لعب أطفال 4
كان في نهاية الدرب سقاية مشتركة يتزود منها الجميع باستثناء الدور التي كانت تحتوي على الحواسي أي تلك الحفر التي كانت في أعماقها مياه متدفقة الا أن خطرها كان يحدق بأصحابها خصوصا الأطفال الذين لا يأبهون لذلك.فكم من مرة سقط ضحايا وكنت تسمع مكبرات صوت سيارات الاسعاف ورجال المطافئ يهرولون لانقاذ ما يمكن انقاذه.
تمر الأيام متشابهة في غالب الأحوال ولا مجال للمفاجأة .لعب ولهو وكتاب ومدرسة وهكذا دواليك .
كانت الجنانات تحيط بالدرب من كل الجوانب .جنان الحبوس ,جنان عسيلة ,جنان الطومباهي,جنان الميلود الأعور…وكانت هي المزود الرئيسي لما يحتاجه السكان من الخضر والفواكه والربيع من نعناع وشهيبة وكرافس وقصبر ومعدنوس وكنا نحن الصغار نقطف ما لذ وطاب من الفواكه بدون أن نأبه لأصحابها فوقت المشماش نملأ بطوننا ووقت الكرموص كذلك أما الهندية فكنا نأكل منها ونبيع والرمان نبيع قشوره للعطارين…وما كانت كل مرة تسلم الجرة فاحيانا كثيرة كنا نتعرض للتأنيب والعقاب…
Aucun commentaire