في إطار الزيارات التواصلية التي ينظمها المكتب التنفيذي المركزي لحركة التوحيد والإصلاح للجهات والمناطق، حل الدكتور
عز الدين توفيق
بمدينة وجدة صحبة الأستاذ شفيق الإدريسي يومي السبت و الأحد 03-04 شتنبر 2009 . وخلال هذه الزيارة التواصلية ، ألقى
الأستاذ عز الدين
توفيق عرضا للأعضاء والمتعاطفين في موضوع « الدعوة
إلى الله وفقه الأولويات » أكد فيه على أهمية هذا النوع من الفقه الذي كان يسمى
قديما ب « فقه مراتب الأعمال ».ذلك أن عمر الإنسان قصير جدا بالمقارنة مع الأعمال والأعباء والمهام ، كما أن
الإمكانات المادية والبشرية للحركة الإسلامية لا تكفي لسد حاجيات المجتمع من تربية ودعوة وتكوين وإصلاح ولذلك كانت الحاجة
ماسة إلى فقه الأولويات
الذي خصه الدكتور يوسف القرضاوي بكثير من كتاباته بعدما صنف أنواع الفقه إلى خمسة وهي: فقه الحلال والحرام وفقه الواقع وفقه الأولويات وفقه
الموازنات وفقه
المقاصد، ثم أشار المحاضر إلى أن الأعمال تتفاضل من حيث الوقت والأهمية والحاجة. وفقه الأولويات،
يقول الأستاذ المحاضر، يجنب المسلم الندم والتحسر بعد فوات الأوان. وبعد سرد مجموعة
من النصوص القرآنية والحديثة للتأصيل لهذا الفقه، استعرض الأستاذ توفيق نماذج من السيرة النبوية التي
كانت زاخرة بفقه
مراتب الأعمال مما جعل مدة 23 سنة من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدل قرونا من حياة البشر. فقه الأولويات في نظره هو الإجابة المتجددة عن
سؤال الكيف. هذا الفقه لا يتعارض مع التيسير إذ ليس العمل الأشق هو بالضرورة الأفضل. إنه
فقه العقلاء
والنادرين الذين أدركوا شرف الوقت والذين لا يريدون أن يكونوا عاديين. إنه يعني أن نقدم ما ينبغي تقديمه وأن نؤخر ما يجب تأخيره، وبذلك يتحول
عمر الإنسان من
عمر قصير إلى عمر عريض مثقل بالمنجزات والأعمال الصالحة. ثم هو يساعد الفرد والجماعة على الترجيح بين أفضل الخيرين وأهون الشرين وبالتالي يتجنب الجميع كثيرا
من الآفات ومن
الإخفاقات في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وخلال المناقشة، تم التأكيد على ضرورة إشاعة هذا
النوع من الفقه في صفوف الأعضاء وفي المجتمع عموما كما ثمن المتدخلون تبني العمل بمخطط استراتيجي بعيد المدى يجعل من الدعوة والتربية والتكوين
وظائفه الأساسية دون
إغفال مجالات العمل الأخرى من خلال تخصصات أو مؤسسات شريكة.