هل حظيت ساكنة حي الأندلس بما تستحقه من احترام عند المسؤولين مقابل أسلوبها الحضاري في التواصل معهم ؟؟
إن قضية ساكنة حي الأندلس ـ وأنا واحد منها ـ والمتعلقة بتوجيه التماس للمسؤولين في الجهة بخصوص المحافظة على مساحة خضراء ، ورد فعل المسؤولين على الالتماس بالمضي قدما في اقتلاع أشجار هذه المساحة الخضراء من أجل إقامة مشروع لم تتضح معالمه لحد الآن جعلتني أفكر بجدية في قيمة المواطنة في وطني ، وأتساءل : هل نحن بالفعل مواطنون في نظر المسؤولين ؟ وما حقيقة مواطنتنا ؟
فإذا كنا نوجه رسالة التماس للمسؤولين بأساليب استعطاف تأباها كرامتنا كمواطنين من حقنا الاعتراض على ما يقلق راحتنا ، ومع ذلك كان رد الفعل هو الإصرار على تدمير المساحة الخضراء دون ولوعبارة اعتذار واحدة تصون كرامة المستعطفين من ساكنة الحي .
لقد دأب المسؤولون في هذا الوطن على اعتبار المواطنين مجرد قطعان ماشية أو أدنى من ذلك فلا يقف مسؤول أمام المواطنين إلا متنطعا ومتدثرا بالكبرياء التي هي رداء الله عز وجل الذي لا ينازعه فيه أحد إلا وكبه على وجهه في النار كما جاء في حديث قدسي .
كنت أنتظر بعد توصل المسؤولين برسالة ساكنة حي الأندلس مصحوبة بلائحة أولية من التوقيعات المعترضة على إزالة المساحة الخضراء أن يسارعوا لطلب لقاء مع الساكنة أو من يمثلها من أجل استجلاء دوافع تخوفهم من مشاريع مريبة قيل عنها مرة أنها مشروع إقامة لما يسمى بالأمهات العازبات ، وقيل عنها مرة أخرى أنها مشروع روض للأطفال ومعمل للأنشطة النسوية ، وقيل عنها مرة ثالثة أنها مقر إيواء المتخلفين عقليا . وتعدد الأقوال جعل الريب يتمكن من نفوس الساكنة ، ويفقدها الثقة في المسؤولين الذين اختاروا أساليب التمويه واللف والدوران عوض أساليب الصراحة مع المواطنين ، وكأنهم أوصياء على مواطنين دون سن الرشد أو في حكم السفهاء .
لقد اختارت ساكنة حي الأندلس أسلوبا حضاريا للتواصل مع المسؤولين من خلال مراسلة استعطاف فيها كل تقدير واحترام للمسؤولين ، ولكن هؤلاء المسؤولين اختاروا أسلوبا لا علاقة له بالحضارة ، وهو أسلوب قطع أشجار المساحة الخضراء الذي يعني بكل وضوح وجلاء الاستخفاف بمشاعر المواطنين واحتقار إرادتهم ، بل واعتبار استعطافهم ضعفا وخنوعا واستكانة واستسلاما . وقد عكست هذه النازلة كيف ينظر المسؤولون للمواطنين ؟ وكشفت قيمة المواطنة في وطن كان أهله عبر التاريخ أعزاء لا يرضون مهانة ولا ذلة مهما كان مصدرها .
إن ساكنة حي الأندلس على وعي تام بالمشاريع المشبوهة من قبيل إيواء ما يسمى الأمهات العازبات بين ظهرانيهم مهما كانت اليافطات المعروضة على الواجهة.
فلن ترضى هذه الساكنة بوجود ماخور مقنع في حيها ،ويكون مقصد الفجار الذين يستغلون مكان إيواء المنحرفات لإشباع نزواتهم البهيمية . ففي بلد دينه الإسلام لا يمكن أن نتحدث عن أمهات عازبات ، فلا وجود لهذا الصنف من الأمهات ، ولم يعرف التاريخ البشري إلا نموذج مريم العذراء أم المسيح عليهما السلام ، وما عداها مجرد بغايا سواء كن ضحايا أم كن راغبات خزايا . فما يسمى الأمهات العازبات أولى بهن بيوت الذين اعتدوا على أعراضهن ، وليس المعسكرات داخل الأحياء السكنية وأولى بالمتخلفين عقليا من خلفهم . وأولى بالمسؤولين معالجة هذه الظاهرة غير المشرفة بالبحث عن الجناة الذين يهتكون الأعراض ويتسببون في تشريد أطفال أبرياء في غيتوهات ، ويجعلون شريحة من النساء يمتهن الفاحشة من أجل لقمة العيش.
وإذا كان السكوت عن معسكرات البغاء المقنع اليوم ، فغدا سيفرض المسؤولون على المواطنين احتضان الأمهات العازبات بعد توزيعهن قسرا عليهم ليشاركن هؤلاء المواطنين مساكنهم ومطاعمهم .
وإذا كان ثبوت الإيمان لا يتأتى إلا بحب المنتسب للإيمان لأخيه ما يحب لنفسه ، فما هو حظ المسؤولين من هذا الإيمان وهم ينجزون مشاريع الأمهات العازبات و أبنائهن اللقطاء أو المتخلفين عقليا فوق مساحة خضراء تعتبر الرئة التي يتنفس بها حي الأندلس ؟
لقد كان من المفروض أن يتولى من حظي بأصوات ساكنة حي الأندلس الدفاع عن همومهم ومنها إنقاذ مساحة خضراء ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل وجدت الساكنة نفسها وحدها أمام مسؤولين يجيدون أساليب التدبير العسكري الصارم في غياب ثقافة إشراك المواطنين في تدبير شؤونهم . أما من يمثل الساكنة فلن تراه الساكنة إلا إذا قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية ليكشر عن أنيابه في وجهها بابتسامات كاذبة خاطئة ، ووعود عرقوبية ، وأزواج من خفي حنين.
وإلى أن يحظى المواطنون بمواطنتهم كاملة غير منقوصة سنقول للمسؤولين في أنفسهم قولا بليغا حتى يودعوا إلى غير رجعة عقلية الاستعلاء على المواطنة التي هي أغلى ما يفخر بها المغاربة أبناء مازيغ وأبناء مضر على حد سواء .
3 Comments
قلت حقا وعبرت عما في أنفسنا شكر الله لك
إلى الأخ الحوسين قدوري ما هو السر في عدم نشر التعليقات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزاك الله الف خير لقد نبت عن ساكنة الحي