Home»National»أطفالنا في الشوارع …..ومجتمعنا مائع….

أطفالنا في الشوارع …..ومجتمعنا مائع….

0
Shares
PinterestGoogle+

ذهبت باكرا الى سوق الخضر.اقتنيت ما يكفيني,ورجعت الى السيارة حاملا بعض المواد ,لأفاجأ بطفل صغير لا يتعدى الثامنة من عمره أثار انتباهي ,فتحت معه حوارا هذا نصه:
– ماذا تفعل هنا؟
جوابه:- أحرس السيارات.
– لماذا؟
– لأحصل على نقود.فاستطرد قائلا : جمعت يوما 480 دورو,أعطيتها لأمي,وقلت لها سلمي لأخي الكبير بعض النقود  » باش يشري الدخان » , »وأعطيني شي حاجا باش نمشي للحمام ».
– سألته:وماذا يفعل أخوك؟
– أجابني بسخرية: » ما شي راجل يعجبو غير الحشيش ».
لم أستطع مواصلة الحوار لكوني صدمت لطفل في ريعان شبابه اضطر الى العمل ,رغم أن مثله لا زال في تلك اللحظة منكمشا بين أحضان أمه منتظرا حضور الفطور بكل مكوناته ,ومنتظرا حنانا ورفقا ولعبا ولهوا وكسوة فاخرة وكل ما يحلم به من ملذات ومثخنات,في وقت تجد طفلا بريئا بين الأزقة يحرس السيارات ويتعرض لمختلف الاهانات ويمنع من ممارسة حياة الطفولة ليكبر بكثير عن سنه مرغما ومجبرا.والله انه يحدثك كما يحدثك من هو في العشرين أو حتى الثلاثين,لأن صعوبة العيش دفعته الى مغادرة ريعان طفولته مرغما والنزول الى الشارع مدعما, والاحتكاك خارج الحدود وبعيدا عن سنه وبعيدا عن حنان أسرته,وبعيدا عن مدرسته ,وبعيدا عن كل المسرات,لينتقل الى المضرات التي يصادفها في اليوم بالعشرات.

وفي المقابل تجد أخاه الذي أظنه يفوق العشرينات وربما الثلاثينات ,قد انهمك في المخدرات وكل المغريات والبحث عن الدريهمات بالمسروقات والممنوعات وأحيانا بل وفي كثير من الأحيان السطو على ممتلكات أسرته والنيل منها بالقوة الى درجة أننا أصبحنا نسمع بجرائم بشعة تقع من الأبناء على الآباء ,جرائم لا توصف وبطرق لا يستخدمها حتى إبليس لعنه الله.بل شباب عمل أبواه على تربيته لسنين وأعوام لينقلب عليهم على الدوام.
إنهم ضحية مجتمع تتفشى فيه المخدرات بالعلنيات وأمام أعين السلطات ,مخدرات تباع في الأماكن العامة وقرب المؤسسات,مخدرات قادمة من جيراننا الذين يعملون بكل الوسائل على تسميم مجتمعنا وتمريضه وشل عقله,ليزرعوا في نفسيته الخمول والذبول والبحث عن الموجود خارج الحدود ودون قيود.
أين أنتم أيها المنتخبون؟وأين أنتم أيها المسئولون؟ وأين أنتم أيها الممثلون للجمعيات والتجمعات ومختلف المؤسسات غير الرسمية؟أين هو الضمير الحي لكل غيور ولكل محب شكور؟؟؟؟؟……

مجتمعنا هائم بين المخدرات والجرائم والمسروقات ,شبابه ضائع مائع لا يميز بين الخير والشر وبين الصالح والطالح ,غابت أريحيته وعادت قريحته,يبحث عن الشغب ويبتعد عن الهمم تائه عائم ناقم….با محبي هذا الوطن العزيز الذي كون منكم رجالا وأحرارا,خلصوا مجتمعكم من المآسي وابحثوا له عن المحاسن التي تعيد له طمأنينته وثقته ورجولته وصدقه وتفانيه وعطفه وحبه وبراءته ومصداقيته وحلمه ,كل عمل خير مهما كان صغيرا ومهما كان محدودا يمكنه أن يساهم في البناء وفي الرخاء ويبعد عنا وعنكم البلاء في الصباح والمساء,والى اللقاء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *