أصلا لحراسة المنظومة التربوية من كل ابتذال بما في ذلك ابتذال التكوين المستمر الذي صار عبارة عن حق كل فئات المنظومة يراد به باطل السحت وهدر المال العام ؟؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. abou yousouf
    22/03/2010 at 00:16

    vous avez bien traité le sujet.tout ce que vous venez de citer est juste.en effet l’etat prétend avoir des inspecteurs et les inspecteurs pensent que ce sont vraiment des inspecteurs .ce qui n’est pas le cas.on constate cela chaque fois qu’il y’ai un stage ou un recyclage.les inspecteurs ne cessent de nous dire que leur formation a nous n’est que simple recherche de leur part effectuéé a ce but.eux aussi manquent enormement de formetions.je m’excuse por ce style.j’espere que l’ideé vous est parvenue et merci

  2. abourim
    22/03/2010 at 00:16

    تحية تربوية للمفتش الصادق

  3. باحث
    24/03/2010 at 14:13

    تحليل علمي للتكوين المستمر يعبر عن الاطلاع الجدي الذي يتميز به صاحب المقال هكذا ينبغي أن يكون المؤطر الكفء نتمنى ان تسمع اراؤك ويعمل بها المسؤولون

  4. مدير مدرسة
    24/03/2010 at 14:13

    يا ليت الجميع يثور ويعبر بمصداقية و بصوت عالي و كفى تغطية الشمس بالغربال ويا له من غربال

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *