في انتظار الذي لا يأتي
لعله ليس من الصدفة أن تكون دلالة لفظة « جرادة » مقترنة بالسلب والنزع؛ فقد جاء في لسان العرب ما يلي: جَرَدَ الشيءَ: قشَره؛ وجَرَدَ الجِلْدَ: نزع عنه الشعر، والجَرَدُ من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ، وسنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ. ورجلٌ جارُودٌ:مَشْوومٌ …
وإنما تبادرت إلى ذهني هذه المعاني بعد أن عانينا الأمرين في التخلص من الاشتغال كموظفين في التعليم تابعين للنيابة التعليمية لهذه المدينة. ومع ذلك استمرت علاقتنا المريرة والمنغصة بهذا الشؤم بعد أن استمرت زوجاتنا مشدودات إلى هذه النيابة؛ ملزمات بالاشتغال فيها رغم أن المفروض فيهن أن يتمتعن ببعض الحق في الالتحاق بأسرهن وأزواجهن أسوة بباقي الموظفات اللاتي تحقق لهن هذا الأمل واستفدن من حقهن في الالتحاق بأسرهن كما هو الشأن بالنسبة لنيابات الناظور وبركان وتاوريرت وغيرها.
أما شأن مدينة جرادة بنيابتها ونقاباتها فأمر آخر. فقد انتزعت من زوجاتنا ومنا هذا الحق وسلبتنا فرصتنا في جمع شمل أسرنا وأن نحيا حياة كريمة مطمئنة.
ومن الصواب أن لا أكيل السبب إلى النيابة وحدها، لأن دور النقابات كان حاسما في تفاقم هذه الأزمة وعرقلة المسار الطبيعي والمنطقي لحلها. فقد ارتأت على غير وجه حق أن تلحق بملف الحالات الاجتماعية والصحية؛ كما سطرته وزارة التربية الوطنية و نصت عليه؛ أفرادا ليس لهم أدنى علاقة بمعايير هذا الملف. اصطيادا منها في الماء العكر وتحقيقا لمكاسب بعيدة كل البعد عن الظروف المأساوية لمجموعة كبيرة من الأسر. وهكذا كان اقتراح النقابات؛ في أول الأمر؛ لائحة من المرشحين للاستفادة من الحركة الجهوية، والحق أقول أن كثيرا ممن أدرجت أسماؤهم في تلك اللائحة لم يكن من العدل أن يدرجوا ضمنها. ثم وقع إضافة أسماء أخرى إلى تلك اللائحة واستبعاد آخرين منها لأسباب لا يفهمها إلا « الراسخون في العلم » من النقابيين وأنا هنا طبعا أقصد مجموعة من المتطفلين على العمل النقابي بل والمترزقين منه. وفي آخر المطاف تـم تقديم لائحة أخرى لا ندري من كان وراء اقتراحها ولا كيفية تمريرها إلى النقابات ولا مبررات موافقة تلك النقابات عليها. وقد تناهى إلى مسامعنا أنها تشمل مجموعة من الأشخاص الذين لا تتوافر فيهم أصلا شروط ومعايير المشاركة في الحركة الجهوية.
لهذا نهيب بالمسؤولين النزيهين والنقابيين المخلصين أن يتيحوا الاستفادة من الحركة الجهوية لمن هو أحق بها وتتوافر فيه شروط المشاركة فيها واستبعاد كل من لا تتوافر فيه تلك الشروط. ونرجو أن يعفينا هؤلاء من مسلسل « في انتظار الذي لا يأتي » أو لنضف إليه عنوانا آخر ربما هو ألصق بحالات المشتغلات بنيابة جرادة « ذهب مع الريح ».
3 Comments
موضوع الالتحاقات بالازواج موضوع قديم .نشكرك يااستاذ عاى اثارته ونتمنى الا تكون صيحتك في واد.المشكل في شذوذ بعض النقابات ونهج اصحابها سياسة انا عكسنالافساد عملية الالتحاقات ولحشرذويهم في اللوائح رغم عدم اهليتهم في ذلك.كان الله في عونك وفي عون الحالات المشابهة لحالتك لان الداخل لجرادة مفقود والخارج منها مولود بسبب تعنت بعض اشباه النقابات.
من شيم السبع العيش في البقاع الجرداء
نحن نفتخر بمدينتنا ولنا الشرف ان نحمل اسمها.جرادة يا الوردة و عليك يطيح الردى
كلمة صادقة ليدهب الملف مع الريح .أغلبية الاساتدة غير راضين على هداالملف فالمعنيون بالملفات تحايلوا بكل الطرق كي يستفيدوا بالانتقال فمنهم من وضع ملفا صحيا وبعد سماعه بان الملفات الاجتماعية أنفع غيرها بسرعة.واصبح بين عشية وضحاها هو المعيل الوحيد لابويه رغم تواجد اخوة يعيشون مع والديه.أما اصحاب الملفات الصحية فاغلبهم أصحاء للايتمارضون الا على اداء الواجب المهني .اما الفئة الاخرى والملتزمة بعملها فهي غير راضية على الوضع فالعملية برمتهاخلق توثراونفورا فى نفسية الفئة الشغيلة لانها ترى بان الانتقال غير موضوعي وهي عملية هضم للحقوق بالنسبة للفئاتالملتزمة والتي لاتعمد الى الطرق الملتوية_منمن ملف اجتماعي او صحي لان اغلب الوتائق تلك سهلة المنال_.فالتكن النيابة والاكاديمية في صفالفئة التي احبت عملها ولم تعمد الى خلق حالات وهمية توصلهم الى غرضهم اي الانتقال……..والسلام