Home»National»تعدد اللغات …إشكالية من الإشكالات…

تعدد اللغات …إشكالية من الإشكالات…

0
Shares
PinterestGoogle+

تعتبر معضلة إتقان اللغات من المعضلات التي أثقلت كاهل المنظومة التربوية وأفرغتها من محتواها،ونزلت عليها بسوء مستواها،وفاضت عيناها من كثرة ما أبكاها …والى الله منتهاها…
إنني لن أكتب عن هذا الموضوع كمتخصص ،لأنني لست متخصصا،ولا كمدرس لأنني لست مدرسا،ولا كباحث لأنني لست باحثا،وإنما كملاحظ وكتلميذ سابق وأب لاحق ،أحس بالإحباط من جراء تدني المستوى الى درجة أننا حاولنا تعلم كل شيء دون أن نتحصل على أي شيء.وكلما رجعت الى الماضي القريب تذكرت طفولتي وطفولة الكثير ممن درسوا في ظروف متواضعة وبكتب متواضعة لا تتعدى أصبع ،تتلمذوا على يد المرحوم
 » بوكماخ « وغيره من الكتاب الذين أثروا حينها فكرنا بمعلومات دقيقة تنطلق من السهل الى الصعب ومن البسيط الى العميق ومن الحرف ثم الكلمة ثم الجملة . تعلمنا خلالها أصول اللغتين العربية والفرنسية بإتقان ودرسنا النحو والصرف بإمعان وكنا ومن كان قبلنا نشكل ونعرب القطعة بكاملها في التعليم الابتدائي،ويا ويحك أن تخطئ…وكنا وكنا…ليس الذكر للتفاخر ولا للتناحر ،وانما للحديث عن زمن كانت فيه الوسائل بسيطة والمقررات خفيفة،والكتب طفيفة ،ومع ذلك كان المستوى مرتفع وكان المغاربة يصولون ويجولون,كانوا يحتلون المراكز الأولى عالميا في الكثير من المجالات التعليمية …

وتمر الأيام وتكثر السياسات والمخططات كلها هدفت الى خصخصة التعليم وقصره على النخب وإبعاد العامة عن الزبد ،والسعي الى جعل جامعاتنا للبائسين واليائسين بعد أن كانت للمتفوقين واليافعين،حيث كانوا وكنا نعاني من أجل إيجاد مقعد للجلوس على المصعد،وكانت الجامعات تغص بالأفواج لتصبح اليوم خالية الأدراج….الحديث طويل والكلام غزير والنهاية مؤلمة…

ظهرت إصلاحات تلو الإصلاحات وكثر المتفننون في فن التفنن ،يقدمون اقتراحات جهنمية ويفسدون افسادات غير منتهية،أفرغوا التعليم من محتواه وأخرجوه عن هواه.جيل لا يتقن أي شيء ،ضعيف في كل اللغات واللهجات من عربية وفرنسية وانجليزية واسبانية وأمازيغية و…و…تعلم كل شيء ولا يتقن أي شيء…فإلى أين نحن سائرون؟…فحتى القائمون على التعليم من مسئولين أصبحوا يرددون شعارات الإحباط وينادون بتدني المستوى وفراغ المحتوى…فمن المسئول إذن؟؟؟؟؟؟؟
كتب متنوعة ،من صور عجيبة ومقدمات غريبة ،مزركشة بأساليب ومقاربات وبيداغوجيات كلها غير واقعيات،ببساطة لاعتمادهم النحل والنقل والمجارات والبحث عن العلاقات لطبع كفايات ما هي بكفايات وكتب ما هي بكتب ومنهاج خارج عن المعراج،كم من الكتب وعدم من الفوائد ،تلميذ مثقل بسلة من المهملات وأستاذ يغرد بما فرض عليه من المفردات ،وأب غائب عن هذا وذاك….

أكتفي بهذه الدلالات الرمزية والتي تحتاج الى الكثير من التحليل والرأي والتدليل ،فإلى متى نظل نغرد وخارج السرب نندد….والسلام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    26/04/2009 at 00:21

    السلام عليكم أيها العزيز الفاضل سيدي محمد المقدم ، من يعلمنا كيف ننطق بالحق ونجهر به في زمن عز فيه الجهر المسئول، وعز فيه قول الحف. لوشئت المقارنة بين تعليم البارحة وتعليم اليوم كفعل وليس كمعرفة ، لن تجد للمقارنة سبيلا. كثر الهرج والمرج في ميدان يتطلب الكفاءة والأخلاق والقيم والاجتهاد والإبداع والنقد.كل شيء قرر فغرر. .
    لك الدعاء بالصحة والعافية لم يبق لنا ما نقول سوى حوقلة غصتها في القلب قبل الحلق.
    والسلام

  2. قارئ
    26/04/2009 at 00:22

    ان ما تحدثت عنه هو تحصيل حاصل،وقبل ان نرصد النهايات علينا ان نعود الى البدايات،ماذا ننتظر من تعليم يدفع نظامه التلاميذ دفعا الى الاقسام المتتالية في التعليم الابتدائي وذلك لافراغ المكان للآتي.ما نتوقع في تهاية المطاف؟ سيتراكم تعثر التلميذ ستة بعد سنة وحين يصل الى المستوى التأهيلي يكون غير قادر على المجاراة ولو حبوا.ان مسؤولينا يعلمون ويعون كل شيئ ولكنهم يغضون الطرف وينسبون الفشل الحاصل الى عوامل اخرى قد يكون لها دخل فعلا ولكنها ليست المسؤولة الأولى عن الفشل.لو لن برامجنا ومناهجنا ومدرسينا وطرائقنا كانت السبب لما ظهر متفوقون وهم قلة طبعا.هذا في رأيي احد اهم عوامل فشل تعليمنا وكفانا من القاء اللوم كله على ابنائنا،فالكثير منهم ضحايا هذا النظام الذي « يريد » ان ينتج من ضعف تدبيره وقلة انفاقه على التجهيز واعادة النظر في المسالك…ما لا يمكن ان ينحقق الا في الاحلام.والادهى والأمر هو ما صرنا نراه من هدم بعض المؤسسات التربوية بدعوى فراغها من المتعلمين،بالله علينا اين سندرس ابناء الجيل او الجيلين القادمين الذي سيحلون محل القاعدة الشائخة التي ستلبي داعي ربها لا محالة؟هل سيزيلون الساحات ليبنوا مكانها مدارس؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *