Home»National»أسماء ضجر عند المنحدر تسقيني ما تبقى من مضر

أسماء ضجر عند المنحدر تسقيني ما تبقى من مضر

0
Shares
PinterestGoogle+

 أسماء ضجر عند المنحدر تسقيني ما تبقى من مضر

القامات الشامخات والكفاءات الكبيرة والطاقات المعطاءة هي التي تصنع التاريخ والحضارة، وتؤثر في الإنسانية. وما فقدت أمة هذا الصنف من الرجال والنساء إلا تردت في التاريخ وتأخرت حضاريا وإنسانيا، واستعبدت من غيرها استعبادا مباشرا أو غير مباشر، وأصبحت تواكلية اتكالية على الغير. تحطب منه حطبا لا يميز بين الغث والسمين، كل في عرفها قابل للاستهلاك والتداول البيني والعيني.
وما أسقطت أمة من حياتها هذا الصنف من الرجال والنساء إسقاطا أو تهميشا إلا ماتت موتا بطيئا تئن له الجبال وتدمع له عيون الحضارة والاستخلاف، وتبكيه قلوب المهمومين بقضايا الأمة. والحاملون آلامها في القلوب والصدور. الواعون بالمصير المختوم بالانتحار على أعتاب الحضارة. وما استحضرت أمة من الأمم قاماتها وكفاءاتها وطاقاتها في مشهدها الاجتماعي والسياسي والثقافي والتربوي والاقتصادي والعلمي تفعيلا وتوظيفا وحكامة إلا تقدمت ونمت وعلت بين الأمم، وبنت مجدها على دعامات لا تلين ولا تصدأ ولا تخر أمام التحديات!
إذا فقهت الأمة هذه القاعدة المجتمعية والحضارية والإنسانية، وسعت إليها؛ سعت إلى نمائها ونموها وتطورها بل سعت إلى أمجادها وكرامتها واستقلاليتها. وإن هي ركنت إلى القامات القصار واللاكفاءات والكمون، وبوأتها دفة التدبير!؟ فحتما فهي ذاهبة إلى التدمير. حيث تنتج من الحضارة ما تنتجه الصغار، وما ينتج الصغار غير مصالح خاصة تعبد الكرسي وتخدم من صنع الكرسي ويديره. وتنأى بنفسها عن سؤال المصلحة العامة لأنها تصبح أسرى الكراسي. يتحكم فيها ويفقدها الاستقلال الذاتي، الذي يعده أهل الاجتماع طاقة الإبداع وباب الحرية بل ومستقبل الإنسان وجوهره الطيني والروحي.

فعندما يعتلي الجهل والتعصب والجاه والزبونية والقبلية والإثنية والعشائرية والحزبوية والنقابوية والمالوية وشوائب الأراذل مناصب التدبير وسياسة الأمم، فكبر عليها. لأنك ستجد في التدبير والسياسة كفن وحنوط وقبر وناعية وباكية وأيتام لا يعلم حالهم إلا الله. فالميت حاضر ومستقبل؛ يدري أيتامه موروثهم جهل وتشرد وأمراض وعلل ومصائب بالجملة في الجسم كله، لا فرق بين جهاز وآخر، ولا فرق بين عضو وآخر … حالة اجتماعية وإنسانية عاجزون فقهاء الاجتماع وأطباء الإنسان مقاربتها بالتطبيب أو التشريح. كل ما قد يصفون لها من دواء مسكنات تضعف صراخ الآلام وتقلل من الأوجاع، ودونها المرض يستفحل وتتراكم خبائثه وتنتشر روائحه.
فنظرة إلى حال الأمم المتخلفة يجد أسياد القوم أراذلهم وأفقههم أجهلهم وأقواهم أمكرهم وأطيبهم أخبثهم … كل شيء مقلوب عندهم، حتى الأخلاق رحلوها إلى أسوئها، فصار النفاق مجاملة اجتماعية تبقي الود بين الناس، والنقد تجريح في الكرامة، وأكل المال بالباطل قهوة وعطية وتدويرة، وأفتوا فيها فقهاؤهم بالحلال عند الحاجة والضرورة، والمصلحة العامة مثالية خيالية، والمصلحة الخاصة حق يستبيح كل المحرمات ويأكل كل المباحات والمستباحات، وقول الحق زندقة ومروق من الأخلاق والأعراف …

كل شيء عندما يعتلي جهال القوم منبر الحياة يموت حتى الزمن يموت بين أيديهم، فتجده فائضا عن الحاجة، تدبيره في المقاهي والملاهي أفضل بكثير من تدبيره في الصالحات الباقيات! كل شيء فلسفوه حتى أصبح الحياء يستحي من النطق في زمن الجهل.
وجع ألم بي وأنا أتصفح أسماء فاسدة مفسدة وطنها قومي في كراسي تدبير، لتدمر ما تبقى من هيكل عظمي نعاه إبراهيم طوقان معاني علت فوق شوقي يقول وما درى بمصيبتي شعرا، بعدما أفرغوا هيكل شوقي المبني على أعمدة الرسالة والبناء والتبجيل من لحتمه! بدعوى الحق المنشود من التدبير همزة وصحوة صالحة للهمزة ولام ممدودة مد اليد في الهمزة المكسورة والصاد المصيدة للهمزة تحت الألف الواقفة في الأول، الحارسة للحق المنشود من التدبير! أسماء وطنوها ؟! وقد خبرنا تدبيرها الحكيم في أكل حقوق العباد والبلاد، لو نطق إبليس لتبرأ منها. هو في كنفها تلميذ صغير يتعلم منها! ومن كان إبليس تلميذه، فكيف يكون تدبيره؟ أليس تدميرا؟ وما فعل إبليس بالإنسان غير إخراجه إلى حيث الصراع بين الحق والباطل؟ بين البناء والهدم؟ بين الكبار والصغار؟ بين الجهل والعلم؟ … لكن؛ مادام أشراف الخلق في الأمم؛ فلن يفلح أراذلهم مهما علوا ودمروا تدميرا.
وأكدت رغم ذلك قوله:

قم للمعلم وفه التبجيلا ××××× كاد المعلم أن يكون رسولا

وليس: سبرديلا
فأرعبتني الأسماء وأخافتني، وحيرني السؤال لماذا ؟ فقيلولة بعد الشبع كفيلة بإزعاجي في حلمي. فقالت أمي على سذاجتها، إنه  » بوغطاط  » يا ابني، زارك في نومك. يا ولدي، فلا تنم إلا مستيقظا لكي لا يأتيك ثانية ! فسألتها:  » وهل بوغطاط حقيقة أو وهم ؟  » فردت: اسأل مفسري الأحلام يأتيك الخبر اليقين، ولأني لا أدري يا ابني؛ فأنا أمية لا أفقه غير  » السبرديلا « . فاستلقيت ثانية؛ فرأيت الاسم الأكبر يحرر لي ملفا سمينا ضخما كجثة الفيل، ملؤه المكر والكذب والتلفيق لأجل عرضه على المجلس التأديبي انتقاما مما قاله شوقي في حق المعلم من حيث أراد أن يصحح له القول على حد قول صعاليك مماليك الهمج: « 

قم للمعلم وفه ….. ××××× كاد المعلم أن يكون ….. « 

فربما سمعت منه تسنديلا وسبرديلا أو ما شابه هذا القول. حينها عرفت أن  » بوغطاط  » حقيقة لا وهما. فاستيقظت ثانية وأمي تضع  » مخينزة المدقوقة  » على جبهتي، وتقول: بسم الله عليك يا ولدي. فأدركت أني هالك لا محالة مادامت تلك الأسماء مازالت مكتوبة في مفكرتي بل وذاكرتي. فلا تنسوني من دعائكم يا أهلي. لقد جاء من يدفنني في تربتي.
كُتِبَتْ في يوم نحس على حد قول جدتي رحمها الله تعالى، حيث نمت تحت الزيتونة المسكونة من العفاريت المنهي عن الاقتراب منها، في قيظ اشتدت حرارته بتلك الأسماء الملعونة، التي نغصت نومي وقيلولتي. أما حقيقة أمري فإن  » العام زين ودائما زين » حصاده وفير وزاده كثير وماؤه غزير طينه بالطين. قلته لأمي ظنا مني أنها اسم من تلك الأسماء تناديني. فقالت لي مسكينة: أتزور العام ؟! …

فاندهشت من أمية أمي تعرف معنى التزوير. في حين لا أعرف غير التزوير. نفاق وتملق وسلم وكرسي ينزع عيني من مغارتيهما حتى أكاد يغمى علي. كتبت في يوم نحس سقطت من معجمي اللسني مفردات صعود إلى الكرسي، فسقطت دونه أحلم ما حلمت به في قيلولة القيظ. آه، لو لم تسقط تلك المفردات اللعينة من معجمي وجلست على الكرسي، لنمت قرير العين، جبهتي أكبر من عيني بأسس مأسسة مضروبة في أعداد لا قبل للعد بها! آه، لو تمكنت من ذلك الكرسي، لما كتبت  » العام زين  » لكتبت  » الحياة كلها من الألف إلى الياء زينة  » ولا ينقصنا إلا الزين! لمدحت أكبر الأسماء وأصغرها، ولخرجت من الهذيان من دون  » مخينزة الخانزة المدقوقة  » والموضوعة على الجبهة. آه، لقد عرفت لماذا قال لي اسم من تلك الأسماء:  » ألي ما عندو سيدي عندو لالاه « . فسكت وخفت من لالاه. ومن لا يخاف من لالاه؟! أيجرأ أحد على لالاه؟  » عندك أسيدي الحق في التوطين ولالاك معاك أسيدي، ما عندي ما نقول أسيدي » هكذا أجبته وأنا أرتجف.  » لا حول ولا قوة إلا بالله، هاد الولد مازال كيرجف  » هكذا سمعت أمي تقول وهي جالسة ويدها وفق جبني تصفف بعض الأوراق الكاملة الموضوعة على  » مخينزة المدقوقة « ؟ فعرفت حينها أن الأسماء أدخلتني متاهات المرض العضال. فحينها كتبتها في يوم نحس نحس هيكلنا العظمي. وما جرى فيه وما يجري! فحينها قلت أهو حلم أم حقيقة مكان وزمان؟
كتبها من لم يفقه من تدبير الأقزام إلا التدمير
في يوم الخامس عشر من الأخ الثامن من إخوة يوسف
الغارق في البئر المحفور على عمق ألفي كيلومتر وتسعة أمتار بالضبط والتمام

عبد ربه الراجي عفوه
عبد العزيز قريش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد شركي
    19/08/2009 at 23:30

    أخي العزيز سيدي عبد العزيز تنام عيون الصالحين ولا تنام قلوبهم دام قلمك المبدع وبارك الله لك شعبان وبلغك رمضان وتقبل منك الصيام والقيام وصالح الأعمال وأبقاك مجاهدا أفضل الجهاد بكلمة حق أمام كل حبروت لك مني أخلص تحية مشفوعة بالمحبة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *