لماذا الإساءة إلى العربية؟
من المفروض أن تكون الجرائد الإلكترونية التي جادت بها التكنولوجيا في عصرنا أداة تستغل لتطوير اللغة العربية والارتقاء بها وتأهيلها لمضاهاة اللغات الأخرى التي أصبحت أكثر استعمالا وانتشارا ،إلا أنناـ ومع الأسف ـ أصبحنا نجد العكس هو ما يحدث كثيرا من الأحيان ،فمن خلال العديد من النصوص للعديد من الكتاب الذين يقتحمون عالم الكتابة في مختلف الجرائد الإلكترونية ،نقف على مظاهر فاحشة للإساءة إلى اللغة العربية ، مظاهر مشينة تجنح بها نحو الضعف و توجهها وجهة الانحطاط ، والسبب في وجود هذه النصوص المهلهلة والغثة هو غياب الرقيب سواء من داخل الجريدة أو من خارجها ، فأصبح كل من هب ودب يتهافت على الكتابة في الجريدة اللإكترونية نشوان بموقفه أو فكرته دون أن يأبه بقدسية اللغة ولا بحرمة الكتابة ،يفعل ذلك دون تقدير للقارئ ولا للجريدة التي وفرت له فضاء التعبير؛ وهكذا أصبحت الجرائد الإلكترونية مجالا تستباح فيه حرمة اللغة جهرا وهي القائلة:
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا ***من القبر يدنيني بغير أناة
إن مثل هذه النصوص كثيرة ،…………………….
جميل أن نعبر عما نريد وبما نشعر متخذين العربية أداة ،والأجمل بل الواجب أن نستعين في مراجعة ما نكتب بذوي الاختصاص والمتمكنين من أسرار اللغة ،فليست الاستعانة بالغير مذمة أو منقصة، وإنما هي إجراء يكمل عمل الكاتب ويصونه من الزلل ، وبذلك تصان اللغة العربية وتحفظ مما يسوقه الدهر لها ،ألم نسمع صرختها وهي تستغيث بأبنائها قائلة:
لا تكلوني للزمان فإنني *** أخاف عليكم أن تحين وفاتي ؟؟
Aucun commentaire