Home»Débats»السياحة في بلدنا ربح مادي محدود وخسارة أخلاقية فادحة

السياحة في بلدنا ربح مادي محدود وخسارة أخلاقية فادحة

0
Shares
PinterestGoogle+

على إثر نشر موقع وجدة سيتي مقال الأخ خالد البرحيلي حول الدعارة الأجنبية في مدينة مراكش ، حق لنا أن نطرح على المسؤولين عن قطاع السياحة في وطننا سؤالا عن حجم الربح والخسارة اللذين يجنيهما الوطن من السياحة ؟ فالمعلوم أن السياحة مصدر من مصادر الحصول على ما يسمى العملة الصعبة التي هي عامل من عوامل النهوض بالقطاع الاقتصادي. ومن المعلوم أيضا أن القطاع الاقتصادي لا يمكن أن ينفصل عن باقي القطاعات نظرا للعلاقة الجدلية بين هذه القطاعات. ومن المعلوم أيضا أن كل القطاعات يحكمها منطق الربح والخسارة المادية والمعنوية. ورب خسارة معنوية أفدح من خسارة مادية.

والملاحظ عندنا أن المسؤولين عن القطاع السياحي لا يجيدون إلا لغة الحديث عن الأرباح المادية ، فلا يكاد مسؤول في هذا القطاع يتحدث أمام وسائل الإعلام دون أن يسرد علينا مداخيل قطاع السياحة من العملة الصعبة معولا على إسالة لعاب المواطنين بهذه العملة ، غير آبه ولا مبال بدموعهم على الخسارة الأخلاقية ، و لا يتحدث أبدا عن حجم الخسارة المعنوية التي يجنيها الوطن مقابل العملة الصعبة الملوثة. لقد كان من المفروض أن يكون قطاع السياحة في بلدنا العربي المسلم الأشعري المالكي متناغما مع باقي القطاعات وخصوصا القطاع الاجتماعي والديني. ف

فالسياحة في كل بلاد الدنيا تتقيد بالخصوصية الثقافية لكل بلد. فلا يمكن أن توجد سياحة جنسية في بلد دينه الرسمي الإسلام . فالسياحة في بلدنا لا بد أن تخضع لخصوصية ثقافتنا ليس على مستوى الشكل فقط كما يحاول مسؤولو السياحة عندنا تضليل الرأي العام بل على مستوى المضمون أيضا . فالمطلوب في السياحة المغربية ليس وجود فنادق بديكور أصيل بل بسلوك أصيل داخل هذه الفنادق. ولقد عرضت وسائل الإعلام مؤخرا مشروعا سياحيا رائدا في تركيا يتقيد بالثقافة الإسلامية حيث تم تجهيز المرافق السياحية وفق الأخلاق الإسلامية إذ تم الفصل في المسابح بين الذكور والإناث ، كما تم تجهيز غرف الفنادق والمطابخ وكل المرافق بما يتماشى والعقيدة الإسلامية . وقد عرف هذا المشروع إقبالا منقطع النظير.

فإذا كان القطاع الديني عندنا يحرص على صيانة العقيدة من خلال إنشاء المؤسسات الدينية المختلفة من أجل تربية المواطن على التدين الصحيح السليم المعتدل البعيد عن كل غلو وتطرف كما نسمع دائما ، فهل يعقل أن يخرج القطاع السياحي عن هذا النهج ليخل بأخلاق وتربية المواطن ويحمله على التطرف والغلو في التهتك والانحلال الخلقي من خلال السماح بوجود السياحة الجنسية ، وجلب بضاعة الفساد من الدول الأجنبية غربية وعربية كما هو شأن السياحة في مراكش وأكادير وغيرهما من مدن الوطن. فعلى المسؤولين عن قطاع السياحة عندما يقدموا لنا أرقاما عن مداخيل العملة الصعبة ،أن يقدموا لنا أيضا أرقاما عن الخسارة الأخلاقية الصعبة التي تلحق بالوطن. وإذا كانت خسارة العملة الصعبة قابلة للتعويض ، فإن خسارة الأخلاق الصعبة لا تعوض ولا ثمن لها. فمن ضاع ماله استطاع أن يعوضه ، ولكن أنى لمن ضاع عرضه أن يعوضه ؟ فالمغرب ليس في حاجة إلى عملة صعبة تدرها السياحة الجنسية بل هو في أمس الحاجة إلى تربية أخلاقية إسلامية تقتضي صرف أضعاف مضاعفة من العملة الصعبة لصيانتها.

فالكياسة تقتضي أن يفكر المسؤولون عندنا بمنطق الربح والخسارة بشقيهما المادي والمعنوي مع العلاقة الجدلية بين هذين الشقين. فما قيمة عملة صعبة تجنيها السياحة عندنا إذا كنا سنضطر إلى إنفاق أضعاف مضاعفة من العملة الصعبة لتصحيح المنظومة الأخلاقية التي أفسدتها السياحة الجنسية والتي ليست من ثقافتنا ولا من عاداتنا ولا من تقاليدنا ولا من ديننا ولا من أخلاقنا. وهل فكر المسؤولون عن السياحة عندنا في حجم التأثير السيئ للسياحة الجنسية على ناشئتنا ؟ ماذا سيكون حال تلميذاتنا وطالباتنا وعموم بناتنا وهن يشاهدن المومسات الأجنبيات في شوارع مراكش وغيرها من مدن المغرب ؟ ماذا سنجني غير انتشار أنفولنزا الفساد الخلقي من تغنج في الكلام على طريقة المومسات الأجنبيات مع تقليد لكنتهن ، و تكسر في المشي ، وتهتك في اللباس ، وانحراف وانحطاط أخلاقي في دهاليز الفنادق والكازينوهات ؟ أي تلقيح سيواجه هذه الأنفولنزا ؟ وبأي ثمن سيكون هذا التلقيح المستحيل ؟ إذا كان المسؤولون عندنا قلقين على صحة المواطنين العضوية بسبب جائحة أنفولنزا الخنازير ، فأين هو قلقهم بسبب جائحة السياحة الجنسية ، وجائحة أخلاق الخنازير ؟ وهل فكر المسؤولون عندنا في أن التطرف في الانحلال الأخلاقي بسبب السياحة الجنسية هو المسؤول عن التطرف المضاد الذي ما فتئوا يتحدثون عنه ويعدون له العدة والعتاد ، وهم صانعوه بسبب سياحة جنسية أشاعوها في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، وسوف يصب عليهم ربهم سوط عذاب إن ربهم لبالمرصاد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *