Home»Régional»مدينة المآذن

مدينة المآذن

0
Shares
PinterestGoogle+

طابت يا دار لك الألف = و حصونك يألفها الإلف

لك ألف سلام أرسله = و شغاف القلب له ظرف

و قصيدة عشقي ألفها = قلم لا يسعفه الحرف

بالشعر أتى بالنثر جثا = ليدين لآلته العزف

فأليني الطبع و دليه = عن وجهك إن عز الكشف

لجمالك يا داري سحر = لا يبطل عُقـْدَتـَه الوصف

لو خضت البحر أغازلك = لاستنفد آهاتي الجَذف

لو جئت بكل الأطياف = شعرا ما لاح لها طيف

إني يا دار أحاولها = كلماتٍ يُعْــِوزها الحِلف

ذي وجدة مهد الأخيار = و العابر يشهد و الضيف

بالمهجة تـَقري الأضياف = و قلوب الناس لها تهفو

كالقاعة تحضن أعراسا = و فصول العُمْر لها صيف

من جاء يجوب شوارعها = صادته و مال به الطرف

فيحط رحاله يسكنها = و يقول هواكِ له خـَطـْف

يا وجدة حربك يخسَرها = للوهلة لطف أو عنف

يا وجدة سَمْتـُـك أجبرنا = و عفاف جمالك و العطف

بخصالك جُبْتِ جوانِحنا = بشموع ضيوف

لا تخفو
ببسالتك ، ببساطتك = بالدين إذا قـَصُرَ العُرْف

وَعُرفت بأنك شامخة = بقبابك فابتدأ الزحف

لكأنك بين مآذنك = و قبابـِك أمواجٌ تطفو

لكأن جميع شوارعك = و بيوتك فـَيْءٌ أو وقف

في كل ترابك قد مَرَغ َ = لله جبين أو أنف

سجادا صرت لمن سجدوا = لا يعرف رأسك و الخلف

محرابا فيك بشارتنا = لا زيغ فيك و لا زيف

و أذانك يُطـْـــِرب إن رُفِع = كطيور دان لها العزف

الكل يُحبر داعِيــهِ = لرحيم عن عاص يعفو

يدعو لفلاح يُرْدِفـُه = لِتـَشَهّـُدِه نِعْم الرِّدْفُ

يا وجدة طالت أعناق = وعلى التهليل لها عكْف

 

ترتج رُباك لصرختهم = فيُرى في الصدر لنا رجْف

أحياءك تصدح و الوسط = حاشى لبهائك أن يجفو

أحييتِ الدين لساكِنـَةٍ = فـَسَنا أمنٌ وخـَبا خـوف

ورفعتِ الشأن لقرآن = و تباهى في يدك السيف

و تباهى الناس بقراء = من عترة داوود استوفوا

لما صدحوا بمزامير = من خلفهم الناس اصطفوا

حفظ القرآنَ شبابُك بل = و نساءك فالتحق النصف

 

من بنت الشاطئ من بعث = بعثوا و بأيديهم صُحْف

مُلِئوا الإيمان وباعثه = مُلِئوهُ و طاب لنا الغـَرْف

و لأهل الذكر مجالسُ مِن = جنات فليُجْنَ القطف

يأتي الزراعُ مواسمَهم = فتلين قلوبهم الغـُلف

وترى من حول منابرهم = حلقات يرسمها الطـَّوْف

لكأنك يا وجدة حج = أزلِيّ ُ الموقف أو كهف

و كأنك دارَ الأرقم في = زمن الغرباء لنا تصفو

لو جاءك زيري اليوم بكى = من أجر فاض له الضِّعف

فتفيض العين بما كسب = وبدار يعشقها السقف

أعروسَ الشرق لقد وهن = مني عضمٌ و شكا الضّـُعْف

مالي عن مَهرك مقدُرة = إلا أن يُدركني اللطف

إلا قـَلـَمٌ و فم ٌ يـُفشي = ما دَسَّ لليلتــك الجوف

المهر أنا و الدار لك = و الدار الألفة لا الألف

و شهود الخطبة أجفان = ورموش تعشق لا تغفو

فأديمي الوصل و موعدنا = أن يصلح كمك و الكيف

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عكاشة البخيت
    17/10/2009 at 22:44

    ما أرق ألقكَ ، وماأروع الانسياب ،وددت والله أن أستمع إليها بدل قراءتهالان الخبب خفة ورشاقة
    شكرا للأستاد الشاعر الكبير بوعلام الدخيسي على هدا البوح الجميل.

  2. محمد أبو أسامة
    17/10/2009 at 22:44

    دمت وفيا للكلمة الشعرية الراقية

    تحياتي

    أبو أسامة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *