Home»International»بيان صـادر عـن حركـة القومييـن العـرب في ذكرى إعلان الوحدة السورية المصرية عام 1958

بيان صـادر عـن حركـة القومييـن العـرب في ذكرى إعلان الوحدة السورية المصرية عام 1958

1
Shares
PinterestGoogle+

بيان صـادر عـن حركـة القومييـن العـرب
في ذكرى إعلان الوحدة السورية المصرية عام 1958
وتأسيس دولة الجمهورية العربية المتحدة
 
يا جماهير شعبنا العربي المكافح
أيها الأخوة في كل مكان
خمسون عاما مضت على إعلان الوحدة بين سوريا ومصر وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة
خمسون عاما من الكفاح الرافض للتجزئة القطرية والتخلف والاستعباد
خمسون عاما من الكفاح العروبي الدؤوب للحفاظ على الثوابت القومية التحريرية
فمصر الحرة ومصر التاريخ ومصر عبد الناصر، كان يدرك شعبها بأن اكتمالها لا يمكن أن يتم إلا بالتقائها مع سوريا ليشكلا معا قلب الوطن الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط، فسوريا هي العمق الاستراتيجي، وأيضا فإن مصر هي القاعدة وهي الانطلاق إلى الحياة الكريمة وإلى المنعة والتقدم.
لقد بدأت الحركة الاستعمارية العالمية في تقطيع أوصال الوطن العربي منذ  النصف الأول من القرن التاسع عشر وإلى استكماله عقب الحرب الأولى  أوائل القرن العشرين، كما استطاعت أيضا في ترسيخ ابتعاده عن مجاله الحيوي الاستراتيجي تركيا وإيران، وإلى أن تزرع في قلب هذا الوطن كيانا إغتصابيا توسعيا تمثل في إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين بعد قتل وتهجير أهلها العرب الأصليين، كقاعدة عدوانية لا رادع لها حارسة للتخلف والفوضى والضعف والانكسار.
ولكن ما هو أخطر من ذلك كان في اعتماد الإدارات الاستعمارية البرامجَ لخلخلة بنية مجتمعات الوطن الاقتصادية والاجتماعية وخلخلة استقرارها، ليستحيل على أبنائها حتى بناء دولة القطرية واختيارهم الحر لسلطاتهم فيها، و تبعا إلى نشوء حالة فريدة مقلوبة في التاريخ السياسي، إذ عوضا من أن ينشئ الشعب الدولة والسلطات التابعة له لإيجاد حالة عقدية بين السلطة والمواطن، فقد أنشأ الدولة والسلطات وإداراتها التي أنشأت الشعب التابع لها، وبدورها هذه كان لا بد أن تنتج حالة تسلطية بين الحاكم والرعايا.
ولقد أفضى ذلك إلى نشوء دول وهمية مرتبطة بالضرورة وملحقة، وإلى سلطات وإدارات دولتية تم تطويرها لخدمة متطلبات الدول الإستعمارية التابع لها ذلك القطر أو ذاك، والتي بدورها حولت شعب تلك الدول من مجتمعات إنتاجية إلى تجمعات لشعب صار يتصف بالعطالة الإنتاجية والإتكالية والإستهلاك، ويعتمد في تصريف أموره المعيشية على سلطة الدول القطرية ويرتبط بها، كما جعلت تلك الإدارات والسلط من أراضي هذه الدول سوقا للبضائع  حسب الاتفاق، أو خزانات نفطية  ومناجما للمواد الخام الأولية أو قواعدا وممرات استرتيجية وغيرها
إن الدول الإستعمارية التي ترسخت لدى إداراتها العقلية الاستعمارية دون فكاك، لم تتخلى عن قاعدتها الذهبية باستعباد الشعوب واستغلالها، وإن قد حدث في الآونة الأخيرة بعد « قفزات التطور النوعية » نوع من الانقسام في توجهات الرأسمال الإستثماري الكوني وجنوحه إلى لجم دوله الوطنية القومية الاستعمارية ومتطلباتها المعيقة لنموه إلى حد الصراع  وإلى تفضيله المشاركة على تثمير أمواله على النطاق الكوني مع دول العالم الأخرى،  فإن إدارات تلك الدول الاستعمارية لم يمنعها ذلك من تفعيل الدفاع عن مواقعها قي التسابق معه على مواقع الاستثمار وذلك لإعادة هذا الرأسمال الهارب إلى نفوذها، وقد تمثل ذلك عبر تصدير الإيديولوجيات والمواقف لمناطق المخانق العالمية ذات الثروات والممرات في الشرق الأوسط وإلحاقها بمجموعة  منوعة من الممارسات تتدرج من المضايقات والحصار إلى الحروب الاستباقية المتنقلة التي شاهدنا أحداثها المأساوية في العراق وأفغانستان ولبنان وغزة، بغية حصار تحرك هذا الرأسمال الكوني وإرهابه و أيضا إلى إرغام الشعوب في المنطقة ودولها على القبول لما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وهكذا فإن التصورات التقييمية لبعض قوى اليسار المحلية، كطليعة نضالية تستند أساسا على المنقول من منطلقات الثقافة الغربية عن السياسيات وأصول الحكم، كانت تجانب الحقيقة وغالبا ما كانت تتسم بالسطحية وإلباس الغير ما هو مروج له، ذلك عند تناولها انتظام العلاقات السياسية ومتغيراتها في دول المنطقة وموقع السلطات فيها وقادتها من الزعيم الرئيس عبد الناصر إلى الشهيد صدام حسين المجيد، كما كانت الأحكام المشوشة عليها غير مفهومة فأضافت هذه القوى بعدا تخريبيا ساهم في عدم استقرار الشعوب، ودفع إلى تأزيم واقع دولها، وإلى إغلاق أبواب الخروج من مآزقها.
يا جماهير شعبنا العربي المكافح المقاوم
إن خمسين عاما من الكفاح لا يمكن أن تندرج أبدا ، كما يتخيل البعض، في سلسلة الهزائم والإحباطات، إنما هي سلسلة لتراكم الخبرات من أجل نصر قريب.  فمن واقع الوطن العربي وحالة شعوب العالم في مطلع الخمسينات وضع عبد الناصر تصوراته للتحرير، ابتداء من تحرير مصر الدولة النواة.  فالعالم متداخل ومتشابك ومتقاطع فالثورة كي تنتصر لا بد لها من مجالات حيوية تكون لها رافدا وضامنا أومشاركة لها في التحرير، فكانت  الدوائر النضالية  إنطلاقا من الدائرتين العربية والإسلامية وصولا إلى شعوب العالم المحكومة بالفقر والتائقة إلى الإنعتاق، وكانت الحركة الوطنية العربية التحريرية جزءا من الحركة العالمية لمحاصرة الإستعمار. فالحركة الإستعمارية  العالمية لا يمكن أن تقاتلها الشعوب في فلسطين أو العراق فقط ، بل يجب قتالها في كل مكان، فلا مناص من التحرر القومي ومقاتلة العدو على كل أرض مغتصبة، لا بد من إنشاء قوى التحرر وإلى تحصينها في الدول المحررة – الدول النواة، ولابد من فك إسار قوى التحرر لدى الشعوب المحتلة بالجيوش الغازية أو المقيدة من قبل الحكام العملاء الخاضعين وإطلاقها للخروج بمعطيات إيجابية تمكن من بناء الدولة القومية الواحدة المحررة.
فوحدة الوطن العربي لم تكن يوما ترفا عقائديا أو نزقا عصبويا، وإنما مشروع الوحدة يتمثل في تحقيقه ضمان الحد الأدنى لحقوق شعب الوطن العربي الطبيعية، وتوفير السبل الممكنة لإقامة دولته الواحدة العادلة بما يتيح له ذاك من تجميع إمكانياته الدفاعية الحيوية والمادية ضد العدوان وفي سبيل البناء والتحرير.
إن الآلاف من القوى الحية، المتعلمين والاختصاصيين، الذين أنتجهم شعب الوطن العربي من أبنائه عبر هذه السنوات الكفاحية على حساب مدخراته المتواضعة على أمل الانتفاع منهم في خدمة الوطن وتطويره، يمكن تصحيح مسارهم وإنقاذهم من الانحدار كما يمكن انتشال من انحرف منهم إلى هوة القوة التخريبية المضادة لأوطانهم، هذه القوة المتمثلة أساسا في عبء عطالتهم الإنتاجية والتعويض عنها من قبلهم في الرضوخ للثقافات الإيديولوجية الأجنبية والانبهار بها، وتسابقهم على نهب وامتصاص  ثروات شعوبهم لإعطائها للغير، فإن هؤلاء يمكن إعادة تأهيلهم وتأهيل خبراتهم لتجنيدهم من جديد في خدمة العمل الوطني وفي الدفاع والبناء والتحرير.
كانت دعوة الزعيم عبد الناصر القومية تهدف إلى التخلص من تخلف العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعائلية، وإلى التخلص من الفقر والجهل والضعف والهوان، وإلى جعل إنسان هذا الوطن مواطنا يعزز انتماءه العملُ المنتج، كما كانت تهدف إلى بناء الوطن والمواطن وإلى اعتماد القوى الذاتية لإنجاز المشروع الاقتصادي الإنتاجيي  لبناء المجتمع القومي وتحصينه، فلا دولة قومية دون مجتمع قومي أساسه الكفاية والعدل، ولا مجتمع قومي دون اقتصاد قومي ينتظم كل شعب المجتمع ضمن معطياته، ويدافع عن بناه وقيمه ووجوده.
يا جماهير شعبنا العربي
إن حركة القوميين العرب التاريخية التي تبنت دائما المسار الوحدوي ودافعت عن الثوابت الوطنية والقومية، إذ تحي شعب الوطن العربي في ذكرى الخمسين على إعلان الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة، وتحي أرواح الأبطال من شهدائها وشهداء أبناء الشعوب العربية الذين انتصروا لقضايا تحرير أوطانهم ولنصرة الدعوة القومية في الوحدة والتحرر والعدالة  والديمقراطية، فإنها تدعو كل المثقفين العرب كطليعة ملتزمة في الحفاظ على الثوابت القومية، كما تدعو في هذه المناسبة الأحزاب والهيئات والجمعيات الوطنية والسياسية، إلى استلهام الروح القومية في اصطفافهم لخوض المعارك المصيرية المرتقبة التي تستهدف كيانهم وهويتهم ووجودهم، وإنها لمقاومة تحريرية حتى النصر.
عاشت الوحدة العربية، عاش الشعب العربي،
عاشت المقاومة التحريرية  المسلحة في العراق وفلسطين ولبنان وعلى كل أرض عربية،
عاش الشباب القومي العربي رافع راية العدالة والنضال من أجل الوحدة والتحرر والديمقراطية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *