مرضى السيليكوز بجرادة..لماذا الإعتصام المفتوح؟
يخوض حاليا نفر من مرضى السيليكوز بمدينة جرادة اعتصاما مفتوحا أمام بناية باب مستشفى ابن رشد السابق الذي كان يتكلف بتقديم الخدمات لصالح مرضى السيليكوز و ذلك كان نتاج الإتفاقية الجماعية لإغلاق مناجم جرادة خلال سنة 2001 حيث تم تزويده بآليات و تجهيزات من قبيل قارورات الأوكسجين جهاز الراديو و ميكروسكوب عالي الجودة،و بعد الزيارة الملكية لإقليم جرادة تفضل جلالة الملك بتدشين المستشفى الإقليمي ، حيث تم تزويده بتجهيزات حديثة في كل التخصصات بما فيها تلك التي تخص مرضى السيليكوز مما يعتبر قيمة مضافة بالنسبة لمدينة جرادة و لساكنتها التي كانت تعاني من التنقل إلى مدينة وجدة و ما يترتب عليه من مصاريف إضافية.و يتذرع هؤلاء المحتجين على شيئين أساسين وهما:
1-بعد المستشفى الإقليمي .
2-مآل التجهيزات المتواجدة بالمركز السابق.
قبل الإجابة عن السؤالين لابد من التذكير أن المستشفى السابق ابن رشد لم يعد صالحا من الجانب الصحي لأن نسبة الرطوبة تتجاوز 80./. مما يشكل خطرا كبيرا على الجهاز التنفسي للمرضى الذين يعانون أصلا من عدة صعوبات في الرئتين،زيادة على الشقوق في حيطان هذا البناية الشيء الذي يعرض حياة المرضى للخطر، كما أننا أمام واقع جديد و هو تواجد معلمة أساسية و هي المستشفى الإقليمي الذي يقدم خدمات في المستوى .أما فيما يخص بعده فأنا أتساءل عن ماذا هذا المستشفى بعيد؟فكما نعلم فمرضى السيليكوز لايمتلكون القدرة على التحرك – ولو كانوا قريبين إلى مكان مستشفى ابن رشد السابق- و بالتالي فحاجتهم إلى سيارة للوصول إلى ابن رشد أو المستشفى الإقليمي هي من باب الضرورات،كما لا يجب أن ننسى أن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بجرادة التزم بتوفير نظام SAMU و الذي يقتضي أنه مباشرة بعد التوصل بمكالمة هاتفية من المريض،فإن سيارة الإسعاف التابعة للمندوبية تهرع إلى المكان لتقديم الإسعافات الأولية للمريض،لهذا يمكن القول أن بعد المستشفى الإقليمي ليس له أي مبرر.
أما فيما يخص مآل التجهيزات،فكما في علمي أن هذه التجهيزات قد تم نقلها إلى المستشفى الإقليمي،و الذي تم تزويده بتجهيزات متطورة أخرى إضافة إلى العناية و الخدمات الجيدة التي تقدم.و من هنا نستشف أن هذا الإعتصام لا مبرر له.و إذا كان كذلك فلماذا يقوم هؤلاء المرضى – و هم نزر قليل- بهذا الحركة الإحتجاجية ؟ من يدفعهم لفعل ذلك؟و هل يخدمون أجندة معينة؟ و من « المطلوب رأسه » في هذه الحركة؟
إنه لمن نافلة القول التأكيد أن الفعل النقابي المنجمي كرس ثقافة معينة،تتغدى منه و تتشكل النخب،لكن بعد الإغلاق تراجعت هذه النخب فاتحة المجال لنخب أخرى بشرعيات جديدة ،لكن هذه النخب القديمة تحن إلى الماضي و تستغل الفرص من أجل البروز للركوب على من أوصلها في يوم من الأيام إلى صناعة القرار.
فكما نعلم فنهاية هذه النخب كانت بارزة للعيان إبان الانتخابات الجماعية الأخيرة ، فأغلبها لم يصل إلى الكوطا،ولم يحصل على أية تمثيلية داخل المجلس البلدي بجرادة.كما انه يجب التذكير أن إحدى اللوائح الإنتخابية قد تم إلغائها مما قد يفسح المجال أمام إعادة انتخابات هذه اللائحة، وبالتالي قد يكون وراء احتجاج هؤلاء المرضى ما يمكن أن نسميه ب » تسخان الطرح » و التموقع في أي رهان انتخابي متوقع.كما أن من يقفون وراء هذه الحركة الإحتجابية يعتقدون أن شرعية الرئيس الحالي للمجلس البلدي بجرادة قد أكتسبه من خلال دعمه لمرضى السيليكوز كفاعل جمعوي ،و بالتالي هم يرومون – كما يتوهمون- ضرب قواعده من الجذور.و ما الحملة التي يقودونها ضده و ضد الجمعية التي ينتمي إليها إلا جزءا من هذا الرهان.
إن أكبر خطأ تتميز به العقلية المغربية ، وهو من أجل بناء قوة، لابد من ضرب القوة المنافسة،و تعويضها بالقوة الجديدة. فننتج عداوات و صراعات جوفاء.و بالتالي لا يمكن أن نساهم في التطور.
إن هؤلاء المرضى هم في حاجة إلى المساعدة لأنهم أفنوا زهرة عمرهم في توفير العيش لجيل كبير من أبناء جرادة.أما استغلالهم بهذه الطريقة فهذا لا علاقة بمصلحتهم و يمس بإنسانيتهم.و لكم واسع النظر.
Aucun commentaire