الاصلاح وأحزاب العقلية المأزومة
الإصلاح وأحزاب العقلية المأزومة
من العبث الكلام عن إصلاح الشأن العام بالمغرب في ظل أحزاب العقلية المأزومة. فالإصلاح لا يهتدي إلا بالعقلية التي تؤمن بنبل العمل السياسي, وتمارسه ضمن إطار التعاقد الأخلاقي الذي يستمد مصداقيته من لغة الوضوح, والحقيقة التي تحترم قواعد التواصل, وترسخ ثقافة سياسية تتجاوز المصالح الشخصية, والفئوية الضيقة, وتسعى إلى تحقيق الإصلاح لمواجهة التحديات, دون الإحالة أو الانقياد مع الأهواء والنزوات الحزبية التي تكبل الإصلاح , وتفرغه من محتواه, ليصبح آفة تنهش المجتمع, وتجعله عاجزا عن خلق توازن بين طموحه وواقعه.
إن أحزاب العقلية المأزومة جعلوا المفاهيم الإصلاحية تصاب بالانفصام الدلالي, وكبلوا آليات العمل السياسي, وشلوا فعاليتها, وتواصوا بالرؤى المغلقة, فافسدوا الإصلاح ,وصيروه إشكالية مستعصية,ومعادلة خاطئة في رؤيا السياسية إلى قوى المجتمع المغربي. ومرد هذا العبث إلى افتقار الأحزاب إلى العقلية المأدلجة التي تسعى للإصلاح انطلاقا من الضوابط الموضوعية للعمل السياسي, وتحت سقف سيادة القانون ليصبح الإصلاح أداة , لتجاوز النقائص, وإلغاء الفساد والجور, والسعي إلى التغيير نحو الأفضل.
إن فداحة المخاطر الملمة بالمشهد السياسي بالمغرب, والتحديات التي يتخبط فيها من كل جانب هي نتاج الإصلاح الأخرق الذي مورس من أجل حاجة في نفس ( الأحزاب ), وواقعنا المترنح يوفر الحجة والدليل على سوء التدبر والتدبير.ويمكن تسجيل الكثير من المسالب على ( الأحزاب )بسبب تعاملها مع الإصلاح من منظور ضيق يفتقر إلى الأساس النظري السليم المبني على مبدأ الشفافية في معالجة القضايا المهمة. وفي ذلك تكريس لمنطق المشاركة والإشراك, واحترام المواطنة لاستعادة الثقة المفقودة.
إن أحزاب العقلية المأزومة تعاني من كافة أشكال الخلل على المستوى التنظيمي والهيكلي والتدبيري والبشري مما جعل جل مبادرتها تشي بمفارقة عجيبة وصادمة تتجلى بوضوح في عضها بالنواجذ على كراسي السلطة والتسلط, وإصرارها على البقاء جاثمة على صدر العباد, وكدها وجدها لإيجاد إستراتيجية كيدية ترتع من نتانة سياسة العار, غير مبالية بمصالح الشعب الذي أقحمته في بؤرة الفساد. ولدرء فعلها المخزي ترفع شعارات الإصلاح الإلهائي, وتحبك في العلن والخفاء المكائد, وتزكي الخروقات, وتبارك الحل والترحال, وتؤمن بيع وشراء الذمم, لأنها أحزاب تدار ( بالأسلوب السوقي ). والغريب في الأمر أنها لا تجرؤ حتى على الاستحياء, بل تلوذ برفع وتيرة هدير إفلاسها السياسي, لأن الحياء ذاب على أرصفة بروتوكولات سياسة العجز الدائم التي أقبرت فرص التباري النزيه بين البرامج والمشاريع القادرة على تحقيق التنمية البشرية الشاملة والديمقراطية.
إنها أحزاب كاذبة خاطئة, لا تبقي ولا تذر للإصلاح أثار, إفلاسها لواح للبشر,بحجم حزن الشعب اللامتناهي الذي يغضب الوطن . فسلامتك من الغضب ياوطن .
Aucun commentaire
ماذا تقترح كل ألاحزاب سيئة انت فقط وانت لوحدك ترى ما لا يراه غيرك « إنها أحزاب كاذبة خاطئة, لا تبقي ولا تذر للإصلاح أثار, إفلاسها لواح للبشر,بحجم حزن الشعب اللامتناهي الذي يغضب الوطن . فسلامتك من الغضب ياوطن » . فتفضل يامنقد العباد وعالج العقلية المأزومة كما تقول أم أننا نأزم المأزوم ونخفي خيبتنا وعقم فكرنا . ونختبؤ خلف الشعارات التي لا تفيد بشيء . يجب أن تدرك جيدا لامجتمع بدون تنظيم ولا تنظيم بدون مجتمع ، وأن ما تسعى إليه وهم نتيجته الحقد المبني على تصور عقيدي ليس إلا . الوطن آمن ما دام فيه الشرفاء المؤمنين بالعمل الحزبي والجمعوي ولديهم القدرة على مقارعة العدميين والظلاميين . ويحملون مشروعا مجتمعيا لا شعارات تهيجية تبخس كل شيء وتحطم حتى أحلام الأطفال الصغار . أن الأفكار الكاذبة الخاطئة لا تفيد في شيء سوى في تأجيج عواطف الناس وزرع اليأس وإيهام الناس بقرب الساعة وتلكم الكارثة . فلا حياة مع اليأس والخوف من المستقبل .
لقد بدءنا الاستقلال بحزب واحد و الآن تجاوزنا الرقم القياسي العالمي في تفريخ الاحزاب و السبب هو أن تاريخ النضال السياسي في هذا البلد العزيز مر من مراحل عصيبة افرغت الساحة السياسية من المناضلين الشرفاء الذين يتوفرون على رؤيا فمنهم من اغتيل و من من سجن ومنهم من لا اثار له لحد الآن و اصبحت الممارسة السياسية في جلها لذخلاء يدعون السياسة و لاتهمهم سوى مصالحهم ويركبون مفهوم الديموقراطية لتحقيقها (مبدء الاغلبية) و أتمنى ان ينقشع الضباب و نتوفر على متجزبين يضعون مصلحة الشعب فوق كل اعتبار و فضح المتلاعبين من السياساويين اللذين يشوهون العمل السياسي.
من لم يكتب عن الحقائق المغيبة يستحق نار الغضب.إن مقالتي تنتقد مقومات العقلية المأزومة وهذا من باب الإقرار بأننا نعيش مرحلة تتحمل أوصافا مختلفة وكنايات لم تخطر بالبال لولا الخروقات المخزية التي انتابت المشهد السياسي بالمغرب , وأخرها المهزلة المبكية ( انتخاب ثلث مجلس المستشارين) . نحن في زمن يحتاج فيه الوطن إلى من يصدقه القول و الفعل , ولكل منا الحق في اختيار منهجه الفكري و قناعته , وكل اختلاف في الرأي مسوغا لكن لا يجب الاختباء خلف حجة الاختلاف في الرأي لإصدار أحكام جزافية ,حتى لا تفسد للود قضية , ولا نسقط في فخ الثرثرة المدمرة الداعية إلى الانكسارات الملونة بالزيف . كل مواطن له الحق في البحث عن مصوغات وأسباب رداءة العمل السياسي ,الذي ترقيه الأقلام المرائية التي تكيد للوطن كيدا ,وتنعث القابضين على توابث هذا الوطن جمرا بالفتانين .
غيرتك على انتمائك التحزبي, واندفاعك لتبرئة أحزاب… ينم عن إيمانك بعقليتهم التي ترى فيها مايقر عينك ويثلج صدرك أنت وحدك دون سواك يا منقذ أحزاب…. كيف صنفت الإدلاء بالرأي, وأحلت صاحبه على قفص الاتهام, ونعت فكره بالخيبة والعقم.اعلم أن من آداب الحوار و التحاور أن لاتبخس الرأي الآخر. فهل سرد حقائق يعرفها كل مواطن مغلوب على أمره يعد شعارات لاتفيد في شئ؟ طيب منك نستفيد ومن صولاتك وجولاتك الحزبية و أتمنى أن تكون يا امبن أمينا مع نفسك. هل أحزاب… تؤطر المنتمين لها تاطيرا ايديلوجيا يخدم الشأن العام؟ هل مقرات أحزاب…المغلقة و المنغلقة تحتضن المتحزبين وتهيئ لهم الوسائل لترسيخ ثقافة سياسية ترفع من شان الوطن و المواطن؟ متى عقدت أحزاب….مؤتمرا في زمنه المحدد من اجل إصلاح ذات البين للاتفاق على تقرير إيديولوجي يحدد برنامجا سياسيا لالبس فيه .
أما عن ادعاءك بان الدافع للإدلاء برأيي هو (الحقد المبني على تصور عقيدي) صدقت فعقيدتي راسخة على حب هذا الوطن وحقدي لايساوم على من يساوم عليه . وآمل -وما أضيق الوطن لولا فسحة الأمل- أن يتكاثر الشرفاء الغيورين القادرين على لم الصفوف وتوحيد الكلمة لا على (مقارعة الصفوف) لان الله لعن من أيقظ الفتنة وهي نائمة وابغض ما ابغض هو ملأ الفراغ بالفراغ , وبيع أحلام اليقظة (قولوا العام زين) .فالتفاؤل المنبثق من التغليط و المغالطة خداع , وأنا لست حزبويا لا أطبل و أزمر وأبارك لسدنة المزارات طلبا للعطاء. فالوطن وحده هو الذي يسع ويتسع لأبنائه البررة (ملح هذا البلد) أصحاب الهمة وسادة العزة بعرقهم أتعطر وفي ظلال سواعدهم أتفيأ, اغضب لغضبهم, و الويل لمن يغضبهم . فلا خوف على مستقبل هذا الوطن لأنه معطاء,ورغم كيد الكائدين سيبقى منتصب القامة , مرفوع الهامة. الخوف كل الخوف على من باع الغالي بالرخيص و ظنت به الظنون أن عقليته….تفتقت على عبقرية إقحام الوطن في دوامة المغالطة.
وختاما تحية إخلاص وصدق لكل مناضل غيور على هذا الوطن الذي أتمنى أن لايغضب.
ملحوظة : من أدبيات النقد التعامل مع النص كبنية وليس ككتلة دون بثر أو انتقاء. لقد بثرت محصلة المقال وبنيت عليها طرحك
يا أمين الله يهديك لنكن واقعيين و لنتكلم بمنطق رياضي سليم بعيدا عن التطبيل و التصفيق . ماذا حققت احزابك للمغرب؟؟؟ اليسار كذب على المغاربة و ارسل ابناءه لغياهب السجون و المقابر باسم الثورية و الاشتراكية و المعارضة حيث كان يعتبر النظام الملكي غير شرعي واحزاب اليمين بكونها ادارية لكن بعد حين سيعود قادة هذه الأحزاب ليقبلوا يد الملك نصره الله و يتقاضون الأجور السمينة من خلال سطوهم على الكراسي الوزارية و البرلمانية. بل و الأكثر من ذلك تحالفوا مع البصري و مارسوا العنف و القهر و التجويع حتى اصبحنا نرى ابناء هذا الوطن يلقون بنفسم في البحار و بناتنا يبعن اجسادهن. و وزراؤنا يركون افخر السيارات و يأكلون ما لذ و طاب ناسين شعاراتهم البراقة .
انظر لحال المغرب بعد 50عام من الاستقلال بطالة فساد فقر امية هجرة سرية…. و انظر لحال اسبانيا التي تمتلك احزاب تحترم نفسها وتطبق وعدوها وتفعل ما تقول. اما نحن فاحزابنا عبارة عن جوطية انشقاقات و زعماء خالدين مخلدون و مؤتمرات مؤجلة و فاشلة و صراعات مع النقابات زيادة في المواد دون الزيادة في الاجور .
الاحزاب بيمينها و يسارها جرت المغرب نحو الهاوية و خصوصا اليسار الذي عطل تقدم البلاد بمؤمراته و انقلاباته.
لقد اصبح الأن الملك هو الضمانة الوحيدة في هذا البلد
الله يهديك يا امين قول أمين
تقام صلاة الجنازة على الأحزاب المغربية
حزبي وأفتخر بانتمائي وأعتز بسنوات النضال والإحتجاج ، أععتز بكل ساعة قضيتها مع رفاقي في النضال ولم تذهب وقفاتنا الإحتجاجية سدى ، حققنا ما كنا نطمح إليه في حده الأدنى ولو أن طموحنا كان أكبر من ذلك . الآن المغاربة يتمتعون بوضع أحسن بكثير مما كانوا عليه سياسيا وإجتماعيا واقتصاديا بل ودوليا شتان بين مغرب اليوم ومغرب الأمس ، بين مغرب التسامح ومشرق التشدد والإنغلاق . ولم نكن يوما نجهل أو نتجاهل المشاكل التي نعيشها داخل الحزب مشاكل بنيوية تتعلق بالدرجة الأولى بالعقليات المكونة للحزب ، عقليات لم تدرك بعد أهمية الديموقراطية وأخلاقيات العمل الحزبي . ورغم ذلك تابرنا ولم نكن إنتهازيين ولا وصوليين ولم تكن نظرتنا آنية بل كان المستقبل والمحيط الداخلي والدولي يحكم تصوراتنا . وكان من بيننا شرفاء وجنود ظل همهم الوطن والمواطنين . ولكن أزمتنا كانت مع المواطن والمثقف وما شابه . اولئك الذين يبخسون كل شيء وينشرون الفكر المأزوم واليأس؛ وأزمتنا أن المواطن والمثقف لم يكن لديه الإستعداد للمغامرة في التجربة الحزبية والجمعوية أيام الرصاص . وكنا وحدنا نتحمل مشقة المبارزة والحضور الدؤوب والممل لتفويت الفرصة على ما وصفتهم بأصحاب العقل المأزوم . أزمتنا هو أن المواطن والمثقف تخلى عن واجباته وأصبح يطالب فقط بالحقوق : تخلى عن واجبه الإنتخابي ولم يعمل أي شيء لصيانة صوته من الإختلاس ؛ تخلى عن حقه في الإنتماء ووقف موقف المتفرج أمام الهلع الذي كان يعيشه ؛ تخلى عن واجبه الإجتماعي والثقافي …. كل ما قاما به هو الإنزواء والإنتظار حتى يزول الخوف . سنوات ونحن نقارع الإدارة والإنتهازيين والوصوليين ، وأولئك الذين يستوردون الأفكار والتمويل وهاي الوهابية تعشش في بيوتنا وتدمر ما بقي من أثار البيئة المتسامحة والطموحة ،وهاهو الفكر المتكلس والجامد يأخذ مكانه وهاهو المجتمع يعيش أزمة ضمير . لم أكن أقصد من ردي الإستخفاف أو ما شابه بل الغيرة التي حركت قلمك هي نفسها جعلتني اشاركك الهم لكن بشكل مخالف لأن الطوفان سيأتي من تركيز الفكر المأزوم ونشر اليأس وإقناع العامة والخاصة بأن لا شيء تغير. إذا أردنا الحقيقة هي أن المثقفين وما شابه تخلوا عن دورهم وكان عملهم باستمرار يتخذ طابع المقايضة ؟ فالفكر التبخيسي أداة جيدة للتهييج والتجييش ومن هنا يأتي الطوفان، ولن يكون الأمل ممكنا عندها تعم الفوضى . من يزرع العاصفة يحصد العاصفة.