Home»International»ظلم الغرب للمسلمين ظلمات بعضها فوق بعض

ظلم الغرب للمسلمين ظلمات بعضها فوق بعض

0
Shares
PinterestGoogle+

مظلمة المسلمين لا مثيل لها في تاريخ البشرية ، وقد بلغت أوجها في هذا العصر.ولقد كنا نعتقد أنه لا اجتياح من قبل الغربيين لبلاد المسلمين بعد احتلال القرن التاسع عشر والعشرين . ومع حلول القرن الواحد والعشرين تأكد لنا بما لا شك فيه أن دأب الغرب مع المسلمين هو اجتياح أراضيهم كلما سنحت له الفرصة وبذرائع يقدها على مقاسه متى شاء وأنى شاء. لقد خطط الغزو الغربي لبلاد المسلمين خلال القرن التاسع عشر لأكبر مظلمة في تاريخ البشرية وهي تقديم أقدس مقدسات المسلمين لعصابة الصهاينة المجرمين على طبق من ذهب ، وحقق بذلك حلم اليهود العنصريين الذي لم يتحقق لهم طيلة عصور تاريخية طويلة. لقد كان غزو الغرب لبلاد المسلمين خلال القرن التاسع عشر مشرقا ومغربا عبارة عن مناورة من أجل تهويد فلسطين قلب العالم الإسلامي. أجل لقد اضطر الغرب المحتل للجلاء عن معظم بلاد الإسلام تحت ضربات حركات الجهاد والمقاومة ، ولكنه احتفظ بقلب العالم الإسلامي رهينة لأنه استهدفه من خلال حركته الاستعمارية خلال القرن التاسع عشر. وأمام فشل كل مناورات الغرب من أجل فرض الأمر الواقع على المسلمين وحملهم على الإقرار بالاغتصاب الصهيوني لفلسطين وقبوله من خلال مسرحيات مسلسلات السلام وخرائط طرقها التي لا نهاية لها أعاد كرة غزو واحتلال أجزاء من بلاد المسلمين في العراق وفي أفغانستان خلال القرن الواحد والعشرين من أجل التمويه على هدفه الرئيس وهو تكريس تهويد فلسطين .

والغرب لا تعوزه الذرائع والشماعات إذا ما أراد التحرك لغزو أطراف من بلاد المسلمين. لقد روج لمقولاته عن الإرهاب ووجدت مقولاته الكاذبة رواجا حتى في بلاد المسلمين حيث عمد إلى عصابات استخباراته وأوكل إليها العمليات الإرهابية من خلال تفجيرات في أوساط المدنيين وفي معظم بلاد المسلمين لتكريس الإقناع بفكرة وجود الإرهاب في أذهان المسلمين من أجل التمويه على هدفه الرئيس وهو جعل تهويد فلسطين أمرا واقعا واضطرار المسلمين لقبوله. لقد روج الغرب لذرائعه الواهية من أجل زعزعة استقرار العراق ومن خلاله زعزعة استقرار الشرق الأوسط برمته وجعل العراق عبرة لغيره من بلاد المسلمين . ولم تعوزه الذرائع ولا الشماعات فتارة هي أسلحة دمار شامل وهمية ، وتارة أخرى هي علاقة مع الإرهاب حتى تبين أن الذرائع واهية وأن القصد هو احتلال على غرار احتلال القرن التاسع عشر من أجل التمهيد لتهويد فلسطين . وبنفس الذريعة ومن أجل التغطية على احتلال العراق تم اقتحام أرض أفغانستان ، وكان بالإمكان أن يكون الغزو في جهة أخرى من بلاد المسلمين لو وجد الغرب ما يبرر ذرائعه كما حصل في أفغانستان والعراق. والغرب مستعد لاجتياح كل شبر من العالم الإسلامي إذا كان ذلك يوفر تغطية لتهويد فلسطين . فهاهو يرى في الصومال الممزع كل ممزع مصدر تهديد من أجل تبرير عودته إليه من جديد بعد رحيله عنه بسبب المقاومة من جهة وبسبب حسابات سياسية غير خافية ذلك أن الغزو الغربي مرتبط بقضية تهويد فلسطين ، وكلما كانت الوسيلة بعيدة عن تحقيق الهدف كلما أظهر الغرب زهده فيها.

لقد جاءت مناورة خطاب الرئيس الأمريكي للمسلمين من أجل ابتزازهم لغاية التهويد . والرئيس الأمريكي نفسه مناورة من صنع اللوبي الصهيوني الذي يدير العالم حيث تم اختيار رئيس من أصول إفريقية وعمدا من أصل مسلم ولازال الصهاينة يعيرونه باسم والده الحسين كسبة وتهمة من أجل تضليل المسلمين بأنه في صفهم ، والحقيقة أنه دمية اللوبي بامتياز. لقد بدا خطابه للعالم الإسلامي فيه تظاهر بحياد مغشوش ، وتظاهر برفض التهويد في شكل الاستيطان ولكنه ظل يتراجع حتى سكت عن الاستيطان ، وصرحت وزيرة خارجيته أن على المسلمين قبول الأمر الواقع وأن قضية الاستيطان أمر صعب بالنسبة للاحتلال الصهيوني يتعين على المسلمين تفهمه.
لقد صارت مظلمة المسلمين ظلمات بعضها فوق بعض ذلك أن بعض بلادهم تحت الاحتلال الفعلي المتزايد من خلال حجم القوات المرصودة كما هو شأن أفغانستان ، والبعض الآخر تحت التهديد إما باقتطاع أجزاء منه كما هو الحال في السودان المهدد بحركات انفصال في الجنوب وفي دارفور ، والمغرب المهدد بحركة انفصال في جنوبه. والعراق المهدد بحركات انفصال في شماله وجنوبه . كما أن الفتن الداخلية تهدد أصقاع أخرى من بلاد الإسلام كما هو الشأن في الصومال والجزائر وباكستان واليمن . وفضلا عن هذا لا يألو الغرب جهدا في جعل الهوة سحيقة بين الشعوب الإسلامية وأنظمتها حيث تنشغل معظم الأنظمة بأساليب قمع شعوبها من خلال ذريعة الإرهاب التي سوقها الغرب وذر رملها في العيون ليعميها عن الهدف الرئيس وهو تهويد أقدس المقدسات. فمصر المكتوفة الأيدي بمعاهدة كامب دافيد لا شغل لها سوى قمع حركة الإخوان المسلمين ومحاكماتهم التي لا نهاية لها والتي تطورت لتشمل كل الجنسيات الإسلامية ، ولا شغل لها سوى أظهار الشطارة واليقظة في معبر رفح لمصادرة أسلحة وهمية آخرها ما زعم أنه ضبط في حوزة الأموات بمقبرة رفح بعدما زج بمعظم الأحياء في السجون والمعتقلات.

وما يقال عن مصر يصدق عن مثيلاتها التي عرف فيها القمع أوجه كتونس وسوريا حيث لا يعلم إلا الله وحده ما فيها من مآس . والأردن مشغول بإعادة البحث في هوية الفلسطينيين المهجرين . ولبنان يعاد تشكيل خريطته السياسية وفق رغبة الغرب الذي يضع نصب عينيه هدفه الرئيس وهو تهويد فلسطين لهذا تراعي تدخلاته في التشكيلات السياسية هذا الهدف قبل غيره . وإيران نجح الغرب في اختراق صفوف شعبها الواقع بين مطرقة الغرب وسندان العمائم المتسلطة على رقابه بعد سرطان الشاه . وتركيا نجح الغرب في تعميق الهوة بين جيشها العلماني وحكومتها الإسلامية حتى لا يحصل انسجام بين الطرفين أبد الآبدين فتعود أمجاد الإمبراطورية الإسلامية من جديد فضلا عن تحريك حركة الأكراد الانفصالية كورقة مساومة وضغط. ومع هذا وذلك تغزى الشعوب الإسلامية بمظاهر اللهو المختلفة من رياضة ومهرجانات…. لا تكاد تتوقف كل ذلك من أجل توفير الجو لهدف تهويد فلسطين .

وفي الديار الغربية لا تسلم الجاليات الإسلامية من تضييق الخناق عليها بشتى الممارسات العنصرية .إنه ظلم الغرب للعالم الإسلامي الذي صار ظلمات بعضها فوق بعض والشعوب المسلمة بين واعية بذلك وغافلة لا تبالي في سبات عميق .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *