وجدة/ بركان : الحبيب المالكي يحاضر حول الإتحاد الإشتراكي و آفاق الإصلاح الجهوي
نظمت الكتابة الإقليمية للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكل من وجدة
وبركان يومي السبت 27 و الأحد 28 فبراير 2010 ،ندوة حول آفاق الإصلاح الجهوي و
ذلك بغرفة التجارة والصناعة بوجدة ونادي ملوية التابع للمكتب الجهوي للاستثمار ألفلاحي تحت شعار » الجهوية
الموسعة رهان مستقبل
أفضل »
.و قد نشط هذا اللقاء عضو المكتب السياسي للحزب السيد
الحبيب المالكي
الذي أكد أن الإصلاح الجهوي ورش كبير منطلق من الخطاب الملكي الذي يعتبر خطابا تأسيسيا ،قد حدد الإطار
العام ،و فلسفة التغيير في المجال الجهوي،ارتباطا مع باقي المؤسسات و منها الدولة و ارتباطا بالحكم
الذاتي و الجهوية
كخيار استراتيجي و وطني آمن به الإتحاد منذ 1975. كما ذكر السيد المالكي بالموقع الإستراتيجي لمدينة بركان و بعدها
الحدودي مع
الجزائر الشقيقة و البعد المتوسطي، و المؤهلات الفلاحية و السياحية ، و إمكانات استثمار الرأسمال البشري ، الشيء
الذي يؤهلها لتلعب دورا محوريا في الجهوية الموسعة،و اعتبر مدينة بركان نموذجا متحركا في إطار بعض المبادرات كتشكيل المجلس البلدي من
الأحزاب المكونة للكتلة التي اعتبرها إطارا ما زال الإتحاد الاشتراكي يؤمن به، رغم الصعوبات و الإكراهات ذات طابع حقيقي و أخرى مصطنعة،لكنه ألح على
وحدة الصف الوطني و وضع الشروط و تجديدها على أسس التغيير و الإصلاح و الاستجابة لحاجيات المواطنين المغاربة، مبرزا أهمية الإنفتاح على
العائلة اليسارية. و وصف عضو المكتب
السياسي الجهة الشرقية بالمحورية ، وأن أية جهوية موسعة محتملة لابد لها أن تأخذ الاعتبارات التالية بالنسبة
للجهة الشرقية: 1-
البعد الحدودي،لأن المنطقة الشرقية تحاذي الحدود الغربية للشقيقة الجرائر، و المفروض التعاون بين المناطق
الحدودية ،و إنجاز مشاريع اقتصادية و اجتماعية تساعد على الاندماج،و جعل الحدود آلية لتسريع
التنمية بين
البلدين في إطار المغرب الكبير. 2-
البعد المتوسطي ،خاصة أن المغرب في و ضع اقتصادي متقدم مع الإتحاد الأوروبي.و بالتالي لا يمكن خنقه و جعله
يتنفس برئة واحدة إن أردنا تنمية الجهة الشرقية. 3-
البعد الصحراوي من خلال واحات فكيك و عين الشعير و عين الشواطر و بوعنان لأنها تعتبر البوابة لعمقنا
الصحراوي،و أداة لتكريس وحدتنا الترابية.و قد ختم تدخله حول هذه النقطة من خلال التأكيد على و جوب
تأسيس « المواطنة
الشرقية« . بعد ذلك عرج
السيد الحبيب المالكي إلى تقديم نبذة تاريخية على الجهوية بالمغرب ،و التي اعتبرها فتية ،لكنها أنتجت شروط الإصلاح
،و انتماءا جهويا كنقطة انطلاق لتحسين الشروط المعيشية للمواطنين المغاربة ،رغم تسجيل
بعض التشوهات للبناء
الجهوي من قبيل شراء الذمم التي واكبت عملية الإنتخابات الجهوية ،زيادة على الميزانية الضئيلة،و الوصاية المطلقة.فالتقسيم
الجهوي الحالي-
يقول السيد المالكي- يغلب عليه طابع اللاتجانس،وأعطى مثالا بجهة سوس ماسة درعة ذات المساحات الشاسعة ،و
التي توازي مساحة بلجيكا عشر مرات ،و جهة تازة الحسيمة التي ينقصها التماسك و التناغم.فالتقسيم
الحالي عمق الفوارق
بين الجهات،بحيث لم توضع آليات للتضامن بينها.كمثال جهة الدار البيضاء التي تمثل 20./. من الناتج
الداخلي الخام، بينما الجهة الشرقية لا تمثل إلا 6 إلى 7./.. بعد
ذلك أعطى السيد المالكي تصور الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية لجهة الغد في إطار الجهوية الموسعة و فق
السياقات التالية: 1-
القيام بدراسة متأنية للتجارب القريبة للاستئناس و ليس أخذها كنموذج،فالتجربة دائما تخضع للشروط
التاريخية و السوسيوثقافية. 2-
وضع مشروع الجهوية الموسعة في إطار إصلاح بنيات الدولة من خلال تفويت بعض صلاحيات الدولة للجهة،وإعادة توزيع
المهام بين الدولة و الجهات كجماعات ترابية مما يقوي الدولة و يحصنها. 3-
يعتبر الإتحاد الاشتراكي الحديث عن عدد الجهات ليس ناضجا الآن ، و المنطق العددي ليس مهما.و علينا جميعا
أخد بعين الإعتبار عدة عوامل لتأسيس الجهة من قبيل العامل الثقافي و البشري(التشكيلة الإثنية) و الإجتماعي
و الجغرافي. 4-
اعتماد الشرعية الديمقراطية من خلال الإنتخاب المباشر ، و الرفع من ميزانية الجهات ،و جعل رئيس الجهة آمرا
بالصرف.و إعطاء السلطة السياسية كاملة لرئيس الجهة. 5-
الإنفتاح على الحدود و إنجاز مشاريع اقتصادية و اجتماعية . إلى ذلك،أعطى السيد الحبيب المالكي بعض النقط
لنجاح المشروع الجهوي و هي للمثال لا الحصر: 1-
وجود نخبة محلية لصيقة بالواقع متشبعة بالقيم المواطناتية. 2
– شرعية شعبية تفرزها
صناديق الإنتخابات. 3-
–
– جعل الجهة أداة لتقوية
الدولة و ليس لإضعافها، والمساهمة في تحديث و دمقرطة الدولة ،و أن تكون مدخلا من مداخل إصلاح هياكل
الدولة و الحفاظ على وحدة التراب و الوطن. 4
–
– – وضع
سياسة وطنية مدعمة(كسر العين)،و وازنة للجهات من خلال اتفاقيات تعاقدية و ملزمة لكل الأطراف. 5-
–
– تعزيز دور وكالات
التنمية الجهوية . بعد
الانتهاء من العرض ، أعطيت الكلمة للمتدخلين الذين أغنوا النقاش ،و طرحوا أسئلة في العمق حول أهلية المجتمع
المغربي و
مدى تقبله للورش الجهوي، و حول إلحاحية الإصلاح الدستوري و السياسي،و مدى وجود نخبة مؤهله تواكب دينامية الطرح
الجهوي و الجهة التي طرحت ورش الإصلاح…إلخ.بعد ذلك سيعقب السيد الحبيب المالكي على التدخلات على
الشكل التالي: 1-
–
– وجود و عي سياسي عالي
لدى الشعب المغربي لا يقاس بمحو الأمية رغم أهمية محاربتها.و أعطى نموذجا دور الحركة الوطنية في التأطير
رغم وجود نسبة قوية من الأمية. 2-
–
– إن الإتحاد الإشتراكي
طالب دائما بإصلاح سياسي و دستوري. 3-
–
– إن اللجنة التي تسهر
على مشروع الجهوية هي لجنة تقنية و ليست سياسية ، وتتكون من خبراء و فعاليات مشهود لها بالكفاءة. 4-
وجود براءة سياسية في طرح إلحاقية الإتحاد الاشتراكي بالمعارضة،فأي حزب – يقول المالكي- لا بد أن يوفر نضالاته
من أجل الوصول إلى السلطة.كما أن ما قام به الإتحاد الإشتراكي داخل الحكومة من خلال برامج الخوصصة و
إصلاح المنظومة التربوية
،قد خلق حركية جديدة و ثقافة جديدة ،و بداية أشياء أصبحت تتغير،و هي الشروط التي أنضجت شروط الإصلاح و مطلب
الإصلاح. للتذكير فقد حضر
هذا اللقاء حوالي 100 من ناشطي الحزب و الشبيبة الإتحادية و فعاليات يسارية،كما حضره رئيس المجلس الإقليمي للإتحاد
الإشتراكي للقوات الشعبية ،و عضو من المجلس الوطني و رئيس المجلس البلدي ببركان
Aucun commentaire