جمعية الكرامة تعقد لقاءها السنوي حول ـ الجهوية الموسعة و العمل الجمعوي
عقدت جمعية الكرامة
للسلفات الصغرى ،يوم السبت 06 مارس 2010، بمقر
الفضاء الجمعوي بوجدة لقاءها التكويني
السنوي السابع حول » الجهوية الموسعة
و العمل الجمعوي« .بعد تقديم الجوائز
لأحسن المشاريع الناجحة لمستفيدي الجمعية
من السلفات الصغرى، أعطيت الكلمة للأكاديمي
و الأستاذ الباحث علي سرادجي من جامعة محمد
الخامس بالرباط ،لإلقاء محاضرة حول موضوع
الجهوية الموسعة ،حيث ألقى الضوء على التحولات
العالمية الكبرى من قبيل » العولمة »
أو « الكوكبة » (GLOBALISATION ( بالتعبير الأكلوساكسوني
،و اقتصاد السوق،و أقلمة ((territorialisation السياسات العمومية مبرزا
أن الدول لا يمكن أن تتحمل رهانات التنمية
، والإستجابة لحاجيات المواطنين ، كما
أكد على أن المجال الترابي هو رهان إنساني
، و رابط لتكريس قيم المواطنة و الإبداع
،و أن اقتصاد الدول لن يكون قويا إلا باقتصاد
المجال الترابي، و أن المنظمات هي العاكسة
الحقيقية لصورة الدول.و استرسل حديثه عن
الجهوية المتقدمة التي أعلن عنها جلالة
الملك ، و التي اعتبرها مرحلة انتقالية
بين الدولة المركزية و الدولة الفيدرالية
، كما أعطى نبذة تاريخية عن الجهوية بالمغرب
و التي اعتبرها أنها لامست الهاجس الأمني
، وحاصرت الخصوصيات الثقافية و الإجتماعية
،و ذكر بالتجربة الإسبانية التي حولت جارتنا
الشمالية جذريا في ظرف 20 سنة.
إثر ذلك ،تحدث
السيد علي سرادجي عن الرهانات المؤسسة
للجهوية و التي تتجسد في الرهان السياسي
الذي يؤسس للوحدة و الثوابت الوطنية، و
الرهان الإقتصادي الذي يهتم باليومي للمواطن
،و الرهان المواطناتي الذي يهتم بالعنصر
و الرأسمال البشري ، و الرهان السوسيوثقافي
الذي يأخذ بعين الإعتبار الخصوصيات ،و
أخيرا الرهان الأخلاقي الذي يؤسس لتكريس
الثقة من خلال محاربة بؤر الفساد.بعد ذلك
تطرق الضيف إلى أن التقطيع يجب أن يأخذ
بعين الإعتبار الموارد الطبيعية،و
العوامل التاريخية و الجغرافية ، والعامل
البشري ، و البنيات التحتية ،و العامل الديمغرافي….الخ.كما
أشار إلى أن الجهوية الموسعة يجب أن تأخذ
المعايير التالية:
- أسلوب الحكامة
الجيدة أو الجديدة، التي طبقت من طرف الأنجلوساكسونيين
و التي تعتمد العمل بالأهداف. - وجود قيادات(leaderships)
ذات كفاءة و مؤهلة. - أشكال المشاركة
للفاعلين المتعددين في التنمية.
بعد مداخلة الأستاذ
سرادجي ،أخذ الكلمة الأستاذ الجامعي قيس
الورياشي حول موضوع « الجهوية و العمل
الجمعوي: الجهة الشرقية كنموذج »، الذي
قدم تفسيرا ضافيا حول الجهوية التي تندرج
في سياق بناء المغرب الحديث ، و تجاوز الإكراهات
الدولية ، و إعادة النظر في تقطيع جديد
حسب مصالح الدولة ، و وفق دينامية متحركة
، و الإنتقال من الجهات الاقتصادية
إلى الجهات الموسعة، و أن تراجع الدولة
يوازيه تقدم الجهات.و أضاف أن سياقات الجهوية
في إسبانيا تستمد مكونات تجانسها من الإرث
الثقافي و التاريخي و التجانس الإثني .بعد
ذلك قدم الأستاذ الورياشي مميزات الجهة
الشرقية التي اعتبر أنها تمتلك كل مقومات
التكامل ، لكنها لم تستثمر ، مقدما أمثلة
على ذلك من قبيل وجود بوادر صناعة ثقيلة
كانت بالإمكان أن تشكل تكاملا اقتصاديا،
كمصنع الحديد بويكسان ،و الفحم الحجري
بجرادة، و الموارد المائية كمثال نهر ملوية
بين الناظور و بركان، و أبرز السيد الورياشي
أن التكامل الثقافي ليس واضحا، معتبرا
إن إقليم بركان يمكن أن يلعب دورا ثقافيا
تكامليا بين الناظور و وجدة،و البعد الجغرافي
لفكيك يشكل عائقا كرسته إلغاء السكة الحديدية.
و أفاد أن مدينة الناظور شكلت دائما قاعدة
خلفية لتشغيل الكفاءات التقنية لمدينة
وجدة.و ذكر بالمشاريع الكبرى الموجودة
بالجهة الشرقية من قبيل مشروع « المنطقة
الحرة » بالناظور و « مشروع تحويل الصناعات
الغذائية ببركان » و مشروع « Technopole »
بوجدة ، حاشرا إياها في مشاريع الدولة و
ليست مشاريع المواطنين.
إثر ذلك ، انتقل
الأستاد الورياشي إلى التعريف بالمجتمع
المدني بالجهة الشرقية و الذي اعتبره مفهوما
ملتبسا ، مذكرا بغياب إطارات جمعوية تدافع
على من يخرب البيئة ،و تشكل ثقلا مضادا
و قوة اقتراحية مكملة للدولة ،و أشار إلى
تضاعف عدد الجمعيات ثلاث مرات في العقد
الأخير بالجهة الشرقية ، و التطور النوعي
الذي عرفته بانتقالها من جمعيات ثقافية
إلى جمعيات ذات طابع تنموي ، و ذلك ناتج
– يقول الأستاذ الورياشي- إلى انفتاح الدولة
على المجتمع المدني زيادة على برامج التعاون
الدولي، و أفاد أن التطور العددي يفسر غياب
منظور استراتيجي للتنمية ، كما أن الجمعيات
تتسم بتنافس حاد غير مبرر ، يجزئ المبادرات
و يتسم بنوع من الدوغمائية المحلية و الصعوبة
في تشكيل تحالفات منتجة(التشبيك).و في الأخير
أشار إلى أن هناك صعوبات تعترض المسار الديمقراطي
المغربي متسائلا »كيف نتصور جهوية موسعة
في مغرب السرعتين،مغرب ينخرط في الحداثة،و
مغرب آخر يجرنا إلى الوراء،و مغرب يتميز
بالفوارق الطبقية؟؟؟؟؟؟؟ ».
بعد هذين التدخلين
، أعطيت الكلمة للحاضرين من أجل الإستفسار
و طرح الأسئلة و تعقيب الضيفين.
في المساء انقسم
الحاضرون إلى ثلاث ورشات:
- الورشة الأولى
حول : » الجهوية و الحكامة الجيدة: الجهة
الشرقية كنموذج » . - الورشة الثانية
حول : » الجهوية و تأهيل النسيج الجمعوي » - الورشة الثالثة
حول » » الجهوية الموسعة و التنمية
السوسيواقتصادية : الجهة الشرقية كنموذج ».
بعد ذلك تمت
قراءة التوصيات التي خرجت بها الورشات
الثلاث، و تم توزيع الجوائز على الجمعيات
الفائزة في مجال » الحكامة الجيدة و الشفافية »
و » التكوين » و « المحافظة على البيئة »
و الخدمات الأساسية » و شخصية السنة في
المجال التنموي بالجهة و التي عادت
،للتذكير ،إلى الفاعل التنموي السيد محمود
عليوة رئيس جمعية إسعاف جرادة.
Aucun commentaire