Home»International»الحركة المعجمية بالأندلس (الجزء الثاني

الحركة المعجمية بالأندلس (الجزء الثاني

1
Shares
PinterestGoogle+

      ثالثا:
في اتجاه المعاني:

      قال
الودغيري يعرف معاجم المعاني » يقصد بعض
الدارسين بمعاجم المعاني في العربية- في
مقابل معاجم الألفاظ- تلك المدونات اللغوية
التي تقسم إلى مجموعة من الموضوعات، في
كل موضوع طائفة من المفردات ليس بينها أي
ترتيب، ولا يجمعها سوى قاسم مشترك واحد
هو الحقل الدلالي المعين الذي تنتسب إليه
والذي يلخصه عنوان الفصل أو الباب
 »
ويقول متحفظا من إطلاق اسم المعجم على هذا
النوع من المدونات » ولذلك فإن إطلاق
صفة » المعجم » عليها هو من باب التجوز،
لأن من خصائص المعجم الدقة في الترتيب،
والتيسير على طالب المادة، وهما أمران
لا يتحققان في هذا الاتجاه1« 

      
ومعاجم المعاني كما يذكر الودغيري مرحلة
ثانية في هذا الاتجاه، إذ سبقتها مرحلة
كتابة رسائل قصيرة حسب الموضوعات ( الشجر-
الخيل- الإنسان…)، وقد وجد هذا النوع من
الرسائل في الأندلس، حيث كتب القالي رسالة
في  » الإبل ونتاجها وجميع أحوالها »
و » كتاب حلى الإنسان » و »كتاب الخيل
وشياتها
« ، وكله من التراث المفقود،
وكتب علي بن عبد الرحمان ابن هذيل( القرن
الثامن)  » حلية الفرسان وشعار الشجعان… »2

      والكتابان
اللذان يمثلان هذا الاتجاه في الأندلس
هما  » السماء والعالم » محمد بن
أبان بن سيّد اللخمي القرطبي (تـ354)، وكتاب
 » المخصص » لابن سيدة صاحب المحكم.
لاحظ الودغيري هذه الملاحظات على  » السماء والعالم« :

  •  
    • إنه على كبر
      حجمه لم يتضمن إلا بعضا من الأبواب التي
      تدرج عادة تحت عنوان »خلق الإنسان ».
      والأبواب الموجودة تبدأ بالبطن والوسط
      وتنتهي بالقدم والرجل…غير أن بقية الأبواب
      المذكورة فيه تتناول أوصاف الإنسان في
      كثير من أحواله، كالألوان والحركات والأصوات
      والمشي واختلاف الطبائع والقصر والطول…
      والنوم واليقظة  والأكل والشرب…
    • أنه قد تضمن
      في الأخير أبوابا كثيرة ليس من عادة المعجميين
      ذكرها في مؤلفاتهم، فقد ذكر بعد « باب
      من مشي النساء » أسماء المنجمات من نساء
      العرب، وعدد منهن 21 امرأة منجمة…3« 

      وقال
الودغيري عن « المخصص » وقد ظهرت
نتيجة استيعابه للمؤلفات والآثار السابقة
في تضخم حجم الكتاب الذي رأينا أنه قد طبع
في 17 سبعة عشر مجلدا، فكان بذلك أضخم من
كل كتاب سابق له في الموضوع، إذا استثنينا
كتاب السماء والعالم. كما كان أحسن تنظيما
على الإطلاق بكثرة ما أدخله من التفريعات
والتقسيمات…وعلى كل حال فقد توقف معجم
المعاني العربي عند عصر ابن سيدة4« 

      رابعا:
في اتجاه التسلسل:

      في
هذا النوع من صور المعجم لا تخضع المفردات
لأي ترتيب سوى ما يدعو إليه التسلسل بين
معاني الألفاظ  » أو التشاجر أو التداخل
الذي يعني أن يجر ذكر الكلمة الأولى ذكر
الكلمة الثانية، والثانية إلى الثالثة
والثالثة إلى الرابعة…5« 

      والكتاب
الذي يمثل هذا الاتجاه هو  » المسلسل
في غريب لغة العرب
 » لأبي طاهر محمد
بن يوسف بن عبد الله التميمي السرقسطي (تـ538).

      خامسا:
معاجم الأبنية:

      وتنقسم
قسمين، معاجم الأفعال، ومعاجم الأسماء

      ومن
كتب الأفعال:

  •  
    • كتاب »
      فعلت وأفعلت » للقالي
      ، وهو كتاب ضائع
      كما ذكر الودغيري.
    • كتاب الأفعال
      لابن القوطية
      (تـ 367)  » وقد قسم المادة
      التي جمعها هي خاصة بصيغتي « فعل وأفعل »،
      إلى ثلاثة أقسام أساسية، وهي فعل وأفعل
      – أفعل وحدها- فعل وحدها، وكل قسم فرعه
      بدوره إلى فروع، ثم عمد إلى المواد التي
      بداخلها فرتبها ترتيبا صوتيا خاصا بعد
      أن حذف منها الأسانيد وأسماء المصادر والشواهد
      إلا في القليل6« 

      وذكر
الودغيري أسماء كثيرة7 ألفت في الأفعال
منهم: أبو عثمان سعيد بن محمد السرقسطي
المعروف بابن الحداد (400هـ)، وأبو جعفر أحمد
بن يوسف الرعيني الغرناطي (تـ 779) صاحب  »
اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر »، وجعفر
السعدي الصقلي ثم المصري المعروف بابن
القطاع (تـ515هـ)  صاحب « كتاب الأفعال ».

      والقسم
الثاني من معاجم الأبنية يهتم بالأسماء،
وهي نوعان: نوع  يهتم  بجمع الأسماء
والصفات التي تتفق في طريقة رسمها، وهي
كتب المقصور والممدود والمهموز، ومنها
كتاب : « المقصور والممدود » للقالي.

      والنوع
الثاني منها يهتم بجمع أسماء تشترك في  » خاصيتين: الأولى أنها مؤلفة من ثلاثة
أحرف، والثانية فاء الكلمة فيها ثلاثي
النطق: يفتح ويضم ويكسر مع اختلاف في المعنى
أو اتفاقه…( البَر والبُر والبِر)، وتدعى
هذه الأسماء مثلثاتٍ
8« 

      ومن
مؤلفات هذا النوع بالأندلس:

  •  
    • الباهر
      في المثلث
      ، لأبي حفص عمر بن محمد القضاعي
      البلنسي (تـ 570).
    • إكمال الاعلام
      بمثلثات الكلام وهي منظومة
      (2750 بيت) نظمها
      ابن مالك النحوي (تـ672)
    • واشهر هذه
      الكتب الأندلسية وأهمها كتاب  » المثلثات »
      لأبي محمد عبد الله بن السيد البطليوسي
      (تـ 521)
      9.

سادسا:
معاجم الغَريِيَبْنِ:

      كتب
الغريبين هي التي تهتم بألفاظ القرآن الكريم
والحديث النبوي الشريف ولا سيما الغريب
منها،  » فتورده على ترتيب معين، يكون
ألفبائيا أو حسب السور القرآنية ومواضيع
السنة النبوية وأبوابها، وتشرحه شرحا لغويا
ممزوجا بالأخبار الأدبية والشواهد الشعرية
أحيانا10« 

      ومن
الأعلام الأندلسية التي ألفت في هذا الباب:

  •  
    • عبد الملكبن
      حبيب السلمي (تـ 239هـ). كتابه ضاع.
    • أبو عبد
      الله محمد بن عبد السلام الخشني (تـ 286هـ).
      ضاع كتابه.
    • قاسم بن
      ثابت السرقسطي (تـ302هـ)، صاحب كتاب  » الدلائل
       »
       » وقد بوب قاسم كتابه حسب رجال الحديث
      وأصحابه، بادئا بأحاديث الرسول عليه السلام
      التي استغرقت الجزء الأول…ثم أتبعها بما
      روي عن أبي بكر ثم ما روي عن عمر فعثمان،
      فعلي، فبقية الصحابة رضوان الله عليهم…11« 
    • القاضي
      منذر بن سعيد البلوطي (تـ 355هـ).
    • أبو محمد
      مكي بن أبي طالب (تـ 437هـ) صاحب كتاب  »
      غريب القرآن »
    • أثير الدين
      أبو حيان النحوي (تـ 745هـ) صاحب  » تحفة
      الأريب بما في القرآن من الغريب »

سابعا:
معاجم الطب والصيدلة:

      هي
كتب تهتم بمفردات لغوية خاصة بالنبات والطير
والحيوان وغيرها من الأشياء التي تدخل
في صناعة الغذاء والدواء، وميزتها أن أغلب
كلماتها ليس عربيا في الأصل، : فهو دخيل
من اليونانية واللاتينية والفارسية والهندية
واغات الأمم الأخرى، ولهجات عامية إقليمية12« .

      ومن
الذين ألفوا في هذا النوع من المعاجم، أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي العشاب المعروف
بابن البيطار (تـ 446هـ)، صاحب كتاب  » الجامع ».

      الدراسات
المعجمية بالمغرب الأقصى:

      
الحق أن  عنصر الدراسات المعجمية في
المغرب الأقصى لم يكن ضمن محاور هذا المقال،
لا لأنه لم يكن حاضرا في الذهن، لكن لأن
الحديث عن هذا الموضوع كان غير معتاد أو
كأنه كان من الممنوعات، فإذا كان الحديث
عن نحو ونحاة المغرب مألوفا فالأمر ليس
كذلك فيما يتعلق بالمعجم، ومهما يكن سبب
إحجام الناس عن الحديث في هذا الموضوع،
فقد  آن الأوان الآن يطرح سؤال حول هذا
الموضوع، وهو سؤال طبيعي سهل، هو بكل بساطة:
هل للمغاربة معجم؟

      في
عنوان « الدراسات المعجمية بالمغرب الأقصى »
جواب، للمغاربة دراسات ولا معجم لهم، هذا
الجواب صرح به الودغيري في كتابه قضايا
المعجم العربي في كتابات ابن الطيب الشرقي،
قال وكأن أنين الألم يتردد صداه بين كلماته
 » ومنذ البداية أبادر إلى القول إن من
أبرز الملاحظات التي يمكن لدارس هذا الموضوع
– وهو حركة التأليف الخاصة بقواميس اللغة
الشاملة في المغرب – أن ينتهي إليها بكل
بساطة، هي أن حصيلة ما بلغ إلينا علمه مما
أثمره النشاط اللغوي طيلة ما يزيد على أحد
عشر قرنا من (دخول الإسلام إلى المغرب إلى
منتصف القرن الثاني عشر الهجري) حصيلة هزيلة
لا تتجاوز ما يمكن عده على رؤوس أصابع اليدين.
على أن جل أو كل ما عرفه المغاربة في هذا
النوع من النشاط اللغوي لم يكن ليخرج عن
إطار الشرح أو التلخيص أو النظم لمجموعة
قليلة من القواميس الشهيرة، وخاصة منها
كتاب الجمهرة لابن دريد، وصحاح اللغة للجوهري،
والقاموس المحيط للفيروزبادي، فهذه القواميس
هي التي استأثرت باهتمام علماء المغرب
في أغلب الأحيان، فانحصرت جل أو كل كتاباتهم
حولها.

      وبعبارة
أخرى، إننا رغم طول البحث والنظر في المصادر
والمراجع التي اعتمدناها لم نعثر للمغاربة
على قاموس لغوي شامل يحاكي هذه القواميس
الثلاثة التي ذكرناها أو غيرها مما لم نذكر،
وإنما عثرنا على أسماء شروح وتلخيصات وأنظام
أغلبها ضائع، نعم هناك قواميس مغربية متخصصة
في بعض ألفاظ العلوم كالطب والتصوف، وأخرى
في غريب القرآن أو الحديث أو الفقه…ولكننا
لم نعثر على قاموس من القواميس اللغوية
الشاملة على شاكلة الصحاح أو غيرها. ومن
يدري؟ فقد تكشف الأيام المستقبلية بطلان
هذا الادعاء الذي ندعيه الآن بناء على ما
بين أيدينا من معلومات، وإن كنا نستبعد
ذلك لأنه لو وجد مثل هذا التأليف لما ظل
أمره مجهولا عند المؤرخين والمهتمين بطبقات
الرجال13« 

      وذكر
الودغيري أسماء دراسات معجمية مغربية تجاوزت
« ما يمكن عده على أصابع اليدين » :

  1. فتح القدوس
    على شرح خطبة القاموس : لأبي العباس أحمد
    بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي (تـ 1178).
  2. إضاءة الأدموس
    ورياضة النفوس في اصطلاح صاحب القاموس،
    للهلالي المذكور.
  3. إسعاف اللب
    الأنوس بالأهم المأنوس من مصطلح صاحب القاموس.
    للهلالي المذكور.
  4. سلم الطروس،(
    منظومة رجزية اختصر فيها إضاءة الأدموس)،
    لمحمد بن حبيب الله الجكني (تـ 1363هـ)
  5. الأنْفَس
    المأنوس في اصطلاح صاحب القاموس، لمحمد
    الحبين بن عبد القادر الفلالي ثم المدني
    ( كان حيا سنة 1243هـ)
  6. حلية العروس،
    لمحمد بن عبد القادر الكلالي الكردودي
    الفاسي (تـ 1268هـ)
  7. استضاءة الشموس
    فيما حوته إضاءة الأدموس، لمحمد الأمين
    بن عبد الله بن محمد الأمين الحُجَّاجي
    الجعفري الصحراوي ثم المراكشي (تـ1295هـ)
  8. الروض الأنيس
    في شرح استضاءة الشموس فيما حوته إضاءة
    الأدموس. للحجاجي المذكور.
  9. بداية الناموس
    في اصطلاح القاموس. أحمد الأمين الشنقيطي
  10. اختصار القاموس
    للشيخ حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج (تـ
    1232هـ)
  11. الوشاح وتثقيف
    الرماح في رد توهيم المجد الصحاح. لأبي
    زيد عبد الرحمن بن عبد العزيز العمري التادلي
    ثم المدني (كان حيا عام 1205هـ).
  12. حواش على
    القاموس. لمحمد بن أحمد بن محمد السوسي
    المراكشي المعروف بأكنسوس (تـ 1294هـ).
  13. تجريد المفردات
    الطبية الواردة في القاموس مع شرحها. لأبي
    الحسن علال بن عبد الله الفاسي الفهري (تـ
    1314هـ)
  14. إعفاء العين
    و الأثر من السقم والضرر. لأحمد بن محمد
    بن قاسم بن زاكور الفاسي (تـ 1176هـ).

      هذا،
وقد ذكر ستة كتب أخرى منسوبة لأعلام مغاربة،
أحد هؤلاء هو يحيى بن معط بن عبد النور الزواوي
المغربي تلميذ أبي موسى الجزولي (تـ 628هـ).

خاتمة:

      إن
حركة التأليف المعجمي بالأندلس لها مميازتها
الواضحة، وإن كان المعجميون الأندلسيون
قد استفادوا من أعمال المشارقة في هذا المجال،
فإن  مؤلفاتهم تحمل بصمات أندلسية لا
تخفى، فجميع من ألف في المجال أتى بجديد،
سواء في الشكل أم المضمونِ، وبتلك المؤلفات
وتلك الدراسات حققت بلاد الأندلس الاكتفاء
الذاتي في جانب المعجم، وقد رأينا كيف أن
التأليف المعجمي نحا أنحاء مختلفة تدل
على اهتمام الأندلسيين بهذا الجانب اللغوي،
علما أن من ألف في المعجم كانوا علماء موسوعيين
لهم مؤلفات في أفنان مختلفة من اللغة العربية.
ولعل مصيبة التأليف المعجمي في الأندلس
هو الضياع التام أو الجزئي الذين لحقه.

      إن
التأليف المعجمي المبكر المتمثل في كتاب
البارع للقالي (تـ 356هـ)، آية على أن علماء
الأندلس وعلى رأسهم القالي كانوا واعين
بأهمية الجانب المعجمي في اللغة، وهكذا
كانت الانطلاقة على يد القالي، ثم تكاثر
التأليف وتعددت مدارسه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Achrafouajda
    14/01/2010 at 22:01

    OMATONA Al Arabia majida bitarikhiha wahadiroHa sayatakadam Chokran lak makal ham

  2. يوسف يبضر
    27/10/2013 at 19:00

    دكرتني بكثير من المعلومات كنت قد بدأت أنساها هههه تحياتي احميدة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *