جماعة كفايت بإقليم جرادة :رؤية من أجل تنمية القرية.
يبلغ عدد سكان جماعة كفايت التابعة لإقليم جرادة برسم سنة 2008 حوالي 2469 نسمة،و هي تتكون من 538 أسرة، وهي مكونة من ثلاث دواوير و هي الزاوية العليا و الزاوية السفلى و دوار الواد الحي ،وقد تقلص عدد السكان مقارنة يإحصاء سنة 2004 ب 64 نسمة أي بمعدل سنوي 1.80-./. ،كما أن الكثافة السكانية بالجماعة تقدر ب 2.46نسمة /كلم2 و هي ضئيلة بالنسبة لإقليم جرادة التي تقدر ب 12.5 ن/كلم2 ،أما نسبة الأمية فهي جد مرتفعة خاصة في أوساط النساء و التي تتجاوز 65.84./..
لقد أفرزت الانتخابات الجماعية الأخيرة 13 مستشارا قرويا ينقسمون حسب مستواهم الثقافي على الشكل التالي:03 من أصل 13: أميون أي بنسبة 23.07./.، و 1 من أصل 13 ذو مستوى ابتدائي(7.69./.)،و 04 من أصل 13 ذووا مستوى ثانوي و منهم مستشارة (./.30.76) و 05 من أصل 13 ذووا مستوى جامعي، ومنهم مستشارة (./.38.46) ،و من خلال مستوى المستشارين نستشف أن 09 من أصل 13 لهم مستوى ثقافي جيد أي بنسبة 69.23./. ، و بالتالي يمكن إن امتلكوا الإرادة أن يقودوا قاطرة التنمية بالجماعة ، لكن لابد من تسجيل بعض المثبطات على المستوى البيروقراطي و الإداري و التي تحتاج إلى تحفيز من قبيل:
1-التكوين المستمر للموظفين حتى يتسنى لهم مواكبة ما يجري من تحولات و غرس الحس التنموي لديهم،
2-هيكلة الأقسام و إدخال مجال المعلوميات لديهم،
3-تزويد الجماعة بأطر تقنية و مهندس و هذا المشكل تعاني منه الجماعة بشكل كبير،
4-الإنفتاح على شراكات و وطنية و دولية لتجاوز قلة الموارد المالية.
5-خلق مخطط التهيئة العمراني،و حل مشكلة الوعاء العقاري.
6-خلق مخطط التنمية الجماعي (Plan de développement communal)،لأن ما قامت به منظمة اليونيسيف يجب أن يدعم بدراسات من طرف مهندسين و مكاتب دراسات مختصة في التنمية المندمجة.
آفاق تنمية القرية:
أ)المجال الفلاحي : قبل الحديث عن الآفاق التنموية لجماعة جماعة كفايت لا بد من الإشارة إلى شيئين أساسين و هما:
1-إن اقتصاد جرادة الذي كان يعتمد على الإقتصاد الأحادي المنجمي ،و إغلاق هذا المنجم فتح الباب لكي تكون كفايت من أهم البدائل السوسواقتصادية للإقليم في المجال الفلاحي و السياحي.
2-إن قرية كفايت تسيرها جماعتان قرويتان و هما جماعة كفايت و جماعة لبخاتة، و أن هذا التقسيم الذي ليس له أي فائدة،جاء في سياق فترة عاشها المغرب ، و هي الإكثار من المنتخبين من أصل قروي، لتدعيم الثلث في مجلس النواب ،أو مجلس المستشارين ،باعتبار أن مركز ثقل الساكنة كان متواجدا بالقرية، و أن السلطة المركزية كانت تعتمد على البادية المغربية و على الفلاح المغربي لتمرير خطاباتها و خدمة أجندتها،و هذا ما عبر عنه واتربوبي.
أما الآن فإن مركز ثقل الساكنة متمركز في المدينة،فإنه من الأجدر توحيد الجماعتين،للم شمل أطر القرية،وتوحيد جهودهما،و في هذا المقام لابد من الإشارة هنا أنني سأتحدث عن جماعة كفايت و ليس عن جماعة لبخاتة رغم أن مشاكلهما واحدة.
تتوفر قرية كفايت على فرشة مائية كبيرة تابعة لفرشة « عين بني مطهر » التي تعتبر الثانية في المغرب بعد فرشة « سايس » من حيث الإمكانات و الاحتياطات المائية ،و هي فرشة متجددة،لكن يلاحظ أن المساحة المسقية لا تتجاوز 350 هكتار ،و المياه لا تستغل ليلا، و تذهب هباء إلى الواد،كما أن هذه المساحة لا تكفي لساكنة ما انفكت تتزايد، و أن العامل البيولوجي و الوراثي يساهم في تقسيم الأراضي،وأن أغلبية القطع الأرضية لا تتجاوز ربع هكتار،مما يزكي فلاحة معاشية،كما أن الحدود التي تقسم الأراضي(المسماة في كفايت بالبادو) أضحت تشغل أكثر من ربع المساحة الغير المستغلة،و لهذا فإنه أصبح مطروحا توسيع المدار السقوي ليشمل دوار الواد الحي ، وذلك من خلال القيام بمشاريع نموذجية ناجحة تكون أساسا لتشجيع الفلاحين للإقبال على الإستثمار خاصة في مجال زراعة أشجار الزيتون و الزراعات العلفية،و تربية المواشي و تثمين السلاسل الإنتاجية .لذا تجدر الإشارة إلى أن السياسة الحكومية ماضية في اتجاه تشجيع الفلاحين،من قبيل المخطط الأخضر الذي من بين ركائزه تشجيع الفلاحة التضامنية في المناطق الصعبة،كما أن برنامج »Challenge Millénium » سيتدخل ابتداء من سنة 2010 في المنطقة الشرقية و الذي يروم زراعة مليون شجرة.و هنا أود تسجيل بعض الملاحظات حول العوائق البنيوية التي أضحى تغييرها ضرورة ملحة من قبيل:
1-الإشكالية القانونية للعقار الفلاحي ،حيث أن أغلبية الأراضي الكائنة بمنطقة الواد الحي هي أراضي ذات ملكية جماعية،الشيء الذي لا يساعد الفلاحين الكبار على الإستثمار. و هذه إشكالية كبرى في المغرب،وحسب بعض الأخبار فإن الدولة ربما تفكر حاليا في طرح « مدونة الأرض » أمام البرلمان لتحفيظ بعض الأراضي ذات الملكية الجماعية حتى تسهل الإستثمار ،و مخطط المغرب الأخضر وقف على المشكل القانوني للعقار الفلاحي،لكن الإشكال أصعب نظرا لارتباطه بتوازنات اجتماعية.
2-وجود عقلية محلية للساكنة منغلقة على ذاتها ،ترفض من يأتي للإستثمار في الميدان تحت يافطة « البراني » ،إنهم » ما يخدمو،مايخليو اللي يخدم »،
3-شباب كفايت لم يعد يؤمن بقوة العمل،و تخلى عن الأرض كقيمة،و أضحى يؤمن بالربح السريع من خلال التفكير بالالتحاق بالإلدورادو الأوروبي ، هكذا نجد الشباب يبيع أرضه و يقبل على الهجرة حيث يذهبون للعمل في حقول الطماطم بجنوب إسبانيا ،فبعدما كانوا مالكين أصبحوا « مملوكين » في كيطوهات حقول فلاحي مورسيا ،وقد عادت نسبة كبيرة منهم بعد اندلاع الأزمة التي عرفتها إسبانيا.
4-نقص في تأطير الفلاحين في مجال خلق التعاونيات،و مجال الأمراض النباتية،و التسميد،و امراض المواشي و في التأطير النقابي. مع العلم أن هناك تعاونيتين محليتين ،واحدة لجمع الحليب و أخرى لتربية المواشي و اللذان يقومان بدور فعال في التنمية المحلية.
زيادة على أفق تطوير الزراعة تربية المواشي،هناك آفاق واعدة في تربية النحل،و تثمين المنتوجات المحلية،كزراعة الأعشاب الطبية.
ب)المجال السياحي و الثقافي:اعتبارا أن المساحة المسقية بالقرية و التي لا تتجاوز 350 هكتار لساكنة تتزايد،لذا فإنها لا بد أن تنتقل هذه المساحة من الفلاحة المعاشية إلى مجال السياحة التضامنية و الثقافية،من خلال بناء منازل بمواصفات تقليدية،و زرع منتوجات من نوع « bio » خالية من المواد الكيماوية،و استقبال السياح ،و تكريس سياحة نظيفة بطريقة استباقية لا تمس الخصوصيات الثقافية والروحية للقرية ،كما أن المنتجع السياحي لكفايت لم يعد كافيا لإستيعاب الأعداد الهائلة من الزوار،في الفترة الممتدة ما بين شهري مايو و شتنبر من كل سنة ،كما أن بنيات الإستقبال السياحي شبه غائبة،و المحلات الموجودة لا ترقى إلى السلامة ،والخدمات المقدمة بدائية،رغم المجهودات التي تقوم بها جمعية كفايت للثقافة و التنمية في المجال، لذا يتوجب:
1-خلق تنظيم تعاوني لمستغلي المحلات الكائنة قرب المنتجع السياحي.
2-إعادة بناء و هيكلة هذه المحلات حتى تستجيب لمعايير العمران المحلي،و و مراعاة الجمالية،و التنسيق،و ذلك مع منظمات وطنية أو دولية،مع إشراك المستفيدين.
3-إدماج قرية كفايت من خلال دورة إيكوسياحية(circuit écoutouristique) تبدأ من تافوغالت مرورا بكفايت و الوصول إلى فكيك،فالمحطة السياحية الكبرى لمدينة السعيدية التي بنيت في إطار المخطط الأزرق تشكل خزانا يجب استثماره،فالسائح يريد أن يتعرف على المنطقة و معرفة الخصوصيات الثقافية و الإيكولوجية.
إن جماعة كفايت تتميز بوجود زاوية » سيدي بن عبد الرحمان » التي تحتفل كل سنة بموسم وليها الصالح،و يتم استقبال عدة زوار ،الذين يأتون للأكل و الشرب،و في هذا الإطار اقترح على فعاليات القرية من أعيان و أشخاص ذوي تجربة و من منتخبين و فعاليات مدنية، ومن مثقفين من أجل خلق موسم ذي بعد اقتصادي و سياحي ،تعرض فيه المنتوجات الفلاحية و منتوجات الصناعة التقليدية و يشكل رواجا اقتصاديا للقرية ،على أساس أن يحمل هذا الموسم شعار ،و ينفتح على وسائل الإعلام ،و تقدم من خلال الموسم ندوات حول دور الزاوية التاريخي،و ،و تقديم سهرات في المديح و السماع ،و خلق مدرسة لتحفيظ القرآن و القيام بحملات طبية مجانية لفائدة الفقراء.فأهل كفايت محتاجون للجانب الروحي،و الزاوية أضحى لها دور هام في محاربة الفكر المتطرف. فالزاوية البودشيشية جمعت مؤخرا 10.000 فردا من شبيبتها،لا يستطيع أي حزب سياسي في المرحلة الحالية جمع هذا العدد.
إن قرية كفايت محتاجة إلى لم شمل جميع فعالياتها و أطرها و أعيانها من أجل تنميتها. و على الكل أن يتحمل المسؤولية.و وضع القطار على السكة،
2 Comments
و الزاوية أضحى لها دور هام في محاربة الفكر المتطرف* كنت اضن أن الزوايا هي منبع الفكر المتطرف…**
مقال جميل حبدا وجد الارادات العاملة والعزائم الفاعلة