Home»National»لما الكذب؟؟؟

لما الكذب؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

يكذب الأطفال أحياناً للإفلات من عقاب أبويهم الذي عادة ما لا يكون تربوياً ، وأحياناً كثيرة لا يكون « إنسانياً » في أبسط أوصافه حيث يميل إلى الوحشية أو الحيوانية أو سمّه ماشئت لأنه بعيد كل البعد عن أخلاقنا الإسلامية.
وتكذب الزوجة أحياناً لدوافع كثيرة قد تكون لإضفاء جو الحب على بيتها الذي يعيش فوق فوهة بركان يكاد ينفجر لأتفه الأسباب وذلك أمام صديقاتها وأهلها لكي يستشعر من حولها بأنها تعيش حياة أسرية هانئة وهادئة وهي عكس ذلك في الواقع ، تكذب لتتهرب من تعليقاتهن أو سخريتهن واستهزاءاتهن وفلسفتهن السمجة أحياناً التي تحاول من خلالها كل واحدة أن تسدي إليها النصائح وكأنها خبيرة تربوية تفهم كل الشؤون الأسرية وهي في واقع الأمر جاهلة ولديها من المشكلات الأسرية ما لا يجعلها تنصح الناس طالما أن بيتها من « زجاج » يسهل كسره وتهشيمه.

ويكذب الرجل أحياناً لدوافع كثيرة قد تكون كذلك لإضفاء جو الاستقرار والراحة التي يعيش فيها ويهنأ بها بين أصدقائه وأهله بينما هو في واقع الأمر غير سعيد أو مرتاح من كثير من شؤون بيته الذي كان يحلم به في يوم من الأيام ، يكذب ليُشعر الآخرين بأنه لا يعاني من مشكلات أسرية وذلك كي يتقدم في عمله ويواصل مسيرة نجاحه العملية ، لأن نظرة الناس له ستتعقد إن قيل بأنه غير سعيد في حياته أو قيل عنه بأن لديه الكثير من المشكلات الأسرية التي قد توقف ترقياته وقد تعيق تقدمه في الحصول على وظيفة جديدة أو ترقية مهمة إذا ما طرأ أثر تلك المشكلات على حياته في العمل أو على سلوكه الوظيفي.

ويكذب الإعلاميون أحياناً لإبراز ظاهرة قد لا تكون هي مشكلة المشاكل في مجتمع ما وإنما لصرف نظر الناس عن ظاهرة أخرى تستوجب أن ينتبه إليها الناس وأن يعطوها شيئاً من اهتماماتهم ونشاطهم من أجل حلها أو المطالبة بتغييرها على أرض الواقع ، فهناك دول تسعى لصرف نظر الناس عن مطالبهم السياسية أو الاقتصادية بإشغالهم في مشكلاتهم اليومية كغلاء أسعار المواد الغذائية ورداءة الخدمات المجتمعية الأخرى مما يعطي في الظاهر بأن هذه الظواهر التي ينبغي على الناس الاهتمام بها بينما في واقع الأمر ينبغي على الناس أن يرفعوا سقف أهدافهم في مطالبهم التي ينبغي أن يطالبوا بها. وهناك دول أخرى تسعى لإلهاء الناس في الرذائل عن طريق تسهيل الحرام في الخمور وعري النساء كي ينصرف الناس إلى تلك المفسدات كي يبتعدوا عن المطالبة بالتمسك بأخلاقيات دينهم ومتطلبات حماية عقيدتهم كي لا يعترضوا مستقبلاً على أي محرمات ترتكبها الدولة في شأن من شؤون الحياة العامة ، وهذا ما جعل التشدد والتكفير ينشأ في تلك الدول التي ارتأت أن إلهاء الناس عن دينهم بإشغالهم في « بطونهم » هو الذي سيجعلها تفعل ما تشاء دون الالتفات إلى رأي الناس في مجتمعاتها المسلمة ودون احترام لعاداتهم وتقاليدهم التي يغلب عليها الالتزام الديني ولهذا فقد فشلت الكثير من تلك الحكومات في صرف اهتمام الناس إلى ما يبعدهم عن شرع الله فجاءت الطامة الكبرى بالنسبة لها متمثلة في خروج طائفة من التكفيريين والمتشددين الذين اختاروا القوة سبيلاً لتطبيق شرع الله ، وتعلمون أن هناك دولاً عربية أشغلت شعوبها بالبحث عن لقمة العيش وأخرى أشغلت شعوبها في البحث عن « الملذات » حتى ذاقت تلك الدول مصير ذلك « اللعب بالنار » فالذي يلعب بعقائد الناس وأخلاقهم لابد وأن يسقط في شر أعماله لاحقاً.

ولهذا فإن الإعلام والكتاب قد يُضلون الناس ويكذبون عليهم وفق ما يرونه من سياسات حكوماتهم التي قد تفرض عليهم ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، كأن تكون هناك توجهات وأوامر مباشرة أو أن تكون بصورة غير مباشرة عن طريق إغداق الهدايا والعطايا والمناصب على بعض المفكرين والكتاب كي يكونوا ضمن الذين تنطبق عليهم مقولة « اطعم الفم تستحي العين ».
ويكذب البعض أحياناً لا لشيء ودون هدف محدد وإنما لإرضاء من حولهم أو للتهرب من مشكلاتهم التي تصادفهم كأن يكذب الموظف على مديره خوفاً من طرده من العمل وأن يكذب البائع على زبونه خوفاً من ركود بضاعته ويكذب الطالب على معلمه خوفاً من رسوبه وفشله ويكذب المسؤول على من هو فوقه ليظهر لمرؤوسيه بأن الوضع مطمئن وأنه لا توجد أي مشكلات بينما الأمر عكس ذلك.
ولا أستطيع أن أعذر أحداً على لجوئه إلى الكذب في حال من الأحوال سواء كان ذلك لعذر مبرر أو غير مبرر وإنما قد نقول بأن من يكذب بلا مبرر فهذا يؤكد بلوغه إلى قاع « الكذب » وهو في الكذب غارق حتى رأسه وحسبه أن « يكتب عن الله كذاباً » كما ورد في الأحاديث ، وليس بعد ذلك الوصف عقوبة مستحقة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. assalam
    03/03/2010 at 00:39

    اعدر الطفل عن الكدب لان اباه يوصيه ادا سال احد عنى قل له ابى غير موجود و الحقيقة ان الاب موجود يراقب الساءل من السرجم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *