انعقد يوم الثلاثاء  28 ابريل بمقر ولاية الجهة الشرقية لقاءا تواصليا مع الشباب المقاول بحضور السيد خالد الناصري وزير الاتصال  الناطق الرسمي باسم الحكومة  والسيد محمد ابراهيمي  والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انكاد والسيد فريد شوراق مدير المركز الجهوي للاستثمار والسيد العلمي  الكاتب العام للولاية وعدد من رؤساء المصالح والادارات  ، وممثلي بعض الجمعيات والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين بالاضافة الى عدد من الشباب المقاولين في اطار برنامج  » مقاولتي  »  …

افتتح اللقاء بكلمة  السيد محمد ابراهيمي والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انكاد الذي اعتبر ان هذا اللقاء الهام  يندرج ضمن  سلسلة من اللقاءات الاخبارية  المنظمة  في العديد من عمالات وأقاليم المملكة لشرح مضامين  المبادرة الحكومية الرامية الى  دعم برنامج  » مقاولتي  » وتقويته ،  لكونه يندرج ضمن المخطط الوطني الرامي الى تأهيل  النسيج الاقتصادي  والارتقاء بالاوضاع الاجتماعية للمواطنين خصوصا فئة الشباب  التي يوليها صاحب الجلالة عناية خاصة …حيث  قامت الدولة بوضع  » آليات  جديدة تهم بالاساس تحفيز  التشغيل الذاتي  وتقوية قدرات المصالح  المشرفة على التكوين والتأهيل  وتبسيط مساطر التمويل وتعبئة جميع الشركاء والفاعلين  للمساعدة في تعزيز هاته الآليات  » وفي هذا الاطار يندرج برنامج مقاولتي  كآفاق  مفتوحة امام الشباب  الذين يتوفرون على ارادة  قوية لولوج عالم الشغل والانتاج  بضمانة من الدولة  ـ وأضاف السيد الوالي  ـ انه بفضل برنامج مقاولتي  تم خلق  2000 مقاولة  صغيرة   الى حدود متم سنة 2008 ، وللرفع من هذا العدد فان برنامج مقاولتي في نسخته الجديدة ونتيجة لمراجعة بعض الأسس التي يقوم عليها حيث سيتم فسح المجال ايضا  لغير حاملي الشهادات للانخراط في النسيج الاقتصادي بانشاء مقاولات ، هذا  بالاضافة الى تعزيز آليات المواكبة والتأطير، وكذا تحفيز المؤسسات البنكية  على الانخراط بشكل فعال في تمويل البرنامج  على شكل قروض قد تصل احيانا الى مبلغ 100 في المائة من تكلفة المشروع ، وبذلك تكون النسخة الجديدة من برنامج مقاولتي تسعى الى  المزاوجة بين  جودة المشاريع المقدمة  ونجاعتها كي يشمل اكبر حجم من الشرائح الاجتماعية من الشباب ذوي الطموحات المقاولاتية ، وبذلك سندعم شبابنا ليعتمد على ذاته  ويطور مهاراته  ويندمج في سوق الشغل ليشارك في التنمية  الاقتصادية والاجتماعية التي  يعرفها المغرب تحت  قيادة جلالة الملك ـ يقول السيد محمد ابراهيمي ـ

اما السيد خالد الناصري  وزير الاتصال  الناطق الرسمي  باسم الحكومة  فقد اعتبر ان حضوره هذا اللقاء يندرج ضمن الجولات الميدانية  المنظمة من طرف   » اللجنة الوطنية  لبرنامج مقاولتي  » معتبرا ان  » عملية خلق المقاولات الصغرى  والانشطة المدرة للدخل بصفة عامة يحظى باهمية بارزة في استراتيجية الحكومة  » وبذلك يكون برنامج العمل الذي حددته  اللجنة الوطنية لبرنامج  » مقاولتي  »  يرتكز على المحاور  الاربعة  التالية ـ وهي :
1 ـ توسيع فئة المستفيدين من البرنامج لتشمل جميع حاملي المشاريع المقاولاتية
2  ـ تقديم خدمات نوعية وعن كثب ، وذلك بتوسيع  شبكة  المواكبة والتكوين  الجيد والفعال  للمواكبين الجدد ووضع رهن اشارتهم  مجموعة من الادوات  العملية
3 ـ  تنسيق اكبر على الصعيد المحلي  بين جميع الفاعلين  في البرنامج  وذلك عن طريق حملات تحسيسية  وتفعيل دور اللجنة التقنية المحلية  التي تم احداثها مؤخرا
4 ـ تنظيم حملات  تحسيسية  في بعض المؤسسات  التعليمية  من أجل تطوير  روح  المبادرة  عند الشباب   ، هذا بالاضافة الى مواكبة  كل حامل او حاملة مشروع ، وايداع مشروعين  لدى الابناك  من  بين ثلاثة مشاريع مواكبة  ، وتمويل مشروع واحد على الاقل من بين كل مشروعين مودعين …

وبعد تقديم عرضين لكل من ممثل الوكالة الوطنية لأنعاش الشغل  وممثل الصندوق المركزي للضمان فتح باب النقاش والاستماع الى  تجارب بعض الشباب المقاول  ، والذين تحدثوا  عن معاناتهم   مع التعقيدات الادارية  خلال مختلف المراحل التي  يمر بها تكوين ملفات  مقاولاتهم حتى ان احدى المتدخلات تحدثت وهي تجهش بالبكاء عن  تجربتها المريرة التي جعلتها  تدور في دوامة معقدة ،بين العديد من الادارات التي  أخذت تتقاذفها بدون رحمة او شفقة بحيث ادخلتها في متاهات تبين انه من الصعب الخروج منها  نتيجة العديد من التعقيدات الادارية  مما جعل  مقاولتها على حافة الافلاس  ، الشيء الذي  انعكس  بشكل سلبي على علاقتها الزوجية ،  مما جعلها قاب قوسين او ادنى من الطلاق  خصوصا عندما  رفض البنك تسليمها الدفعة الأخيرة من السلف  ، نتيجة رفض اكاديمية الجهة  الشرقية للتربية والتكوين  تسليمها  اشهادا بتكوين مدرسة  للتعليم الاولي ، حيث  قالت هذه السيدة  ان الأكاديمية طلبت منها   تكوين ملف من 17 وثيقة … حينها اجهشت بالبكاء فما كان على السيد الوالي الا ان يتناول الكلمة  موجها انتقادات  لاذعة لمختلف الادارات العمومية التي  ما تزال لم تتخلص بعد من  عقلية التعقيدات  ، بل من عقلية امتهان التعقيدات ، واختلاق العراقيل امام المواطنين ،  ملتمسا من الادارات العمومية التعامل بمرونة مع  هؤلاء الشباب  والعمل على تبسيط المساطر الادارية  لتشجيع الشباب  على الاقبال على  تكوين مقاولاتهم ، فلا ينبغي ان تكون  الادارات ومساطرها تمثل فرملة  امام برنامج  » مقاولتي  »  … ولم يخف السيد الوالي غضبه ايضا حين تحدث أحد الشباب انه حصل على قرض بنكي  بفائدة  تقدر ب 7  في  المائة ، حيث  خاطب ممثلي الابناك قائلا :  » انكم  بهذه النسبة ستقتلون طموحات هؤلاء الشباب  … ان هذه النسبة تعني الحكم بالاعدام على هذه المقاولات  » اثر ذلك طالب السيد الوالي من ممثل البنك الشعبي بخفظ  الفائدة على القرض  الى ما بين 3,5 و 5 في المائة ، ليقول بعد ذلك السيد الوالي  وهو يخاطب   الشباب الذين استفادوا من قروض بفائدة  7 في المائة ان يذهبوا  الى  البنك قصد مراجعة نسبة الفائدة وتخفيضها الى نسبة 5 في المائة  مما جعل هؤلاء الشباب يصفقون بحرارة على هذا  » القرار  » الذي اتخذه السيد الوالي  دفاعا عن شباب  طموح   له ارادة وطنية في  الارتقاء بالواقع  الاجتماعي والاقتصادي  …والمساهمة في  عملية التنمية 
 
اما بخصوص مختلف التعقيدات فقد اعلن السيد محمد ابراهيمي  عن تشكيل لجنة للتتبع  يتم اللجوء  اليها من طرف الشباب المقاول خلال مرحلة تكوين الملفات  قصد  تذليل مختلف العوائق والصعاب التي تعترضهم خلال فترة تكوين الملف  من جهة ،  كما ستعمل على مصاحبتهم  لمدة سنة خلال تكوين مقاولاتهم  بتقديم الاستشارة   والنصح لتلافي  كل التعثرات التي  قد تتسبب في افلاس مقاولاتهم …