Home»National»المَغْرِبْ هُو البَلَد الوَحيد

المَغْرِبْ هُو البَلَد الوَحيد

0
Shares
PinterestGoogle+

يبدو أنّ سيادة « التوحّد »، بعموم الرؤية الواحدة والمقاربات الفردية، بأن أسرت هي القانون الذي أخذ يتنامى ويسود مختلف الملفّات والمحطات الباصمة للأحداث، حيث كثيرا ما تبرز تكتّلات تكيل ما لذّ وطاب من « تَكييفاتها » ومقاربات لتجعل من المغرب أجمل بلد في العالم.. بخلط مفاهيمي بين الغرابة والجمال.
فالمغرب قد يكون هو البلد الوحيد الذي قد ينجح فيه « حُزَيِّب » إداري في خلق تكتّلات جماهيرية بالجملة، في أوّل سنة وشهر ويوم، وبدون معلّم، ويجعل من أطباء ومهندسين وأساتذة وخبراء يجلسون جلسة المتعلّم المريد أمَام الشيخ الحالي و »المنتدب السابق »، مكذّبين مقولة أنّ زمن الأمس لا يعيد نفسه اليوم، مفتخرين بتموقعات الآن ضمن كوخ ببابه جرّار، متناسين ما أكالوه بالأمس من سبّ وشتم وانتقاد لاذع للمتمخزنين والإداريين والممتثلين لإرادة « سِيدْ القَايْدْ » السَّابق، بانقلابهم من كيل الشتائم لأرباب السياسة المُقرّبة من المخزن إلى الارتماء في حضن سليل الداخلية ومعلّم سياقة التراكتور.
المغرب هو البلد الوحيد الذي قد « يْطْليكْ » بتهم أقرب إلى إنشاء لغوي أكثر من قربها إلى القضاء وقاموسه، حيث قد تجد نفسك متّهما بـ « التْقْلْجِيسْ » أو « التْغْرْفيصْ » أو « الفْرْشْهِيمْ » أو أي شيء من هذا القبيل. ولا تسألوني عن معاني هذه التهم لأنني أجهلها، لكن لا استبعد أن يكيلها القضاء مستقبلا لأيّ متّهم كان، خصوصا إذا « تقَادمت » تهم أخرى مستحدثة آنيا، فنحن نؤمن وبقوّة على أنّ العيش ليوم واحد بالمغرب قد يجعلك تسمع أخبارا لم تسمع من « المَاريكانْ » إلى « الصّينْ »، ولن تجد لها ورودّا لدى أي أحد « واخّا سْتَالِينْ ».
كَمَا أنَ المغرب هو البلد الوحيد الذي قد يتّهم مواطنوه بتهريب المخدرات عبر البحر شمالا، دون أن يتساءل مسؤولوه عن سبب عدم إيقاف سلطات البلدان الأخرى لهؤلاء المهربين وهم يفرغون شحنهم « المُحشَّشة » جنوبا، قبل أن يعقبوا ذلك بتساؤلهم لنفس البلدان الأخرى عن سبب عدم إلقاء القبض عن أي فرد من البحرية المكلّفة بأمن الحدود والشواطئ وحرسها من الجانب الآخر، « آوْوْوْ.. إيلاَ حْنَا مْيْكْنَا عْلىْ العْشْبَة فالخْرُوجْ.. شْكُونْ كَيْمْيْكْ عْلِيهَا منْ الجِهَة الأخرَى فالدْخُول؟؟ ».
كمَا أنّ المغرب هو البلد الوحيد الذي قد يُمضي المسؤولون فيه أعواما من الخدمة بدون أن يزداد سنتيم واحد إلى أرصدتهم البنكية، أو عقار إلى لائحة ممتلكاتهم، في حين تنموا ثروات أزواجهم وحسابات أبناءهم الدنيوية والأخروية، وبسرعة جنونية لا تلتزم بمؤشرات النماء المعقولة، دون أن ترصدهم جهارا أعين الموكولة إليهم الشؤون، في تسيّب يؤذي الحديث عنه الأسماع ورؤيته العيون.
كما أنّ المغرب هو البلد الوحيد الذي قد يلقى فيه السؤال عن الحال جوابا دائما بوفرة الخير و »النَّشَاطْ » ولو كانت الحقيقة « وَاصْلَة للعظْمْ ». وهو البلد الوحيد الذي قد يعتبر فيه الاستثناء قاعدة وما دونه استثناءً. وهو البلد الوحيد الذي قد تجد فيه صنّاع طواقم الأسنان، مثلا، تابعين لوزارة الصناعة التقليدية. كي تصبح البلغة والفم في خانة تصنيف واحدة، لا يفصلهما إلاّ موقع الاستخدام.
فها هو المغرب أفرد التميّز الحين، تعمّه التقلّبات ذات اليسار واليمين، يستوي فيه القبح و »الزين »، والجهل وأبرز آراء العالمين، فعيشوا فيه بسلام آمنين، ولو إلى حين.. ورحم الله عبداً آمين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. قويدر
    28/02/2009 at 14:14

    ونسيت انه البلد الوحيد الدي يسمح لك بقول مثل هدا الكلام…….

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *