المرحوم الشيخ محمد اليونسي صاحب رائعة الباسبور لخضر : أمير وسفير الأغنية البدوية بالمغرب العربي
المرحوم الشيخ محمد اليونسي صاحب
رائعة قصيدة « الباسبور لخضر »
أمير وسفير الأغنية البدوية بالمغرب
العربي
كان المرحوم الشيخ محمد اليونسي
البركاني هرما من أهرام الأغنية البدوية على مدى أكثر من نصف قرن بالجهة الشرقية
بالمغرب وغرب الجزائر وفرنسا. وغنى المرحوم مشاكل الناس ومعاناتهم وظواهر المجتمع
والحضارة، وألَّف عشرات القصائد التراثية في الكلام الموزون تجمع بين الديني
والعاطفي والوطني…كما كان شيخا وأستاذا للعديد من الشيوخ والشبان ومعينا لا ينضب
للدارسين والأساتذة الباحثين في التراث البدوي الأصيل بالجهة الشرقية إلى أن وافته
المنية صباح يوم الثلاثاء 26 غشت 2008 عن
سن تناهز الواحدة والثمانين سنة ببيته بحي بوكراع بمدينة بركان، حيث حلت الذكرى
الأولى لوفاته يوم الأربعاء 26 غشت الجاري…
وجدة: عبدالقادر كتــرة
لا أحد من سكان الجهة الشرقية ومن
المغتربين المنحدرين من المنطقة خاصة من مدن وجدة وبركان وتاوريرت وجرادة ومن غرب
الجزائر لدى أشقائنا الجزائرين من جيل
الستينات وما بعدها، لا أحد منهم لا يتذكر قصيدة « الباسبور لخضر » التي غناها المرحوم الشيخ محمد اليونسي
البركاني والتي كانت تذيعها أبواق المقاهي…لا أحد من هؤلاء لا يحفظ أبياتا من
هذه الأغنية الشعبية أو ما يعرف عند أهل المنطقة الشرقية بالأغنية البدوية التي
ترتكز على الآلات الموسيقية التقليدية مثل « الكصبة »(الناي البدوي) و »الكلال »(نوع
من آلة الإيقاع) إضافة إلى صوت المغني وإلى الكلمات الجميلة والموزونة بالعبارات
الشعبية (الزجل) المنظومة الخالدة تحكي قصصا رائعة واقعية تصور مشاكل اجتماعية تهم
الحياة المعيشية المباشرة للمواطنين الذين كانوا يتحلقون حول الشيوخ لسماعها بساحة
سيدي عبدالوهاب بمدينة وجدة أو بمدينة
بركان أو بغيرها من الأسواق الأسبوعية…غنى المرحوم اليونسي قصيدة « الباسبور
لخضر » الخالدة بفرنسا وبالعديد من
المهرجانات واللقاءات الفنية في الطرب الشعبي ورددها العديد من الفنانين المغنيين
المغاربة والجزارئيين بأصوات مختلفة
ومتنوعة وبآلات عصرية كذلك مثل المرحوم عبدالله المكانة والشيخ أحمد ليو محمد
مازوني والشيخ سعيد بوطيبة وغيرهم…
كان نجاح القصيدة يوم غناها سنة 1965
في كونها لامست واقعا معيشا من المعاناة والقهر والغربة والعزلة والعنصرية ومخاطر
الإنزلاق في المجون…تحكي القصيدة تفاصيل
الهجرة من المغرب إلى فرنسا والعيش بها منذ الانطلاق من ميناء بالمغرب إليه بعد
سنوات…وجاء في مطلع القصيدة
رفدت الباصبور لخضر وقلت أنا دي خيار
الحياة
جبرت البابور يرجى في المرسى مسطرة
بالرايات
نهار إلي مشيت خاطر ودعت أحبابي
وقلبي مهموم
خليت اميمتي تنوح وتقول وليدي مشالي
للروم
ومن جديد الأغنية البدوية في قصيدة « الباسبور
لخضر » التي بهرت المستمع وبرع فيها واضع الكلمات، الحوار بين المهاجر ومواطنة فرنسية، كل يتحث لغته كما
جاء في القصيدة :
مشيت وسقسيت وحدة قلت ليها si vous plait a madame
هزت كتافها عليا ما هضرت ما جاوبتني
بكلام
قلتلها ماضموزيل excuse-moi قراي لي دالعنوان
اقالتلي qu’est-ce qu’il y a ? وقلت لها moi je suis marocain
قلتلها ماضموزيل excuse-moi قراي لي دالعنوان
اقالتلي كاسكيليا وقلت لها moi je suis africain
قال لي ou tu vas ? قلت لها moi je sais a rien
قلت لها جوسوي مبردي قالت je m’en fous ça fait rien
اقلت لها ماضموزيل جمام فو
كاسكوسافودير
الله الله أخوتي والي ما عندو لسان
واش يدير
أثار الشيخ اليونسي بقصيدة الباسبور
لخضر نقاشا بين المهتمين من الشعراء الزجالين بالغناء الشعبي البدوي والغنيين
بالجهة الشرقية حول صاحب الكلمات ومن
غناها ومتى وأين؟
« صاحب القصيدة أحمد بنهاري من
أحفير ولازال على قيد الحياة أطال الله عمره، وله قصائد كثيرة،حيث سلم قصيدة
الباسبور لخضر إلى اليونسي محمد الذي غناها في سنة 1965 بفرنسا أولا، ثم بمدينة
الدار البيضاء ثانيا. أما أنا فغنيتها بالجزائر بمدينة وهران بغرب ائر ا بالأستوديو »
يقول الشيخ أحمد ليو أحد تلامذته الحميمين والمخلصين. وألف المرحوم الشيخ اليونسي
عشرات القصائد التراثية واشتهر بأدائه المتميز في الغناء أداء ونظما ولقيت مجمل
أعماله نجاحا لدى محبيه وتلامذته الذين حفظوها عن ظهر قلب وتداولوها في المحافل
واللقاءات الفنية والثقافية…وكانت سببا في تألقه وسطوع نجمه مثل »أش اداني
نحوس على الأمان » و »رابحة » « المرسم » و »الزازوية
والزازو » و »قاصدين باريس » و » الغادي لبلاد الغربة » و »
سيدي فزوان » وغيرها من القصائد التي
حبلت بشتى المواضيع في الهجرة والغربة والوحدانية والوالدين والوطن واللباس وقساوة
الحياة. كما عاشر ثلة من الشيوخ أعطى لهم وأخذ منهم كالشيخ الماحي والشيخ علي
التنيساني والمرحوم الشيخ مصطفى بوتشيش والمرحوم عبدالله المكانة من قبيلة بني
بوزكو…وكان الشيخ محبوبا وعطوفا وناصحا مرشدا يزوره الجميع احتفظ بعلاقاته
الأبوية والأخوية إلى آخر يوم من حياته.
ولد المرحوم الشيخ محمد اليونسي سنة 1927
بقبيلة « أولاد مَنْكَر » بضاحية بلدة أحفير التي تبعد عن مدينة وجدة
بحوالي 40 كلم وب20 كلم عن مدينة بركان،متزوج وأب لأربعة أطفال. ولج الكتاب في
صغره وحفظ القرآن ، كما تفتقت موهبه في الفن والغناء منذ صغره في الأغنية البدوية.
رحل إلى فرنسا بهدف العمل مرتين كانت الأولى سنة 1956، والثانية سنة 1960 وهي
المرحلتين اللتين أثرتا كثيرا في حياته وبصمت قصائده وأغانيه بمختلف مواضيع الهجرة
والاغتراب، قبل أن يعود بصفة نهائية إلى المغرب ويستقر بمدينة بركان ويتفرغ للنظم
والغناء. شارك في عدة مهرجانات ولقاءات فنية ومناسبات بمحتلف مدن بلدان أوربا أين
تقطن الجاليات العربية ومنها المغربية والجزائرية، وبالمغرب بالرباط
وبالدارالبيضاء وبفاس وبوجدة والسعيدية، كما استضافته القناتين المغربيتين الأولى
والثانية ، وأقيمت له حفلات تكريم. كان
المرحوم الشيح اليونسي البركاني يتمنى أن توفر الدولة مقرا أو مركزا لهذا الموروث الثقافي الفني
يُمَكِّن الشيوخ من الاجتماع والإلتقاء وتجميع القصائد والأغاني وتوثيقها في خزانة
خاصة لحفظها وعرضها على الدارسين بدل التقائهم في المقاهي والدكاكين والساحات…
7 Comments
allah yrahmo mais je demande pourqoui la region de beni znassen a ete oublier par l etat du maroc moi je suis quelqun de taghajirte ahfir et j aime bien cheikh el younsi rahimahou allah vive nass oujda ahfir berkane
que Dieu ait son âme dans sa Sainte miséricorde. On avait beaucoup d’estime pour lui.
allah yrahmo wa inna lillahi wa ilayhi raji3oune
bedouine ? alyounssi is znassni from Ahfir. has nothing to do with bedouines
Mzeci beaucoup,il y a longtemps que je cherchais cette chanson. Je l’avais sur disque pendant les années 70.La chanson et le chanteur sont des perles. toutes mes félicitations
Je pense que la chanson commence par j’ai tenu (kabadtou en arabe) et non j’ai pris.
merci
الله ايرحمو اليونسي محمد وادخله فسيح جناته. أعطى الكتير ويبقى اسمه فالساحة الفنية لانه وصل رسالة لقساوة العيش في اروبا والحقيقة هي اللتي نعيشها حاليا