مقام الابتهال في حضرة العزة والجلال
مقام الابتهال في حضرة العزة والجلال
مقامة في ظل الحدث
محمد دخيسي أبو أسامة
حدثنا الإمام الجليل، في محفل الاحتفاء بقدوة الخلق صاحب الكلام الصدق، وإمام محكم التنزيل، عن شيخه صاحب الحضرة والتبجيل، أنه أتى على قومنا زمان أنبأ به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأخبرنا فيه أن أمته تتكالب عليها الأمم وتزرع فيها الفتنة والتقسيم، فتنفِّر منها ذوي الطبع السليم، ويضحى المؤمن غريبا بلا عون ولا تسليم.. فقد تحقق النبأ، وزاد شيئا عليه النشء، الذي اختار صفة الغرب من ذوي الوشم والفيء، وملكت قلبه رموز الزندنقة، فبات وحيدا كئيبا في الشرنقة، لا يلبث أن يدعو الغريب ليؤنسه ويبعد عنه الشقاق والفرقة…
هذا جانب أول في جلسة البرهان، ودليل قوي على ما وصلت إليه الأمة من هذيان، وما نزل علينا من فرط الهوى، وما فرطنا فيه من وحي يوحى، علمه شديد القوى، لينبها أخيرا ذوو الجحال، ومن مارس النقاش والجدال، في أمور الشتات والقتال، وحب الشباب والجمال، وما يجوز ولا يجوز، في ذكر الشكليات والبحث عن الكنوز، واختلاق أمور تبعد الأمة عن فحوى القرآن، وترديه في فوهة البركان، فلا ينجو حينها إلا قوي الإيمان، وصاحب الموعظة والإيمان..
أما الجانب الثاني في مجلس الحضرة والنسيان، فيتحمل فيه البأس صاحب الحانة ودليل الخسران، فقد انتبه الكثير إلى جدوى شرب الحامل من خمر الهذيان، أو تزويج القاصر من شيخ قريب من المنان.. فكان الجدال ثانيا، والنقاش حول بيع وشراء الدنايا، وعن الابتعاد عن الثنايا..
ابتعدنا عن صلب الموضوع، واخترنا العيش في أقصى الربوع، وجادت علينا السماء بالمزن القليل، أو الغيث الجزيل، فلم نحمد الله على النعمة، ولم نطلب منه جزاء الرحمة..
فعفوك يا إله…
Aucun commentaire