فتح الحدود مع الجزائرلن يتم إلا عبر بوابة الصحراء المغربية
لاثنين 4 ابريل 2005
أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن إلغاء التأشيرة على المواطنين المغاربة الراغبين في الدخول إلى التراب الجزائري. وهذا القرار جاء ردا على قرار مماثل كان المغرب قد أصدره قبل ثمانية أشهر، ووصفته الديبلوماسية الجزائرية بأنه قرار أحادي لم تتم استشارتهم فيه… وشنت بعض الصحف الجزائرية حينها حملة عدائية على المغرب في وقت كان من الممكن استغلال القرار للدفع بتحسين العلاقات بين البلدين وليس التشويش عليها. ومهما يكن فإن قرار إلغاء التأشيرة بين البلدين، وإن كان غير كاف، يمكن اعتباره خطوة نحو تحسين العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من التفاؤل بقرب فتح الحدود المغربية الجزائرية وفتح صفحة جديدة بين البلدين، إلا أن الواقع يفرض بعض الحذر لكون مجموعة من القضايا الأساسية لازالت عالقة بين المغرب وحكام الجزائر، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، والمواقف الجزائرية المعادية للمغرب في هذا الإطار، وهي مواقف لازالت مستمرة سواء من حيث الدعم المطلق للإنفصاليين أو من حيث تركيز
الديبلوماسية الجزائرية على قضية الصحراء في جميع المحافل الدولية، والترويج للأطروحة الإنفصالية وعرقلة الجهود الأممية لتسوية عادلة ونهائية للقضية. كما أن الخطاب المزدوج للحكام الجزائريين حول قضية الصحراء المغربية يطرح أكثر من سؤال حول النية في ترك قاطرة إتحاد المغرب العربي تسير، وخلق أجواء التقارب المغربي الجزائري لما فيه مصلحة المنطقة. فخطاب الحكام الجزائريين يوحي في ظاهره بأن الجزائر مع الشرعية الدولية ومع القضايا المبدئية، لكن في باطنه دعم للإنفصال ومس بوحدة المغرب الترابية. ورغم أن المنتظم الدولي، والدول الفاعلة في ملف الصحراء، توصلت إلى حقيقة أن قضية الصحراء مشكل مغربي جزائري، إلا أن المسؤولين الجزائريين لازالوا يعيدون ترديد أسطوانة عفى عنه الدهر من أنهم ليسوا معنيين بهذا المشكل وأنهم مبدئيون فقط(!) ومهما يكن فإن العلاقات المغربية الجزائرية لا يمكنها أن تأخذ طريقها الصحيح نحو التحسن، إلا بجلوس البلدين على طاولة الحوار بجدول أعمال نقطته الأساسية قضية الصحراء المغربية. وغير ذلك فإن الأمر لن يتجاوز حدود المناورة السياسية ومحاولة الطرف الجزائري ربح نقاط على حساب المغرب، لخدمة استراتيجية إقليمية تريد الجزائر تسخيرها لمصلحتها الخاصة. ويبقى جوهر المشكل قائما، وهذا لا يخدم مصلحة البلدين معا. تبقى الإشارة إلى أن خطاب المغرب واضح في هذا الجانب… فمنذ سنوات والمغرب يدعو إلى حل المشاكل العالقة مع الجارة الجزائر، في كليتها، لكن حكام الجزائر يريدون تجزىء المشاكل والحديث في كل القضايا إلا قضية الصحراء، رغم أنهم يعلمون جيدا أن هاته القضية هي المشكل الرئيسي وما عداها فهو شكليات يمكن تجاوزها بشكل سلس
.
حكيم بلمداحي
عن جريدة : الاحداث المغربية
Aucun commentaire