إنهم يشجعونهم على دشدشة عظامنا، وتكسير رؤوسنا
لقد استفسرنا
البعض عن سكوت النسيج المحلي الجمعي للآباء
عن الاعتداء الغاشم التي تعرض له الأستاذ
الفاضل « نور الدين صايم » بالثانوية
التأهيلية القاضي بن العربي بحي القدس
بوجدة، واتهمنا البعض بالتحيز إلى جانب
التلاميذ وتشجيعهم على العنف،و إرسال رسائل
خاطئة ، شكلت أضواء خضراء للمزيد من تعنيف
الأطر التربوية والإدارية، في إطار »
طاحت الصومعة علقوا الحجام »… مهلا علينا،
قد نتفهم بعض الردود الصادقة الغاضبة والرافضة
لما وقع، ونقبل انتقادها ولومها، لكننا
نرفض الأبواق المغرضة التي تتحين الفرص
للتشكيك في نزاهتنا الفكرية والأدبية،
وتستغل كل مناسبة لتبخيس مجهوداتنا والتحريض
ضدنا لمزا وغمزا…
إن المسؤولية الجمعية
تحتم علينا الانحياز للتلميذ عندما يكون
مظلوما، ونقف ضده عندما يكون ظالما، لأننا
لا نميز بين الأستاذ والتلميذ،مع حفظ
واحترام المقامات ، وفي جميع الحالات فنحن
نقف إلى جانب الحق، الذي يعلو ولا يعلو
عليه،وعلى كل حال، لا يجب أن تكون حادثة
القاضي بن العربي الشجرة التي تغطى « غابة
العنف »، لأن ما تعرض له الأخ يمكن أن
تتعرض له كل الأطر التربوية والإدارية
داخل المؤسسات التعليمية وخارجها ،ونحن
نعلم أن « السي نور الدين » لن يكون
أول وأخر من سيتعرض للعدوان،لهذا فالمرجو
من المتعجلين، أن يندرون حتى نخبرهم اليقين،ونقول
لهم سيكون واهما من يظن أننا نبرر العنف
أو نشرعنه، أو نستصغر ما قام به التلميذ
، وحتى نبرأ النفس ،رغم أننا لسنا متهمين
بشيء، وحتى لا يتسمر البعض باتهامنا بالوقوف
إلى جانب المعتدي ضد الضحية، نؤكد أن ما
تعرض له أخينا وزميلنا مدان بكل الكلمات،
وبكل لغات العالم ، و نعتبره عملا بربريا
مشينا، ومسا خطيرا غير مقبول بكرامة وسمعة
رجال ونساء التعليم ،ونعبر للمعتدى عليه
عن تضامننا المطلق وغير المشروط،،إلا أننا
في مثل هذه القضايا الداخلية كنا دائما
نحرص على البقاء على مسافة واحدة بين مختلف
الأطراف، ونحاول السيطرة على عواطفنا ،
لأن مثل هذه المشاكل يجب أن تقارب بدم وبأعصاب
باردة بعيدة عن التجييش، إننا نتعرض يوميا
للعنف سواء عن طريق وسائل الإعلام ، أو
من خلال المذكرات الاستفزازية، وتصريحات
المسؤولين التحريضية، التي تسبق وتعقب
الحراك النقابي ،والتي تشجع البعض على
السخرية من نساء ورجال التعليم، و »التنكيت
حول المعلم »، ولا يتكلم أحد ، ولا يحتج
أحد ،أسف،أسف، وحزين أن الأسرة التعليمية
لا تتحرك إلا بعد خراب روما ، وسقوط
الضحايا، لقد أصبحنا لا نعبأ بالعنف اللفظي
والمعنوي،الذي أصبح ظاهرة عادية ومقبولة
…ل
قد شجعوهم على دشدشة عظامنا، وتكسير
رؤوسنا ،باسم خطاب سطحي مغلوط ، وتفسير
ساذج لحقوق الإنسان وحقوق الطفل ،فأصبح
التلميذ حافظا عن ظهر قلب لحقوق وهمية،
وجاهلا جهلا كبيرا لواجبات فعلية، وشجعنا
لدية غريزة المطالبة بالحقوق وعدم الالتزام
بالواجبات، إننا نعترف بأننا لسنا ملائكة
،و لسنا شياطين كذلك، إننا بكل تواضع، ضمير
الأمة ومستقبلها، ولم نكن بحاجة لأمير
الشعراء للتدليل على مكانتنا داخل المجتمع،
ونحيل المشككين في ما نقول إلى أدبيات المنظمات
الدولية ذات الصلة للتأكد من ذلك.نحن مطالبين
بالوعي بموقعنا داخل المجتمع، لقد كنا
ولا نزال رقما صعبا في كل معادلة سياسية
أو مجتمعية… كيف يعقل أن أستاذا معروف
بإخلاصه، وجديته ومهنيته، ومحبته لتلامذته،
قضى حياته في خدمة أبناءنا بحب ونكرات ذات
،يتعرض داخل قسمه وأمام تلامذته ، »لكسر
لولبي » لذراعه الأيمن وما أدراك ما الذراع
الأيمن، وعملية جراحية ثقيلة، وفترة نقاهة
تصل إلى أربعة أشهر قابلة للتمديد،لقد
أصبح « السي نورالدين » عاجزا عن القيام
حتى بالأمور الحياتية الشخصية البسيطة،
بالإضافة إلى حرمان عدد كبير من التلاميذ
من دراسة مادة الفلسفة،وخلق مشاكل للموارد
البشرية المطالبة بتوفير الأستاذ المختص،
علما أن المادة تعاني خاصا هيكليا في الأساتذة،
ورغم كل هذا يبقى التلميذ حرا طليقا،إنها
لعمري شكل من أشكال المأسسة للعدوان على
المعلم ،لقد زرت مساء الاثنين 28 دجنبر2009
ثانوية القاضي بن العربي، واطلعت على تفاصيل
الحادث من أطراف مشهود لها بالنزاهة الفكرية
والأمانة، وخرجت مكسور الخاطر،مشغول البال
غاضب ومتألم،مما آلت إليه أوضاعنا،لقد
كان تلامذتنا يهدوننا هدايا قيمة بالمناسبات
اعترافا منهم بتضحياتنا وإخلاصنا في عملنا،
لكن التلميذ المجتهد » الماحي عصام »،سجل
أيها التاريخ ، يهدي أستاذه كسرا لولبيا،وصفائح
حديدة في جسمه، ، بمناسبة السنة الهجرية
1431، « هذا هو الكادو ولا أبلاش » … لكن
المسؤولية الجمعية تحتم علينا البقاء
على مسافة واحدة من مختلف الأطراف ومختلف
المتدخلين واستباقا للواقع المراد فرضه
من خلال المسار التي اتخذته القضية، وتفادي
أي تكييف مستقبلي للنازلة،ونظرا لكون المستوى
الدراسي للتلميذ المعتدي جيد،وأن حبسه
أو طرده ، لا يقدم قيمة مضافة لظروف عمل
الأسرة التعليمية، في ظل تقاعس الوزارة
الوصية، وعدم وضوح موقفها، و » كية اللي
جات فيه »،وأخذا بعين الاعتبار أن التلميذ
تلميذنا ،والأستاذ أستاذنا وأخينا، وأن
أحسن خدمة نقدمها له، وهو في ما هو فيه،
من معاناة نفسية ومعنوية ومن آلام وأحزان
امتدت إلى كافة أفراد عائلته، وامتثالا
لقوله تعالى « إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا
بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون »
، نهيب بكل المتدخلين اللجوء إلى موروثنا
الحضاري للبحث عن الحلول الملائمة لجعل
نهاية سعيدة لهذه المصيبة،تحفظ للأستاذ
كرامته و تعيد له اعتباره ، وتطيب خاطره،
و معاقبة التلميذ عقابا تربويا يجنبه الطرد
النهائي من الدراسة والقضاء على مستقبله،
علما أن « السيد نور الدين صايم » إنسان
طيب ومسالم، ومن الناس الذين قال فيهم عز
وجل »والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
والله يحب المحسنين »لقد علمت أن مجموعة
من الإخوة تدخلوا من أجل الصلح، ويظهر أن
المحاولة لم تأت أكلها، لأنها لم تأخذ بعين
الاعتبار الإطار الزمني،و أظن اليوم
أن النفوس قد هدأت، لهذا نطالب باستمرار
المحاولات الخيرة حتى تأتي أكلها، ونرجو
من الجهات التي تدعو للتصعيد التريث، وفسح
المجال لأصحاب النوايا الحسنة لاستكمال
مساعيهم ، انسجاما مع قوله تعالى » وإن
جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه
هو السميع العليم ». وتبقى بيانات الشجب
والإدانة وتوقيع العرائض أسلحة الضعفاء
والعاجزين،و عادات وممارسات هيكلية في
وعي الإنسان العربي، انظروا كيف حررت هذه
الأشكال النضالية فلسطين، واسترجعت الأراضي
المغتصبة، وفكت الحصار على المحاصرين في
قطاع غزة ،لقد تحولت هذه الوسائل إلى أدوات
لترضية الخواطر، وامتصاص الغضب، وتبرئة
الذمة،بينما نحن مطالبين بالجلوس أرضا،
وإيقاف اللغط واللغو حول تحميل المسؤولية
لبعضنا البعض، ودارسة ظاهرة العنف دراسة
علمية، وإيجاد الحلول الملائمة، ووضع خطة
تربوية جهوية ووطنية للتصدي لها، ستبقى
إشكالية العنف والعنف المضاد من أهم الأزمات
المستعصية داخل الحرم التربوي،هذه هي المواضيع
التي تحتاج إلى التكوين وإعادة التكوين،
وليس تلك التي لا تسمن ولا تغني من جوع،
إن ظاهرة العنف ظاهرة معقدة لا يجب التعامل
معها باستخفاف وموسمية، ذلك أن العنف مدرسة
،و اللا عنف مدرسة، وعلينا كأطر تربوية
أن نقوي المدرسة الثانية بالحوار والانفتاح
،و الحرية بدل القمع و رفض الأخر.
أتمنى للأخ
والزميل العزيز الشفاء العاجل، ونقول له
إن قلوبنا وسيوفنا معك، واعتبر مواقفنا
الثابتة والمبدئية، ذخيرتك الإستراتجية،
كما نعبر للأطر الإدارية والتربوية وكافة
تلاميذ ثانوية القاضي بن العربي عن مواساتنا
وتضامننا معهم في ما أصابكم، ونقول لهم
أنا مصيبتنا واحدة، ولا تنسوا قوله تعالى »
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »
صدق الله العظيم
12 Comments
قبل سنوات معدودة ، كان هم الأستاذ هو بذل كل ما في وسعه لمساعدة التلاميذ على التحصيل و التفوق . وفي المقابل، كان هم التلميذ هوالمسايرة و المثابرة و التنافس من اجل تحقيق الذات. اما مسألة لإنضباط لم تكن مطروحة على الإطلاق. بمعنى أنه كانت هنالك شراكة تربوية حقيقية بين الأستاذ و التلميذ مبنية على الخير و الإحترام المتبادل. و بعد فتح المجال الحقوقي المستورد من الخارج و تنزيله بحذافيره، عمد قليلوا البصيرة و منعدموا الأخلاق الى استغلال مجال الحريات و اتخاذه مطية لنصب الفخاخ و تمريغ كرامة المربي في التراب. لقد أصبحت ضروف العمل صعبة للغاية و أصبح القسم حلبة للنزال في المصارعة و الملاكمة و باقي انواع فنون القتال. انقلبت مهمة الأستاذ رأسا على عقب ولم تعد بحوزته الآليات الكفيلة ليضبط بها القسم كشرط أساسي في نجاح كل عمل تربوي. باتت أولويات الأستاذ ، و لا سيما في الوسط الحضري، هو الدخول الى المؤسسة التربوية و الخروج منها سالما معافى أو بأقل الأضرار والخسائر الممكنة حفاظا على ماء الوجه. سئمنا ظروف القسم المزرية، و انهارت أعصابنا، و تم الدوس على كرامتنا. لو فتحت الوزارة الوصية باب التقاعد النسبي، لبقيت المؤسسات التعليمية مهجورة. أف من هذا التعليم و من زمانه بعد أن أصبح شعار التلميذ » من علمني حرفا كسرت له عظما و صرت له عدوا ».
شافاك الله أخي نور الدين و لن يضيع حق وراءه طالب.
في الحقيقة ما يحتاج إليه السادة الأساتذة ليس هو التضامن الجامعي، بل التضامن التايكواندو. أو لنقل التضامن الكونكفو.
نصيحة للسادة الأساتذة، لا تهتموا فقط بالأقلام والمادة الرمادية، اهتموا كذلك بالكتلة اللحمية والعضلات، انخرطوا في أندية فنون القتال، فو الله ستحتاجون في يوم من الأيام تلك الفنون.
العبد القوي خير من العبد الضعيف.
ورد في المقال : ‘بيانات الشجب والإدانة وتوقيع العرائض أسلحة الضعفاء والعاجزين’
ماذا لو كان التلميذ هو من كسرت يده، وجمعت التوقيعات تضامنا معه. هل كنت لتقول ما قلته عن عرائض التوقيعات.
عليك أن تشجع اﻷساليب السلمية بدل تسفيهها.
إن ما جاء في كلام صاحب المقال شبيه بذلك الذي يأخذ العصاة من الوسط مع تحيز ظاهر للتلميذ و هذا شيءطبيعي حيث يمثل الجمعية و هو مشكور عن نواياه الخيرة رغم أنني لم اتفق معه في هذا التسامح الأعمى كما أن قراءتي لهذا الموضوع أكاد أشبهها بخلاصة الصحافة المصرية أثناء خروجها من المونديال على يد الجزائر حيث جل وسائل الإعلام ذهبت إلى تلفيق التهمة للغائب » و هي اسرائيل » رغم أن اسرائيل من بعيد تضحك على النازلة و هي نازلة العرب فيما بينهم و المقال أعلاه نجدعنوانه المتهم هو الضمير « هم » لحد الآن أتساءل على من يعود… في البداية يكاد القارئ يتخيل أن صاحب المقال سيختم بتطبيق المسطرة القضائية لكن العاطفة تستولى على مشاعره و تجعله يطلب العفو. إنكم يا أستاذي الكريم تحرجون الأستاذ صايم و جراحه لا تكمد إلا إذا قدم للعدالة و لمن يستصغر الحادث أذكره بالقولة الشعبية » ما يحس بالمزود غير اللي مضروب به
مع الأسف الشديد ،الأستاذ مظلوم و التلميذ مظلوم و المديرمظلوم و المفتش مظلوم ووو….مظلوم الجميع من خريجي المدرسة المغربية العمومية المظلومة
من خلال مقالك سيدي يتضح أنك تخفي وراء الغربال حقيقة لاتستطيع البوح بها وهي أنك متضامن مائة في المائة مع التلميذ رغم ماقلته من كلام معسول يغلب عليه الجانب الديني في حق الأخ نورالدين صايم
Ce type d’accident, croit de plus en plus. La classe n’est plus un lieu d’apprentissage, mais elle est devenue……. Pour cette raison, nous demandons aux autorités de revoir les lois concernant la gestion de la classe et pourquoi ne pas imposer un régime militaire??.
ان من يعتدي يجب ان يتحمل تبعات اعتدائه.اهكذا نربي رجال الغد؟ عقاب التلميذ المعتدي سيكون عبرة للاخرين ومن هنا تبدا كرامة الاستاذ.لماذا التفكير دائما في مستقبل المعتدين وايجاد ظروف التخفيف لانقاذهم من العقاب؟ اعتقد انه قدر رجل التعليم ان تداس كرامته داخل مجتمعنا ويشهد ضده زملاؤه في المهنة.اللهم الطف…
ما وقع لأستادنا الكريم يعطينا صورة عما آل اليه التعليم في زمن انهارت فيه القيم
ان هذا التلميذ لايستحق الرحمة ويجب ان يعاقب بالطرد من المؤسسة وبالسجن حتى يكون عبرة لغيره وحتى نحافظ على كرامة المدرس وهيبته. لان شعار كثير من التلاميذ اصبح:قم للمعلم وفه اتبهديلا**كاد المعلم ان يكون برميلا.
لقد كتب السيد حومين، جازاه الله خيرا ، مقالا مطولا و مستوفيا و أبان فيه عن حنكة كبيرة و نظرة ثاقبة و قدرة فكرية عالية قل نظيرها. لقد أفتى علينا كيف يمكن معالجة الأمور المستعصية بسرعة فائقة على شاكلة » كيف تتعلم اللغة الفرنسية في 5 أيام » و بطبيعة الحال سنعمل بفتوى فقيهنا. إذا لطمنا تلميذ على الخد الأيمن مددنا له الخد الأيسر. و إذاسألنا التلميذ عن السر في ذلك قلنا له إنها فتوى السيد حومين. و إذا قال من هو السيد حومين هذا قلنا له هو الشيخ مؤسس الزاوية الحومينية و هي أكثر شهرة من الزاوية التيجانية لمن
يريد النصح .
إن كاتب المقال يعتمد الإزدواجية في تحليله الذي بلغ أقصي درجات النفاق. نحن لسنا سذجا كما يخيل اليك و التقي الله في نفسك . مقالك تشجيع مفضوح على العنف ضد الأستاذ. كرامة الأستاذ غير قابلة للمساومة و لا تقدر بثمن.ألم تعلم بأن أب التلميذ صدر منه تهديد و وعيد في حق الأستاذ ؟ انك تصطاد في الماء العكر.