…..وتستمر المعاناة

لا أقدر على إيجاد كلمات تعبر عن ما يدور في خاطري
و لا تكاد الأنامل تقدر على الكتابة وسرد فصول هذه القصة المؤلمة التي تتأثر لها
القلوب وتذرف لها العيون دموعا لا تجف. مع إطلالة فجر جديد ترتفع الأيادي داعية
الله العظيم الكريم أن يفرج الحال ويسهل الأمور ويهدي أصحاب القرار، دعوات لطالما
تكررت خمسة  عشر سنة، خمسة عشر سنة من فراق
الإخوة الأحباء،خمسة عشر سنة من الغم والقهر،خمسة عشر سنة من التردد على الشريط
الحدودي لتبادل السلام والتحيات وأيضا  تبادل النظرات من بعيد إلى بعيد  لعلها تشفي الغليل وتنسي ولو لوقت وجيز الواقع
الأليم البائس الذي ألم بهم. هذه النظرات تحمل من ورائها الأسى والحسرة على الماضي
الجميل. ويتجلى الماضي الجميل في الحياة البسيطة بين الأهل والأحباب التي جمع
بينهم الحب والصداقة والتراحم، يجتمعون تحت سقف واحد يتشاركون الرغيف الواحد
ويتقاسمون الأفراح والأحزان ،ولا وجود للقيود  والحدود ولاشيء كان يقدر أو يجرأ أن يفرق بينهم إلا أن حلت بهم الصاعقة وهي
إغلاق الحدود في سنة 1994 . وقد لاقى هذا القرار سخط وغضب واستياء الكثيرين الدين
تضرروا بشكل كبير كأصحاب الفنادق والمقاهي المتاخمة للشريط الحدودي هذا في الجانب
الاقتصادي .أما الجانب الإنساني والدي نحن بصدد رواية قصة منه،وهذا حال كثير من
العائلات الوجدية، فلقد تقطعت أرحام وتفرقت عائلات، وضاع كل شيء وأصبحت مجردة
ذكريات وحكايات يحكيها الآباء لأبنائهم عن حياتهم السابقة. نحمد
الله على نعمة الهاتف والإنترنت الذي يعتبران المتنفس الأخير للتواصل فيما بينهم
وأصبحت البديل الجديد لمغرفة أخباز الأهل. فوا حسرتاه على الأيام الخوالي وواأسفاه العم لم يعد يعرف ابن أخيه ولا الخال يعرف ابنة أخته ،وما زاد الطينة بله
غلاء تذاكر الطائرة التي يعجز عن دفعها أطراف قصتنا. إلى متى يبقى الواقع على ما
هو عليه؟ وإلى متى تبقى تسيل العبرات؟ أما حان وقت لم الشمل واجتماع الأخلاء؟

 يبقى
التمسك ببصيص من أمل إلى أجل غير مسمى وأمنية لعلها تكون الأخيرة قبل الممات:فتح
الحدود