اطلعت واطلع غيري على خريطة التعيينات الجديدة للنواب الجدد ،وتساءلت كما تساءل غيري عن فائدة هذه الفبركة التي انفردت بها وزارتنا لتوهمنا أنها محافظة على نهج التغيير والتحويل من مكان الى مكان لأي كان، مع أن الحقيقة بعيدة عن المنال. لم تحترم مدة الأربع سنوات لأي كان، منهم من لم يستكملها ومنهم من زاد عن حدها بل ومن بورك رغم انتهاء مدتها وكأن المناصب بالولاء .

– مسئولون جهويون قضوا مددا فاقت الست سنوات ولم يحاسبوا ولم يراجعوا فكثرت فجواتهم وعمت روائحهم وساحت نغماتهم التسويفية وقراراتهم الانفرادية وتصرفاتهم العشوائية ،….ومع ذلك حافظوا على مناصبهم .
– مسئولون جهويون لم يقدموا نتائج ملموسة ولا عمليات محسوسة من جراء صرف وعبث بالأموال ومراوغة حسب الأحوال …ومع ذلك تمت تزكيتهم….
– نواب أظهروا كفاءة عالية وإصلاحات بانية وتغييرات واعية بكل جرأة وشجاعة ومع ذلك تم تعينهم في أماكن أخرى دون أن يستكملوا مشوارهم الإصلاحي الواقعي الحقيقي ودون أن يستكملوا سنواتهم الأربع،ودون….ودون…
– نواب عينوا في أماكن صعبة ومع ذلك اجتهدوا وبادروا رغم قلة الموارد البشرية لديهم والتي لا تتعدى رؤوس الأصابع ، في الأخير تم إعفاؤهم دون مبرر مقبول ولا قرار معقول ولا تفتيش موضوعي ،ودون أن ينهوا مددهم الأربع.
– مديرو أكاديميات ونواب تعاملت معهم وزارتنا كما ذكر أستاذي السيد محمد الشركي في مقاله حول الموضوع بأساليب انتقائية تفضيلية زبونية مصلحية خدماتية ……

لا نفهم طريقة تعامل وزارتنا مع الاختيارات :
–فكيف تعين نواب جدد في وقت العطلة وبانتقاء لم ولن يراعي أبدا الكفاءة والقدرة على تسيير نيابة أو أكاديمية ؟

–وكيف تم اختيار فلا ن دون فلان؟

–وما هي المشاريع التي هيئوها في ظرف ثلاثة أيام قبل الانتقاء؟

–وكيف تم استدعاؤهم؟
–وكيف تم اختيارهم؟

–وكيف تم تفضيلهم عن غيرهم؟

–هل يملك مديرو أكاديميات الجهة المعلومات الكافية والتوجهات البانية التي تساعدهم على اختيار الأكفأ والأنظف والأقدر على حل لغز التعليم؟

–كيف تسند لمديري الأكاديميات هذه الفرصة لترشيح فلان دون فلان مع أنهم غالبا ما يختارون الولاء والتملق على الصدق والمصارحة؟.

–ألا يوجد بين رجال التعليم من يملك كفاءة التدبير سوى فلان وفلان؟

–أتتعامل وزارتنا مع مسئوليها دون غيرهم ؟وهل يملك هؤلاء المسئولون المعرفة اللازمة للاختيار،والموضوعية الكافية للإخبار،والصراحة اللازمة للإنذار؟

انني أعلم وبحكم موقعي كفاءات عالية وطاقات خارقة ،عيبها الوحيد قولها الصراحة واعتمادها الدفاع عن الحق والمصلحة العامة للمنظومة التربوية .ومع ذلك لا يقترحون بل ويغيبون حتى في بعض الاجتماعات تفاديا للمضايقات ،مما يؤكد اعتماد وزارتنا طابورا من المسئولين الذين يمررون قراراتها في صمت رهيب ويسايرون اتجاهاتها بأسلوب عجيب،يتقنون التزوير ويحسنون التدوير. كما أعلم أن هؤلاء لا رغبة لهم في هذه المناصب لتناقضها مع مبادئهم ،لكن حب المصلحة العامة والغيرة على وطنهم قد تجعلهم يقبلون لو خيروا ووفرت لهم ظروف تعزف الوزارة عن توفيرها لأنها تبحث عن الترقيع والمناورة بدل الاصلاح الحقيقي والمشاورة.
ان تعليمنا مريض مرضا أطرحه الفراش ولم تعد تلك الوصفات التنويمية كافية لعلاجه لكثرة ألمه وتعدد علاته،جسمه كله مبتلى وعقله جله معتل ،كثر أنينه وغاب حنينه . يحتاج الى طبيب مختص وممرض متفرغ قادر على لم جراحه ومداواة أقراحه بوصفات علمية قادرة على بتر الخلل وإعادة الأمل بالكثير من العمل ودون كلل .
ان تعليمنا قد تمزقت ثيابه وبدل تغيرها بثوب جديد قادر على تحمل الحديد من كل تهديد ،نرقعه بخيط أبيض متلاشي يضمه أياما ثم يتلاشى لنبحث عن غيره من جديد.

ان تعليمنا محتاج الى رجال أكفاء عظماء قادرون على التفاني والتضحية بالغالي لانقاده من التبالي.
كفانا اختيارات توقيتية وانتقاءات عشوائية ،كفانا حلول مؤقتة وتسويفات ملفقة.
صحيح الكثير يتهرب من المسئولية وصحيح صعوبة المأمورية ،لكن الأصح غياب الاختيارات النزيهة التي تنبني على موضوعية وتعاقد قبل تحمل المسئولية وتتبع أثناء مباشرة المأمورية . كل مسئول يجب أن يبرح مكانه ويحاسب على حاله بدل إعفاءات بعد إخفاقات قد تكون خارج الطاقات وبدل تعيينات لا تراع أية كفاءات وبدل عمليات تتم داخل الدهاليز بعيدا عن أعين الملاحظين والملاحظات .
إنني لا أعني شخصا بعينه ،فلا يهمني أمر محدد بقدر ما ضاقت بي الأرض لهذا العرض والاختيار المهزوز الذي لا ينم على بعد نظر ولا على تغيير منشود بقدر ما ينطلق لتكريس واقع مشهود وعهد معهود ……الى أن يحل المقصود……متى …الله أعلم؟؟؟؟؟؟؟.
والسلام.