الأحزاب في المغرب – بين التخمة الوهمية والاستحقاقات الانتخابية –
الأحزاب في المغرب
بين التخمة الوهمية والاستحقاقات الانتخابية
أراك عاصية الإحساس والإدراك أيتها الأحزاب المغربية,لان رجالاتك,يصدق عليهم قول الشاعر
لكل أمريء من دهره ما تعود .فكيف يمكن وضع حد لسياسة الالتباس,التي ترسخها الأحزاب المتلبسة, التي تسعى سعيا حثيثا, وراء الحقائب الوزارية,المعدة سلفا, ,للبيع, والشراء, وحتى السلف. والمواطن المتعثر الحظ,تائه في سراديب الأحزاب المتعرجة,والمنعرجة, الغير المنفرجة, بسبب اللبس,والالتباس,الذي يتحكم في مجريات سعيهم الغير المشكور.لذا وجب التفكير في إقامة حد أدنى للتحكم في العلاقات التنظيمية’ والسياسية,لتنسيق توجهات الأحزاب, للنظر اليها كعصب, يشد النسيج الوطني, ويقوي صلابة الوطن, للدفاع عن استحقاقاته المستقبلية,ومنع انزلاقه نحو الانكفاء, بكافة أنواعه, وأطيافه.وهذا هو المأمول, ولكن كم خاب, وسيخيب الظن,لأنها أحزاب غفلت, وتغافلت عن تأطير المواطن, تأطيرا مستنيرا, وقادرا على ادماجه في المنظومة السياسية, اندماجا صالحا, ومتكاملا, لضمان, وتحقيق الانتماء للوطن.والابتعاد عن الانتماءات الحزبية الضيقة, التي تضيق حيز الانتماء. ليصبح الحزب عبارة عن كتل بشرية,غير متحررة من الرؤيا الاثنية, والإرث التقليدي. وهذا ما أدى الى عدم اندماج الاحزاب بالوطن,لانها بقت رهينة الرؤيا الطائفية, رغم شعاراتها الفكرية, التي كانت تنشدها, وتناشدها في مرحلة ما قبل المجتمع الوطني السياسي. فكان مآل التجربة المتراوحة, المترنحة هو ترسيخ الانغلاق على الذات, واستبداد الزعيم/ الرمز.فتكلست الأفكار,وتناسل الاجترار الايديولوجي, وشاخ الوعي السياسي, ولم تستطع الاحزاب خلق( متعة الانتماء للمواطن).لأن القادة بمختلف مشاربهم, وأطيافهم تبنوا مبدأ (إن لم أكن أنا الصائب فالآخر مخطيء حكما) .فانعدمت الثقة,وانفضحت, وانكشفت الخيوط الواهية للعبة, وانقلب السحر على الساحر.فابتليت الأحزاب شر ابتلاء بطاعون التفرقة, والتشردم, والانشقاق.وكثر اللغط, والغمز, اللمز,والتشنيع, والتخوين, والتوصيف الغير المعقول. فتقوضت مساحة المصداقية الوطنية. ولا داع للاحتجاج بحجة التعددية. فنحن مع التعددية الكيفية, و التنوعية, ومع الاختلاف الذي يحقق الائتلاف.فلو دققنا التقييم الأخلاقي,أو الفكري الصرف, أو العقيدي, أو السياسي لكل طرف سواء .المنشق, أو الأصيل, لسمعنا ما يندى له الجبين. وكلما تناسلت الأحزاب,ازداد تناسل ذهنية الوصاية,التي تقوض كل الصلاحيات,لتكمم الأفواه,وتحد من حدود, وشكل الحزب, وهيكلته,ومنظومته الفكرية, والسياسية, ليرتقي الزعيم لمصف قادة النزعة الاستبدادية,والنهج التسلطي.
فالأحزاب النواتية بالمغرب أفرزت واقعا رثا. أدى الى زعزعة الاستقرار السياسي, والاجتماعي لحقبة ليست بالهينة. بدافع السبق, والتسابق, والتلهف على السلطة, والتفرد بزمامها. لإقصاء رفقاء درب النضال, والكفاح.وازدادت مآسي الوطن, وأصبح رهين صراع لا يعرف المواطن المغلوب على أمره, الا ظاهرا من القول, أما ما خفي, فهو أعظم. وكما يقول المثل المغربي ( تناطحوا الثيران وسخط الله على البر واق).
وتأججت سنوات الجمر, وانحرف المسار, واشتد الشد بين الاحزاب, والنظام الحاكم حتى لم يبق سوى القماط, هو الذي يربطنا بالوطن.ولولا لطف الله الخافي, لاندحر المغرب الى الدرك الأسفل من الفتن, التي لا تبقي ولا تذر.
ومازلت الطبيعة المزاجية للاحزاب لم تكلف نفسها عناء التخلي الكلي عن ارثها التقليدي,ومحاولة التصدي لأسباب الأزمة القائمة, التي تبعث في النفوس النفور,والعزوف عن الإسهام بثقة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
فعلى الاحزاب ان تصدق القول والفعل, لتذيب ركام الجليد, الذي يقبر الوعي السياسي الوطني, بسبب تراكم الصراع السالف الذكر, لاسترجاع الثقة الحقة. وهذا هو الشرط الضروري لاعطاء ملامح جديدة للحزب بالمغرب.وبهذا التعيين تكف الوطنية عن كونها صفة تستمد قيمتها من ايديولوجيا دخيلة,أو حكم قيمة. وهذا الشرط الاساسي يستتبع جملة من الشروط الأخرى.وفي مقدمتها, توفير الضمانات القانونية لتفعيل دور الاحزاب, وجعلها تساهم مساهمة فعالة في الإقلاع الديمقراطي, بالاضافة الى تأطير الفئة الاجتماعية, التي يعبر الحزب عن مصالحها, ويعمل من أجل تحقيق مبتغاها,انطلاقا من برنامج محدد المعالم,مع الاخذ بعين الاعتبار, ما يعترضه, ويحرفه عن مجراه.لأن أي برنامج تقبع خلفه ايديولوجية, تلازم الخط السياسي للحزب.مع العمل على استثمار حرية الفرد, لانتاج حرية المجتمع. فالحزب بدون وعي سياسي, هو عبارة عن تجمع لأشتات, وأشلاء.والوطن بدون أحزاب (أحزاب سياسية) هو عبارة عن أرض بوار.ولا وجود لمجتمع بدون ايديولوجية.
فالسياسي المتمرس, المتميز هو من يعمل لأجل وطنه بعقل سريع الحركة, والتطور. لمواجهة واقع أسرع حركة وتطور, لتحقيق الاستقرار على كافة الأصعدة. فها نحن قاب قوسين, أو أدنى من الاستحقاقات الانتخابية ودار لقمان مازالت على حالتها. وكم نتمنى ( وما أضيق الوطن لولا فسحة الأمل) .أن يكون تاريخ الاستحقاقات تاريخا مفصليا, ومنطلقا لحسم هوية مغرب العهد الجديد, الرافض رفضا مطلقا للعودة الى منطق الالتباس. لتحقيق التقدم نحو بناء دولة الحق والقانون, التي يمكنها وحدها, دون سواها أن تستوعب الاستعداد الديمقراطي للانتصار على كل الرهانات.المستقبلية
التهامي الشامي
Aucun commentaire
لوصدقت الاحزاب,لصلحت الانتخابت,فيصدق الناخب والمنتخب,فتصبح مؤسسات ا لدولة ذات مصداقية,فيصير المغرب بلدا ديمقراطيا.عملية سهلة ,لكن لاروح لمن تنادي.
عزيزي الكريم التهامي الشامي سلام الله عليك.
إن السياسة علم وعمل، محصنين بمجموعة قيم، أداتهما الممارسة الميدانية في واقع الناس. لكن عندما تصبح السياسة مجرد وسيلة لمآرب شخصية، وتصبح تلك القيم والأفكار والمبادئ مجرد ديماغوجية لدى السياسي لا تصبح للفعل السياسي أية قيمة معنوية أو مادية تذكر. وبما أن الأحزاب المغربية هي دكاكين للوصول إلى المنفعة الشخصية والعشائرية والقبلية والإيديولوجية.. فهي لا تستحق حتى الالتفات إليها. ومنه أقول أن الوعي الوطني يوجب على الفرد المغربي أن لا يشارك في الانتخابات القادمة انطلاقا من كونها مسرحية سياسية تنتهي بمجرد إعلان النتائج.
مع التحية والتقدير