المقاومة ربح ولا يستقيم معها منطق الخسارة
لقد أعاد الرئيس المصري في خطابه بقمة الكويت مقولة رئيس السلطة عباس، فهذا الأخير قال: « لا نريد مقاومة تبيد شعبنا »، والرئيس المصري قال: » يجب على المقاومة أن تضع في حسابها الربح والخسارة ». والحقيقة أن هذا منطق المسلم بالعدوان الإسرائيلي على أنه قدر محتوم لا راد له، ولا غالب له. وكل من حاول أن يغير هذا المنطق يكون مراهنا على الخسارة باعتبار هذا المنطق.
وإن من دلالات كلمة مقاومة وجود معتدي ، ومعتدى عليه ، والمعتدى عليه يواجه خسارة واحدة عندما يقاوم المعتدي ، بينما يواجه خسارتين عندما يستسلم له.
والمعتدي بطبيعة الحال يفوق المعتدى عليه قوة وإلا لا يصح منه اعتداء ولا يمكن في حال تكافؤ القوة بينهما ، لهذا تكون نتيجة الاعتداء مؤلمة وثقيلة بالنسبة للمعتدى عليه نظرا لانعدام تكافؤ القوة بينه وبين المعتدي.فإذا ما قيست نتيجة الاعتداء المؤلمة والثقيلة بالنسبة للمعتدى عليه من منظور المسلم للمعتدي بالاعتداء و الذي يعتبره قدرا محتوما لا راد له، كما هي نظرة رئيس مصر ورئيس السلطة تكون الخسارة فادحة في حال المقاومة، ولا مجال للحديث عن الربح. أما إذا قيست نتيجة الاعتداء المؤلمة والثقيلة بالنسبة للمعتدى عليه من منظور غير المسلم للمعتدي بالاعتداء والذي لا يعتبره قدرا محتوما كما هي نظرة المراهنين على المقاومة يكون الربح الكبير ولا مجال للحديث عن الخسارة.
فما الفرق بين الخسارة الناجمة عن الحصار الظالم لغزة ، والخسارة الناجمة عن دمارها ؟
فعند التحقيق نجد الخسارة واحدة وإن اختلف شكل الاعتداء وحجمه.والاعتداء ليس فيه اعتداء مقبول وآخر مرفوض حسب منطق الرئيس المصري ورئيس السلطة.فالذي يرفض تدمير غزة بالسلاح من المفروض أن يرفض تدميرها بالحصار لأن الفرق بين دمار وآخر هو فرق بين بطء دمار وتأخر آخر ليس غير. وإذا كان لا بد من الدمار سواء أبطأ أم أسرع فلا مندوحة عن مقاومته لأن المقاومة قد توقف دمار بطيئا شاملا بدمار سريع محدود فيكون منطق الربح والخسارة عكس ما اعتقد الرئيس المصري ورئيس السلطة.
والخسارة الفادحة التي لا يتناطح فيها كبشان كما يقال هي الاستسلام للعدوان. فالمعتدى عليه المستسلم للمعتدي يقع عليه العدوان مجانا ، بينما المعتدى عليه المقاوم للمعتدي يكلف هذا المعتدي دفع ثمن العدوان . ومهما كان هذا الثمن فهو ربح بالنسبة للمعتدى عليه ، وخسارة للمعتدي الذي يود لو أن عدوانه كان مجانيا ودون ثمن ليكون الربح كاملا غير منقوص.
إن مقولة الرئيس المصري ورئيس السلطة لا تعدو التغرير بشعب غزة وإقناعه بأن تضحيته خسارة لأنه أخطأ التقدير والاختيار عندما اختار المقاومة ولم يسلم بقوة العدو كقدر لا راد له . وهي مقولة تحاول تضخيم الخسارة المادية للنيل من المقاومة وحمل شعب غزة على طلب الربح المادي البديل والمتمثل في الاستسلام عوض الربح المعنوي المتمثل في المقاومة والضامن للربح المادي .
والمقاومة تضحية، والتضحية بذل، والبذل لا يحسب عندما يكون من أجل الحرية والكرامة، والحرية والكرامة لا ثمن لهما، والعبودية والمذلة لا خسارة بعدهما. لقد بدا منطق الرئيس المصري ورئيس السلطة وهما يحاولان إقناع الشعب الفلسطيني بترك المقاومة كمن يساوم فتى غرا ليسلبه شيئا ثمينا مقابل ثمن بخس، ويجعله يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. فشتان بين عزة المقاومة وذلة المفاوضة .
وحسب المشككين في المقاومة قول الله عز وجل : [ وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن تكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ألآن خفف الله عنكم وعلم ما أن فيكم ضعفا فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ] صدق الله العظيم وكذب المشككون في المقاومة والجهاد.
Aucun commentaire