الكفاية اللغوية بين التدبير القسمي وقيادة الفضاءات…قراءة تحليقية للمشروع السادس في المجال الثالث مواجهة الاشكالات الأفقية للمنظومة التربوية
*-سياق فكري عام
مواكبة منها للتحولات الكبرى، التي يشهدها العالم، في مجال الاستثمار في الرأسمال البشري، بشكل يوازي، عمليات الاستغلال المرشد، للموارد الطبيعية المختلفة ،في اتجاه تأهيل العنصر البشري ، وتوظيف كفاياته، وتحويل معرفته الميتة إلى حية، وتشغيل مكتسبه المراكم من المعرفة المفهومية، والمهارية ،والتواصلية …على خط التنمية الذهنية ،المؤسسة على قاعدة التخصص ،المتقيدة بأحكام الاستضمار، والاكتساب والإقدار، والتمهير ،والإنجاز، والتكوين والتشغيل…للتعبير عن متطلبات الانتقال ،من مجتمع الاستهلاك، إلى مجتمع المعرفة، من حضارة الملفوظ إلى حضارة الصورة والتعبير، ومن دال تعلم التعلم إلى
دال تعلم التفهم ثم دال تشغيل الكفايات اللغوية والتعبيرية والمنهجية والثقافية والتكنولوجية…دأبت المنظومة التربوية سواء على مستوى أدبيات الميثاق / المبادئ والمرتكزات والمجالات الست والدعامات التسعة عشر أو على صعيد خطاب نوايا البرنامج الوطني الاستعجالي 2009-2012 إلى تبني استراتيجيات جديدة من عيار إستراتيجية تعدد الاختيارات/ الاختيارات اللغوية،الاختيارات المنهجية،اختيارات الكتب المدرسية/… واستراتيجية التدريس الصريح والتفاعلي بمقاربة الكفايات واستراتيجية التدبير المرتكز على النتائج في مسعى يروم تحقيق التنمية اللغوية باعتبارها رافدا للتنمية الشاملة وذلك بتعبئة كل الموارد وتجنيد كل الطاقات لتجاوز الوضعية الإشكالية/تعثر غالبية المتمدرسين في مجال الاكتساب و التداول والإنتاج والتحكم اللغوي على غرار مواد التعثر المعروفة كالرياضيات والفرنسية…/
*-تشخيص المشكل اللغوي
فأما م تمدد منتج حضارة الصورة وانحسار معدلات القراءة والإقراء واستعمال مصادر البحث الورقية وأمام المراهنة على اختيار الكم على حساب الكيف وهيمنة المعرفة المفهومية والتهامها لوقت تشغيل المعرفة التواصلية والمهارية وفي وقت عمدت فيه السلطة التربوية على تضييق الغلاف الزمني المخصص لمادة اللغة العربية /4 ساعات بدل 6 ساعات /وتكثيف المقررات وتنويع عروض الوحدات الدراسية بحسب المجالات وعدم تأمين شروط الانتقال من التعليم الشمولي إلى التعليم المجزوئي المرتكز على الحلقات الدراسية والذي ترتهن به مقاربة التدريس بالكفايات العليا والدنيا على حد سواء وفي وقت يشهد فيه مشروع استعمال اللغة العربية انحسارا وإجراء ترجمة المواد العلمية تعسفا ومبدأ تعميم التعريب تعثرا ومشكل اكتظاظ الفصول تفاقما…
أصبح من اللازم اللازب تبني مقاربة جديدة في مناولة
الدرس اللغوي ومكون القراءة وتحليل النصوص على ثلاثة مستويات
1-مستوى تحويل المعرفة الأكاديمية الحديثة من قبيل اللسانيات والنحو البنيوي والتداولي والمناهج النقدية… إلى معرفة مدرسية.
2- مستوى تكييف المعرفة المدرسية المحولة بحسب حاجات المتعلمين وخصوصيات البيئة المدرسية.
3-مستوى طرائق التواصل الديداكتيكي والعتاد البيداغوجي وفضاءات التلقي.
ولتحقيق نقلة نوعية في الأداء والقيادة والتحكم اللغوي لابد من العمل على تجسيد هذه المستويات على أرض الواقع وتوفير المناخ والشروط الضرورية التي يرتهن لها أي انتقال بالدرس اللغوي من الممارسة التقليدية الحالية إلى الممارسة الجديدة المرتكزة على قاعدتي التناغم والتكامل بين مكونات مادة اللغة العربية/ المكون اللغوي ومكون القراءة ومكون التعبير وعلى خط الابتكارية بين إبدال تعلم التعلم وتعلم التفهم وإبدال تشغيل الكفايات في كنف النظرية المعرفية الاجتماعية البنائية الذاتية.
1- دال التحكم اللغوي وتدبير القسم
إن الهدف الأساس من تدريس مادة اللغة العربية بالإضافة إلى فهم وتفهم وإفهام القرآن الكريم والتواصل مع الموروث والمشترك الثقافي والمنجز
الإبداعي والحضاري هو التحكم في آليات التعبير على صعيد الحوار التواصلي و صعد الصياغة والتركيب والإنتاج على طريق توسيع مجالات استعمال اللغة العربية وميادين تشغيلها في أفق تثبيتها كلغة رسمية متداولة ومتعامل بها دوليا في المحافل والملتقيات على اعتبار أن اللغة هي أداة تواصل واتصال ووعاء يختزن الفكر والحضارة والتمدن والعلوم والفنون والتقنية وبنية عقلية فطرية وظيفية تنتج المعنى والسلوك.
أ- شروط التحكم في اللغة العربية
لايمكن للمتعلمين التحكم في اللغة دون اتخاذ إجراءات تحكم تدبير القسم على مستوى العلاقات والعقد الديداكتيكي وإحكام العلاقات بين أضلاع المثلث الديداكتيكي لتيسير الامتلاك والحيازة المعرفية على قاعدة التفاعلية الاجتماعية وعلى مستوى التدخل البيداغوجي وتطوير آليات التواصل مع المتعلم وتفهم وضعياته النفسية والاجتماعية والمعرفية وتقويم جميع عمليات الاكتساب والاستيعاب والتكيف والإدماج والإنتاج بغية الارتقاء بالفضاء المركزي من مستوى حجرة للتلقين تحتوي على مقاعد وسبورة وطباشير إلى فضاء جذاب مؤثث بمعدات ديداكتيكية ومجهز بتكنولوجية البيداغوجيا/وسائل سمعية بصرية- نظام معلوماتي وحواسيب…/بالإضافة إلى تبني البيداغوجيا الفارقية في تفريق التلاميذ وتوزيعهم حسب مستوياتهم ومؤهلاتهم وانطلاقا من أصناف التعثرات التي يعانون منها قصد تشكيل فصول منسجمة مفوجة تخضع لنظام تشغيل شبكات التعثر لاستدراك النقص أوتجاوز المعيقات أوالالحاق بالمستوى أوتعزيز التفوق واعتماد استراتيجيات ديداكتيكية مختلفة في التنفيذ والدعم والتجاوز والإنقاذ
بحسب خصوصية كل فصل ومستواه ولائحة الحاجيات
1-الاستماع
*-القدرة على الإنصات والالتقاط
*-القدرة على الاسترجاع وضبط الجزئيات.
2-التلفظ
*- القدرة على النطق وحسن المخرج والفصاحة.
*-القدرة على تمثل المواقف والتعبير عن مختلف الوضعيات.
3-الاستيعاب
*-القدرة على الفهم والتفهم.
*-القدرة على الملاحظة والوصف والتفسير والتأويل.
4-القراءة
*-القدرة على تحويل المقروء إلى مكتوب والمشفر إلى واضح.
*-القدرة على إنجاز دراسة تحليلية تركيبية وإصدار حكم.
5- الكتابة
*- القدرة على إنتاج نماذج كلامية من أجناس أدبية مختلفة على غرار أنماط يقلدها.
*- القدرة على توسيع مساحات التعبير والتدرج في توظيف المخيال.
*- الخطاطة الديداكتيكية المرجعية
لايمكن الاستجابة لمتطلبات لائحة الحاجيات لكل مستوى إلا بتبني مقاربة كفائية ترتكز على المكونات التالية
1- الاشتغال الكفائي
*- البناء الخارجي
+ الهدف الكفائي العام
+الهدف الكفائي الخاص
*تحديد معياري للمجال
*حصر معياري للوحدات
**- البناء الداخلي
*- قواعد العمل.
-البيداغوجيا الفارقية.
-بيداغوجيا المشروع
– حل المشكلات.
-ديناميكية الجماعات…
***- أدوات الإنتاج
-وسائل ديداكتيكية
-موارد معارف- قدرات –مهارات- قيم- مواقف- خبرة- تقنيات…
2- مقاطع البرنامج التكويني
أ-المقطع الأول
1- الهدف الكفائي المركب…
2- الوضعية الإشكالية
3-تعبئة الموارد
-تحديد الكفاية المراد بناؤها
-انتقاء القدرات
-اختيار المعارف/ مفهومية- مهارية-تواصلية…
– انتقاء مضامين التحكم
-اختيار مواقف التمثل.
4-التحويل والإدماج.
5- الانجاز المركب
6- التقويم التكويني.
3- جدول التخصيص
1- محورا لقدرات
2- محور المضامين
3-الأفعال الإجرائية المدمجة.
4- مؤشر السلوك الدال على الكفاية.
4- معايير شبكة التقويم
*- درجة التوافق بين الأهداف والطرائق.
*- مستوى ملاءمة المواقف لمضامين التحكم ولمحور القدرات
*-مستوى الأداء.
*- وتيرة وفعالية التحويل
*-درجة جودة إنتاج المعارف والمواقف من خلال المهام والوضعيات.
5- إستراتيجية التنفيذ والدعم والتجاوز والإنقاذ.
*-استراتيجية حل المشكلات
1- الصراع المعرفي
وضع المتعلم أمام مهمة مركبة للتحكم في هدف مركب
2-الصراع السوسيومعرفي
الارتكاز على التفاعلات والمواجهات بين أعضاء المجموعات
3- التفكير الانعكاسي
هيكلة المتعلم للتعلمات وضبط التمثلات وإعادة النظر في المواقع وفيما قام به وفي كيفية التمشيات…
4
-التقويم
ضبط مؤشرات النجاح وفق معايير الانجاز.
*ضبط الطريقة
-الإحساس بالمشكلة.
-صياغة الفرضيات.
-اختبار الفرضيات ومراجعة الأحكام والأفكار والبحث عن العلاقات والأدلة.
-الإعلان عن النتائج.
-التعميم والبحث عن الامتدادات وإمكانية التطبيق في وضعيات متشابهة.
هذا و وترتهن المقاربة بالكفايات بالإضافة إلى التعليم المجزوئي بشبكة التعثرات اللغوية التي ينبغي تصنيفها بحسب درجة الصعوبة وعدد المتعثرين ونوع الدعم المناسب
*- لائحة تمثيلية للتعثرات
1- التفاوت في القدرات التعبيرية الشفوية والكتابية.
2-صعوبة التحويل والاستبدال.
3- صعوبة نقل التمثلات والمفهومات والمعروفات إلى نماذج كلامية سليمة.
4-صعوبة التحكم في اللغة أثناء الحوار التواصلي.
5- عدم القدرة على النطق السليم والقراءة والإقراء.
6- صعوبة الاستماع إلى المنجز القرائي باللغة العربية.
7-ضيق مجال استعمال اللغة العربية واعتبارها أداة للدراسة لا وسيلة تواصل في الحياة في شتى مناشطها.
8- صعوبة التحكم في الانتقال من المفردة إلى الجملة ثم النص.
9-الاكتفاء بتمثل الأحكام اللغوية واستظهارها دون تطبيق واستعمال مغل في إنتاج نصوص مكثفة أوشارحة أو مفسرة أومحللة …
10-ضعف مستوى المكتوب وضيق مساحة التعبير والتعثر في التحكم والتشغيل الدقيق للكفايات المختلفة.
**- أنواع الدعم
لتجاوز بنود شبكات التعثر لامناص من تنويع أشكال الدعم المشغلة من طرف فريق الدعم في ساعات الحفر والصبحيات والأمسيات الفارغة وفق نظام تشغيل دقيق ومبرمج تخضع له القاعة الخضراء المخصصة للدعم من قبيل
-الدعم الذاتي.
-الدعم عن قرب.
– الدعم عن بعد.
-الدعم المؤسسي.
-الدعم البيداغوجي.
-الدعم الموضعي.
-الدعم الانتقالي.
إلى جانب إجراءات تدبير القسم ينبغي تدبير الزمن والمكان الدراسيين وحسن استغلال أوقات الذروة في الاكتساب اللغوي والموازنة بين أنشطة الاستيعاب والتطبيق والمحاكاة والتحويل والاستبدال والإنتاج اللغوي وكذا تحويل القضايا اللغوية إلى وضعيات إشكالية ومشكلات تربوية تعبأ لها الموارد لتجاوزها وإيجاد الحلول العملية لتخطيها بواسطة مشاريع مدروسة ومخططة ووفق مقاس ومواصفات دقيقة وعلى قاعدة متن معطيات ميدانية و دفتر تحملات مدروس وقادر على مجابهة وضعيات مشابهة وجديدة
ب- قيادة الفضاءات الموازية
لضبط التوازنات بين الفضاء المركزي القسم والفضاءات الموازية/ مركز الإعلام والتوثيق بأروقته المكتبة الورقية ومكتبة الأشرطة والأقراص اللينة والسمعية البصرية والبحث في المواقع الالكترونية والقاعة الخضراء المخصصة للدعم وقاعة العروض/… لابد من إحكام التنسيق في الوظائف والمهام بين الفضاء المركزي والفضاءات الموازية لتأمين شروط الانتقال من دال تعلم التعلم إلى دال تعلم التفهم إلى دال تشغيل الكفايات وتوظيف القدرات وتفتيق أكمام المواهب وإنضاج شخصية التلميذ وفق مقتضيات النظرية السوسيو معرفية بنائية ذاتية على طريق تدعيم مكتسباته وتأهيله لمتطلبات الدراسة العليا ومقتضيات سوق الشغل.
1-مركز الإعلام والتوثيق
أ- قاعة العروض
*-تنمية الكفاية اللغوية على مستوى التعبير والكتابة والإلقاء المؤثر من خلال نشاط الكولاج المسرحي التربوي في شقيه المرتجل أو التجريبي.
*- ترقية الكفاية المنهجية والثقافية والتكنولوجية من خلال الاقدار على إنجاز مقاربة فيلمية والتمكن من أدوات القراءة.
ب-المكتبة الورقية
*-تعزيز قدرة البحث ودعم التعلم الذاتي وتنمية الكفاية التعبيرية من خلال استضمار قواعد القراءة المنتجة وإصدار جريدة أومجلة للتواصل.
ج- خلية المعلوميات
*-تنمية ملكة البحث وتنويع مصادر المعلومة / ورقية- إلكترونية/ والإبحار في المواقع وترقية الكفاية التكنولوجية والمنهجية والثقافية.
د-القاعة الخضراء
*- تعزيز بيداغوجية الدعم والتجاوز والإنقاذ ومجابهة التعثرات للإلحاق إلى المستوى وتثبيت التفوق.
*- قيمة مشروع التحكم اللغوي
إن استرتيجية مشروع التحكم المزدوج آلية ناجعة لحل المشاكل اللغوية الكبرى من قبيل الازدواجية وضعف التحكم اللغوي وانحسار مساحة تشغيل اللغة العربية وقضية إدماج لغة الضاد في مجالات البحث العلمي والتواصل مع المواد العلمية ومسألة التعاملات المقنعة باللغة العربية في شتى مناشط الحياة… وكذا لسد النقص والخصاص في تكوينات المتعلمين وعروض
المكونين في اتجاه إحداث التوازنات بين التكوين والتشغيل وتقوية حس الانتماء لأمة اقرأ والاعتزاز بالانتساب للغة الضاد وبعث حياة الاستعمال في لغة القرآن.
Aucun commentaire