النقابية المتسلطة
النقابية المتسلطة
بقلم : خالد النهيري
كنا نعتقد و الى غاية و قت قريب أن في كل النقابات خير كبير، و أن النقابات على اختلاف منطلقاتها و أساليب عملها و مطالبها في بعض الأحيان ، تبقى ضامنا أساسيا وزر أمان يحفظ المصالح المادية والمعنوية للشغيلة ككل ، الى أن ظهرت ممارسات نقابية تضرب جوهر العمل النقابي في العمق و تجعل منه أداة من أدوات التسلط و عملا وصوليا تبرر فيه الغاية الوسيلة بغض النظر عن شرعية الغاية و شرعية الوسيلة .تلك الممارسات بقدر ما كانت و مازالت تصدر عن اشخاص بعينهم ينتمون لبعض » الاطارات » النقابية ، بقدر ما أصبحت اليوم نهجا تسير عليه نقابات معينة و على رأسها نقابة » كدش « . فبالاضافة الى المواقف المتذبذبة و الغير واضحة أحيانا و المنبطحة أحيانا أخرى ، و هذا أمر ملحوظ ويطرح تساؤلات كثيرة حول جدية هذا » الاطار » في التعامل و الدفاع عن القضايا التي تشغل بال الشغيلة التعليمية بالأخص ، و ان كان البعد الوطني للنقابة لا يعنينا في هذا المقال بقدر ما تعننيا ممارسات هذا « الاطار » على مستوى بعض الاقاليم ، و خاصة اقليم فجيج .
فعلى مستوى هذا الاقليم الذي يعاني من الهشاشة مايعانيه ، تلعب » كدش » دورا يعاكس الدور الحقيقي و الانساني للعمل النقابي ، حيث حملت على نفسها عبأ آخروهو أن » تناضل » ضد مصالح الشغيلة التعليمية المادية و المعنوية ، و المصيبة أنها كثيرا ما » تناضل في
منخرطيها « . و حتى لا أدع مجالا للبعض ليعتبر ما سلف مجرد اتهامات باطلة اتجاه هذا » الاطار العتيد « و بدون أدلة ، فانني سأسوق أمثلة لممارسات نقابية أصبحث تجسيدا فعليا لما أسميه النقابية المتسلطة .
تصوروا أن مديرا لمؤسسة تعليمية ابتدائية ينتمي لهذا « الاطار » و هو مسؤول في احدى هيئاته المحلية يستغل تعيين اساتذة جدد في المؤسسة ليلصق لهم بطاقات « كدش » و في مكتبه الخاص و يعطيهم دروسا في النضال و بعد أن يضمن انخراطهم يشرع في « النضال فيهم » و ليس النضال من أجلهم . و قد أبلغني أحد الاساتذة الذير انسحبوا أخيرا من « كدش » أن هذا المدير يرغم جميع الأاساتذة لحضور اجتماعات وهمية بدون مذكرة داخلية و لا جدول أعمال و في أوقات غير مناسبة ( أ وقات العمل ) فقط للايقاع بهم و ممارسة سلطته النقابية و الادارية لا غير، مع العلم أن المدرسة توجد في المجال القروي و توجد فيها فرعيات تبعد عن المركزية بعشرات الكيلومترات كما تنعدم وسائل النقل .و لك الويل ان تاخرت أو تغيبت عن تلك الاجتماعات الوهمية، فقد تتعرض » لاستفسارقاسح » بتعبير السيد المدير .
ومن ضحايا ممارسات هذا » المناضل في مناضليه » أن أحد الاساتذة فوجأ باقتطاع لمدة 72 يوما فقط لأن الشهادة الطبية التي قدمها في اطار الرخصة المرضية لم تعجب السيد المدير .
قد يقول البعض أن هذه ممارسات فردية شاذة لا تتحمل فيها النقابة أية مسؤولية ، و لكن واهم من يعتقد ذلك، اذ أن هذه الممارسات تشكل نهجا تسلطيا جماعيا لدى نقابة « كدش « .
و يتذكر جل الأساتذة العاملين في مؤسسة تيفاريتي الاعدادية ببوعرفة أن النقابة » العتيدة » قامت بوقفات احتجاجية داخل المؤسسة خلال موسم2008 / 2007 و تـأملوا معي سبب تلك الوقفة التي ضيعت على التلاميذ حصا كثيرة بدون جدوى .
السبب أعزائي القراء هو ان أستاذة و هي منخرطة في « الاطار » استفادت من دورة تكوينية في مجال استخدام تكنولوجيا المعلوميات في التدريس نظمت على مستوى الاكاديمية الشرق ، و هذا أمر فيه مصلحة للأستاذة ، بالاضافة الى كونه يعتبر مكسبا للمؤسسة ككل .لكن للاسف الشديد كان » لمناضلي كدش » رأي آخر، بحيث أطلقوا اشاعات مفادها أن هناك جهات قامت بتنقيل الاستاذة خارج بوعرفة خارج اطار الحركة الانتقالية .
و في فترة حضور الاستاذة في الدورة التكوينية نظمت النقابة « العتيدة » « أشكالا نضالية » مطالبة بارجاع الأستاذة الى مقر عملها وبالتالي حرمانها من حقها في الاستفادة من دورة تكوينية .
و فعلا عادت الاستاذة الى مقر عملها محبطة اثر علمها أن نقابتها » تناضل ضد مصلحتها » ، ومع ذلك ما زالت هذه الاستاذة منخرطة وفية لهذه النقابة و لكم أن تتصوروا الأسباب …
و لنا في فضح اساليب النقابية المتسلطة أحاديث باقية على أمل أن تعيها آذان واعية .
بوعرفة في 27 أكتوبر 2009
Aucun commentaire