استهداف الأئمة والوعاظ والخطباء خلال شهر رمضان دليل على شعور الإحباط لدى الفئة الناقمة على المشروع الإسلامي
لا يمر شهر رمضان كل سنة إلا وتتكرر ظاهرة استهداف الأئمة والوعاظ والخطباء بأشكال مختلفة تتراوح بين الوشايات الكاذبة والمغرضة بهم لدى الجهات المسؤولة ، وبين السلوكات غير اللائقة من قبيل التصدية ورفع العقيرة بالاحتجاج على توقيت العظات ، وبين تأويل مضامين هذه العظات بنوايا مبيتة وتحميلها ما لا تحتمل بل وإخراجها عن سياقاتها بغرض استغلالها وركوبها لتجريم أصحابها واتهامهم بتهم ملفقة.
ويبدو أن ظاهرة استهداف الأئمة والوعاظ والخطباء كل سنة خلال شهر رمضان ليست محض صدفة بل هي قضية تنم عن سبق إصرار وترصد وعن سوء نية وطوية. وتكرار هذه الظاهرة السيئة كل سنة تعكس مدى حقد بعض الجهات على المشروع الإسلامي الذي صار يفرض نفسه على أرض الواقع من خلال استعادة المغاربة لماضيهم الديني العريق ، وإقبالهم على ظاهرة التدين الصحيح مقابل انحسار أنواع التدين المنحرفة والمغشوشة التي كشفت أقنعتها ولم تعد حيلها تنطلي على الأمة المغربية التي تشربت الدين السليم من خلال العقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي. لقد تطور الوعي الديني للمغاربة ، وتجددت صلتهم بدينهم عن طريق الصحوة الراشدة التي يقودها علماء أجلاء ينافحون عن صفاء العقيدة ، ويقفون بالمرصاد لكل البدع والضلالات ، والتطرفات من خلال إشاعة العلم بين الناس ، وربطهم بتراثهم الديني عوض ترك الحبل على الغارب مما يفسح المجال أمام أهل الدجل والشعوذة التي سادت لعقود وجعلت الدين عبارة عن طقوس ضالة بالية لا صلة لها بحياة الناس. وليس من قبيل الصدفة أن يوجد تقارب بين أهل التدين المغشوش من أصحاب البدع وبين الحاقدين على الدين الإسلامي الذين من صالحهم سيادة نموذج الدين المغشوش لتبرير طروحاتهم العلمانية و اللادينية الهادفة إلى إقصاء الدين الصحيح من الحياة ، ومن خلال ذلك إلغاء المشروع الإسلامي الناهض والباني الذي يفرض نفسه بديلا حضاريا بعد انكشاف سوءات الحضارة الغربية بشقيها الملحد والمشرك.
وإن فلول الحاقدين على المشروع الإسلامي المنهزمة و المندسة بين أفراد الأمة المسلمة لا تألو جهدا من أجل زعزعة ثقة هذه الأمة بدينها من خلال حملات التشكيك الواسعة في هذا الدين وفي قدرته على التغيير ، وهي حملات تضطلع بها منابر إعلامية مشبوهة تتناول الشأن الديني بطرق تنزع عنه قداسته من أجل تطويع التجاسر عليه ، وإشاعة ذلك بين الناس. ولا تحلو لهذه المنابر إلا النكت المتندرة بالدين وأهله من أئمة ووعاظ وخطباء. وقد تقد التهم لهؤلاء عن طريق التلفيق والبهتان من أجل تقزيز الناس من الدين عن طريق عرض صور مشوهة لهؤلاء الأئمة والوعاظ والخطباء. ولقد لوحظ أن بعض وسائل الإعلام أصبحت متخصصة في البحث والتنقيب عن الأخبار المتعلقة بالتهم الأخلاقية لهؤلاء. وإن هذه الأخبار تنشر على الصفحات الأولى لبعض الجرائد وبأحرف بارزة وصور مثيرة، وتقدم على أنها حقائق لا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها مادام أبطالها ينتمون إلى الحقل الديني. وإن نفس القضايا الأخلاقية لغير المنتمين للحقل الديني لا تعني شيئا بالنسبة لهذه المنابر الإعلامية بل قد تستضيف المجاهرين والمجاهرات بالفاحشة على صفحات طويلة من أجل التطبيع مع الفواحش وجعلها مواد استهلاكية رائجة بين شعب مسلم تأبى طبيعته ذلك.
لقد استهدفت بعض المنابر الإعلامية المشبوهة كل ما له علاقة بالدين ، ولم يسلم منها حتى شهر رمضان ما يصاحبه من مظاهر دينية. لقد وشى من وشى بالأئمة والوعاظ والخطباء لدى المسؤولين بغرض تشويه سمعتهم ، وصفق من صفق عليهم ، وعاب من عاب عليهم دروسهم وخطبهم ومواعظهم ، وأولها من أولها حتى ليخيل لمن يطلع على هذه التأويلات أن أسباب النزول قد طرأ عليها تغيير إذ لا تكاد جهة فيها فز تسمع كلاما يذم نفاقا أو غشا أو كبيرة مستباحة…. حتى تسارع إلى قد التهم للمتحدثين عنها فوق منابر المساجد ، ويصير هؤلاء أبطال جدد يعوضون المنافقين والفاسقين الذين كانوا سبب نزول الآيات التي تذم النفاق والفسوق. ولقد صارت رغبة الحاقدين على المشروع الإسلامي ركوب الأئمة والوعاظ والخطباء مطايا لشرعنة فسوقهم عن طريق فرض تنكب الحديث عن الفسوق والفجور عليهم . والمؤسف حقا أن تنطلي حيل هؤلاء الفاسقين الحاقدين على بعض المسؤولين مما يجعلهم يجارون أهواء هؤلاء من خلال تصديق الأراجيف في حق أهل المنابر دون تبين أو تثبت والنيل من أهل المنابر ظلما وعدوانا. وللجميع أقول إن أهل المنابر أهل الله وخاصته وإنه سبحانه على من عاداهم لمقتدر، وإنه لغلبهم لمنتصر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
1 Comment
كثرة الشكايات بالوعاظ والخطباء تكشف عن وجود خلل في المناهج التي يعتمدها أغلب هؤلاء الوعاظ والتي يجب البحث عن تطويرها وتجديدها وتنظيمها،بدل توجيه التهم إلى الآخرين.فعلى سبيل المثال لا الحسر، لا يمكن للمصلين أن يركزوا ويتابعوا موعظة تدوم ساعة من الزمن قبل صلاة العشاء ثم القيام بالتراويح، لذلك يجب على المجلس العلمي أن يحددالحيز الزمني لهذه المواعظ أو تغيير توقيتها(بعدالعصر مثلا)ء