<!–
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent: » »;
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:12.0pt;
font-family: »Times New Roman »;
mso-fareast-font-family: »Times New Roman »;}
p
{mso-margin-top-alt:auto;
margin-right:0cm;
mso-margin-bottom-alt:auto;
margin-left:0cm;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:12.0pt;
font-family: »Times New Roman »;
mso-fareast-font-family: »Times New Roman »;}
@page Section1
{size:595.3pt 841.9pt;
margin:70.85pt 70.85pt 70.85pt 70.85pt;
mso-header-margin:35.4pt;
mso-footer-margin:35.4pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
–>

         
لاشك في ان مدينة تاوريرت قد بدات تتزين لساكنتها  وتهتم
بهندامها  لتعجب زوارها ولاشك في ان اثرالشيخوخة
وتجاعيد الهرم قد اخذت تندثر نوعا ما من على قسماتها وظهرت مدينة تاوريرت تطفو كالفقاعة الشفافة العائمة على بركة
مائية  تتنفس الصعداء وتتطلع الى افقها
البعيد في اخر سماء صافية  ثم تشق طريقها في الوعثاء نحو غد مشرق ينبئ  بمستقبل متوج بالتفاؤل هكذا تبدو مدينة
تاوريرت في خيالنا  كما يصورها السيد عامل صاحب الجلالة
على اقليمها الذى آل على نفسه ان يجعل من قدمها حداثة ولم يبق
فيها اثرا للشيخوخة الا ما سيبقى للتاريخ حديثا يذكر حاضرها
بماضيها ويحدث شبابها بمجد شيوخها

          فعلا قد بدات عاصمة الاقليم تطل من مخبئها  لتشاهد حركية اصلاحية على
مستوى كل مرافقها الادارية
والاجتماعية وبنيتها التحتية  فان كنا من باب الانصاف لانريد
ان نسرع ببادرة الى تقييم السياسة التي ينهجها السيد العامل في هذه المجالات خوفا من ان نخطئ في توقعاتنا لذلك قد تريثنا حتى يملك زمام امر المدينة  ويعطى له من الوقت ما يكفي لمراكمة الشبهات التي يمكن ان
يدرأ بها الاحكام الصادرة والى ان تتضح رؤياه  وتترجم
نظرياته على مسرح الواقع

        فالى
حدود الساعة قد نكون متسرعين نوعا ما في حكمنا على هذا الاقلاع المنقطع النظيرالذي تشهده المدينة ولكن مانراه قد لايخيب
الظنون بقدرما يدفعنا الى التفاؤل ربما هو ذلك العزم الذي يصاحب
هذا الاقلاع  والتتبع الذي يواكب هذا التطورثم الحسم
في القرار بالاستعمال الايجابي للسلطة التقديرية . وهذا ما كان يجب ان يعتمده السابقون كاسلوب للنهوض وازاحة الغبار على وجه مدينة لم تكن تتاسس
منذ بكرة ابيها على اسس قانونية  في مجال عمرانها
القائم على العشوائية والفوضوية التي  توقف العربة امام
الحصان وتعطل ركب التنمية

     حتى كان ملف هذه المدينة عبارة عن كتلة نارية  قد تلهب كل من
يحاول ملامسته بأصابع طرية وبالأحرى معالجته الا اذا كان
من يعزم على ذلك  يملك قوة  سحرية وقفازات فولاذية
وأدوات لمقاومة الحرائق ، وقد باتت هذه المدينة عبارة عن جزيرة مسكونة من طرف عفاريت يصعب قهرهم ، وثكنة مرصودة من قبل جن يتعذر حرقهم  ،
يقومون عليها كحراس شداد يعتبرون من يقتحمها مفقود الى الابد ،
ومازلنا ننتظركما ينتظر المواطنون  كيف سيتعامل
السيد العامل مع هذه الموانع حتى يبطل تلاصمهم  وينفذ الى موقع  هذا الكنز المرصود  فينطلق الى كل
الاحياء الشعبية ويقف عند التجزئات
السكنية السرية المتكونة من مئات القطع الارضية التي ذرت على اصحابها ملايين الدراهيم  وكلفت خزينة الدولة البلايين لتهيئتها بما يلزم
بنيتها التحتية

        انها
احدى ملفات الفساد المنتنة التي يجب ان تعالج معالجة فعالة في ضوء قانون التعمير الساري المفعول مع العلم  ان ملف هذه
التجزئات دون غيره من ضل يعطل تصميم التهيئة وهيكلة المدينة
سنينا طويلة ويقف في وجه كل اقلاع في الاتجاه الصحيح قد يعطي
لها  قيمتها العمرانية ويسوقها كمدينة نامية تحتوي على مواصفات التمدن  حيث ستكون معالجة هذا الملف بمثابة بوابة الى اصلاح شامل
للمدينة ككل  والنفوذ منها الى كنوزها بعد فك رموز
الطلاسم السحرية  والسيطرة على الارصاد والتغلب على
الحراس الشداد بفضل فاتح شحاع  جدير باستلام مفتاح المدينة
وكتابة اسمه بحروف ذهبية في افقها وعلى كل ركن وزاوية