محاورة برج الناقوس للمئذنة بسويسرا
ذات يوم
نطق برج الناقوس الهرم المتعمق في القدم
صاحب التيه والفيش ودعوى الخبرة الفلسفية
والحكمة الكهنوتية والرسالة الرهبانية
المتلملمة من أمزاق الدهقانة الربية المصنوعة
بدهاليز وأروقة البيعة البولسية ،نطق مخاطبا
مئذنة الجوار الجديد القديم، الذي يؤبى
عليه المسكين قدمه بالانطماس والتزوير
المسوغين بثقافة التنوير والإشعاع الحضاري،
تحت قبة السماء وبأشعة الشمس الصفراء الذهبية
الصافية ودعوى الإشهاد العالمي الموثق
بهتانا بالبحث المنهجي بحشود من أرتال
بل وأرمدات المصطفين بمكاتب الجامعات
العملاقة ومنصات مدرجاتها التي أطبقت الدنيا
سمعتها.
نطق قائلا
لهدوء تلك المأذنة المسكينة المدعى عليها
الغرابة المثيرة للإشمأزاز.
يا هاته
الهائمة في صمت دؤوب ما بالك لا تتكلمين،
ألا يستفزك ما تسمعين، ألا يثيرك ما
تشاهدين، ألم يبلغك أنني لم أعد أطيق حضورك
هذا اللعين،ألا تعلمين أن الحنق بلغ بي
حد الشطط من شموخك هذا الغير العابئ بمستقبلي
الملتحق بصفوف الزمنى والمجانين، ألا تلاحظين
أن أبنائي يثيرهم فضول التطلع إلى معرفة
مخزونك الثمين، ما الذي دعاك إلى الاستطالة
علي في حيي وأنا أعاني فيه هجران أبنائي
وإعراضهم عني بما حبكوه من صناعة فضيحتي
جراء النقدة من كتاب أسلافك وأصحاب حلق
التدريس والمحوارة هناك بماضي حضيرة سقلية
ومثيلاتها من حواضرعمرانهم بالأندلس،
ثم ألاترين أن نذير شؤمك ملأ الدنيا ضجيجا
وصراخا منذ فجر الحادي عشر من سيبتمرسنة
ألفين وواحد جراء جريمتك الفادحة التي
جناها على العالم ابنك المسمى بن لادن ما
لك لاتريدين أن تتعلمي من الراشدين من أبنائي
الذين وضعوا لك منهج الحضارة الراقية الخالية
من أسباب الهلاك والدمار ،ألم يحذروك من
صناعة الصدام في الحضارة الوحيدة التي
هي الأزلية الحتمية رغم أنف الأنوف ونهاية
التاريخ، ولو أدى ذلك إلى محو التاريخ نفسه
وإعادته من جديد، لأن الراشدين من أبنائي
لا ينبغي أن يعوزهم شيء أو يقف في طريق ما
يشيدنه شيء، مهما كان لأن فلسفتهم الوضعية
أطلعتهم على كل شي، وعلمتهم كل شئ ،وأخضعت
لهم كل شيء بل ونحلتهم الربوبية والألوهية،
ولذلك قبلت منهم ما رتبوا لي من وضعي الجميل
المريح، وقنعت منهم بما ينالني من بهجة
أعياد رأس السنة، وبهارج حفلات المناسبات،
وطقوس المآثم ،وما يغدق علي من سخاء هدايا
الترميم والتزيين، حتى يتسنى لي استقبال
حشر وفود الزائرين، الذين يتملون من طاعتي
البهية، ويمتعون النظر فيما صنعه عباقرة
أسلافي من تفانين المعمار المعبرة عن رصيد
كهنوتي وما كان يفعله قداسي الجليل من التطهير
للمصلين والمتبتلين، عبر طماطم القداس
المبعدة للأرواح الخبيثة والسواكن الشريرة،
هكذا صنعت لي أمجادي أجيال أسلافي وهكذا
فعل بي الراشدون والعباقرة من أحفادهم
فما كان علي إلا أن انسجم وأرضى متنعمة
في هدوء ضجيجهم الهادئ الممتع الساكن حتى
حضرت تفسدينه على وتشوشين ما رتب بحيي ،مقدما
إلي، ويلك ألا تخافين غضبة أبنائي، أما
يكفيك ما حصل عليه أبناؤك من سخاء وكرم
حضارة أبنائي حيث سمحوا لهم بامتلاك
ما هجروه من المباني القديمة وجعلها مأوى
لما هو عندهم عبادة ألم يعد يكفيهم ذلك
حتى أحضروك لتمثلي هكذا أمامي، في شموخك
هذا ،المجعز المدجر، ويلك ألم يقل لك عباقرة
المؤرخين من أبنائي، إنك كنت زورا واستعمارا
دمويا مبغوضا، دمر بك أسلافك هيبتي، وتطاولوا
على حقي وملكي، ملكي للناس كل الناس حقي
الذي ملكنيه ربي، وابن ربي، وأم ربي، هذه
التي هي جميعها ربي وملك ربي حتى ظهر غزاة
أسلافك الذين دمروا ــ كما يقول عباقرة
مؤرخي أبائي ــ ونهبوا وسفكوا الدماء،
وقتلوا ،وسرقوا، حتى اغرقوا سفنهم وهم
راجعون بما حملوا عليها من أجراسي الثقيلة
، من شدة ما بهم من الغباء ،الم نقل إن هذه
القصة قد انتهت إلى غير رجعة….؟؟؟
2 Comments
Bonjour,
Je suis très ravis de lire cet article qui a su avec habilité et délicatesse nous montré l’orgueil de l’autre, qui n’a pas cessé de nous montrés sa haine en verre nous musulman depuis la nuit des temps, nous a h ébloui avec sa civilisation à tel point que nous lui pardonnent tout ce qu’il nous fait,nous savent tout, mais malheureusement on fait la politique de l’autruche.
Jusqu’à quant allons nous réveiller de notre profant sommeil… ???
المقال حسب فهمي المتواضع ادبي من الطراز العالي ولذلك فهو يحتاج الى شرح من صاحب المقال حتى يمون في المتناول ويفهمه الجميع، ومع ذلك احيي الكاتب بحرارة عن هذا المستوى اللغوي الكبير