اليهود يتحكمون في قرارات الفاتكان
من المعلوم في كل الشرائع الدينية سواء كانت سماوية أم وضعية أن سحب صفة التدين أو رتبة التدين من أحد الأتباع لا تكون إلا بمروقه من عقيدته ،وخلافا لهذا العرف الإنساني جاء قرار إلغاء رتبة رجل الدين الإنجليز رتشارد ويليامسون المقيم بالأرجنتين من طرف الكنيسة الكاثوليكية بالفاتكان على خلفية سياسية لا علاقة لها بالدين حيث شكك هذا القس في قضية المحرقة اليهودية في ألمانيا بما في ذلك وجود الأفران وقاعات الغاز في معتقل أوشفيتز ، كما شكك في عدد ضحايا المحرقة . ولما كانت اليهودية متغلغلة في الفاتكان فقد أوعزت إلى حبر الفاتكان تجريد القس المشكك في الهولوكوست من رتبته الدينية مع أنه لم يخالف بتصريحه تعاليم ديانته بل عبر عن وجهة نظره التي يمكن أن تعتبر قناعة سياسية أكثر منها قناعة دينية.
لقد غضب اليهود من تصريحات القس ويليامسون وطالبوا الفاتكان بتجديد موقفه من المحرقة الداعم لهم بلا حدود مما اضطر بابا الفاتكان بالفعل لتجديد إيمانه بالمحرقة ، والإعلان عن عدم تغير هذا الموقف ،بل أكثر من ذلك أفتى بأن نفي المحرقة ذنب عظيم .
إن قرار الفاتكان هذا يؤكد مدى سيطرة اليهود على المؤسسة الدينية المسيحية التي تخشى على نفسها من تهمة أعظم الكبائر وهو الكفر بالمحرقة أو بالأحرى مجرد التشكيك فيها.ولقد تزامنت قضية إقالة القس الإنجليزي من منصبه مع ارتفاع أصوات المنظمات الإنسانية والحقوقية عبر العالم للمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب اليهود في قطاع غزة. ومن المعلوم أن المبالغة في أمر ما، والحرص الشديد على تأكيده عن طريق تهديد من يشكك فيه يثير حوله الشكوك. فتشدد اليهود في إدانة من ينفي الهولوكوست أو يشكك فيها يدعو حقيقة إلى الشك . فكثيرة هي القضايا التي يثار حولها الشك أو تنفى ولا تثير الحساسية التي تثيرها قضية المحرقة مما يدعو بالفعل للتساؤل لماذا ؟ فالمسلمون مثلا ينفون صلب المسيح وقتله ومع ذلك لا تثير هذه القضية مشاكل بالرغم من أهميتها مقارنة مع قضية المحرقة، فضلا عن كون موضوع صلب أو قتل المسيح قضية خلاف عقدي بين ديانتين ومع ذلك لا توصف بأنها أعظم الكبائر وأشنع الجرائم كما هو الحال في قضية الهولوكوست التي يحاكم بموجبها كل من ينفيها أو يشكك فيها.
وإن ديانة توجد تحت رحمة اليهود بحيث تبني قراراتها الدينية على أساس رغباتهم ليست بديانة ذات أسس ثابتة ما دامت ليست متحررة من تأثير عقيدة اليهود. وإذا استطاع اليهود التدخل في شؤون الكنيسة الدينية فهم أقدر على التدخل في كل الشؤون سواء كانت دينية أم سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمجتمعات التي تدين للفاتكان بالولاء لأن كل تأثير على الفاتكان هو حتما تأثير على الشعوب التابعة دينيا للفاتكان . فالقداس المسيحي الذي يصرح فيه البابا بأن نفي المحرقة ذنب عظيم يؤثر لا محالة في أتباع الكنيسة لثقتهم في البابا وفي مكانته الدينية ، ولا يخطر ببالهم أنه خاضع للابتزاز اليهودي من أجل خدمة مقولاتهم المعتمدة للدفاع عن كيانهم المختلق في منطقة الشرق الأوسط. ومقابل تجريم البابا من ينكر المحرقة أو يشكك فيها لم يحرك ساكنا فيما يتعلق بالمذابح التي ارتكبها اليهود في غزة ، واكتفى بدعوة الأطراف إلى إيقاف العنف مسويا بين الضحية والجلاد.
وإنه لمن المؤسف أن تنطلي حيل اليهود على شعوب العالم خصوصا في أوروبا وأمريكا الشمالية فتتعطل عقول شعوب بلغت درجات عالية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي أمام أساطير يهودية كما سماها الفيلسوف الفرنسي روجي جارودي في كتابه : « الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل » وهو كتاب تمت ملاحقته في كل أقطار العالم لأنه يفضح أساطير اليهود الواهية أمام البحث الدقيق والموضوعي والعلمي. ولقد صارت أساطير اليهود حقائق لمجرد أن اللوبي اليهودي يهيمن على القرار الاقتصادي في العالم والذي يهيمن بدوره على القرار السياسي.
إن العالم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الإقرار بالحقائق وبكل تجرد وموضوعية مما يعني سيادة الحق والقانون أو الانحياز للعقائد المتطرفة كعقيدة اليهود المتعالية على كل العقائد مما جعل الكيان اليهودي فوق كل القوانين الدولية وفوق كل العقائد. وإنه لمن العار أن ينساق البابا وراء رغبة اليهود وهو على علم تام أكثر من غيره بتهافت مقولاتهم وأساطيرهم التي تهدف إلى غمط الحق الفلسطيني وتحويل شعب أرض فلسطين إلى شعب شتات بعد مصادرة أرضه .
Aucun commentaire